بالرغم من محاولة خروجه إلى أماكن، ومناطق جديدة متجاوزا الصورة التقليدية للمسلسلات الخليجية التي باتت مكررة في جميع الأعمال الدرامية داخل أربعة أركان ليس أكثر، وبعيدا عن الاستعراض في الأثاث والديكور الفخم الذي تتميز به الأعمال التلفزيونية الخليجية دائما، وبالرغم من أنه حشد عدد كبير جدا من النجوم الشباب في الدراما الخليجية محاولا من خلالهم طرح أطروحات اجتماعية جريئة قادها المخرج علي العلي، إلا أن مسلسل (ذاكرة من ورق) خرج بكم كبير من الأسئلة حول حقيقة ما يحدث بالمسلسل، وأنه لا يمثل الواقع من قريب أو بعيد،
فقد يكون خيال المؤلف (عادل الجابري) ذو أفق واسعة؛ ولهذا تطرق إلى أحداث قد تبدو غريبة على المجتمع الخليجي من خلال السيناريو الذي كتبه. فمن المعروف أن الدراما بصفة عامة قد تُستخدم للإشارة إلى بعض السلبيات الاجتماعية بغرض الابتعاد عنها وهو ما يطرح سؤال جديد وبشدة هل تعمد الجابري في مسلسل (ذاكرة من ورق) أن يشير لأخلاقيات بعض الشباب الخليجي السيئة بالخارج خاصة أنه ركز وبشكل كبير على المشاهد التي تجمع الشباب والبنات ببعضهم البعض داخل المنازل وأماكن المبيت. وسلط الضوء من خلال حوارات شخصيات العمل على الابتعاد عن العادات والتقاليد الخليجية والانغماس في المجتمع الأوروبي بشكل يعاب عليه. يذكر أن الجابري له أعمال كثيرة سابقة لاقت نجاحا فنيا وجماهيريا، يذكر منها (الرغبة في السقوط ، عطر، الساكنات في قلوبنا) والتي ناقش من خلالها ما يدور داخل أروقة المجتمع الخليجي ومايقع فيه من مشاكل اجتماعية حاول تناولها بشكل درامي جيد. أما بالنسبة للأداء التمثيلي فقد كان متكلفا، ومبالغ فيه ويبدو باهتا بعض الشيء وظهرت الفنانة (شجون) على غير عادتها وجاء اختيار الممثلين غير موفق حيث أن أعمارهم الحقيقة لا تتناسب مع كونهم طلاب. عاب أيضا على المسلسل المشاهد الطويلة التي لا داعي لها خاصة مشاهد الحب التي بدى المسلسل من خلالها كأنه قص ولزق من أعمال درامية أخرى، تناولت نفس مواضيع الحب والغرام، وغدر الأصدقاء بالغربة، بالإضافة إلى خط عريض بالبناء الدرامي للمسلسل والذي تم استهلكه بأشكال مختلفة بالأعمال الأجنبية منها فيلمي (50 First Dates ،before i go to sleep) حيث دارت أحداث المسلسل حول شخصية الفتاة (فجر) التي تفقد ذاكرتها بشكل يومي فتضطرها الظروف إلى كتابة كل ما يدور حولها عن طريق الوشم. أيضا ركز المخرج العلي على الصورة أكثر من الحدث فنلاحظ أن أكثر المشاهد صورت بالخارج في أماكن مختلفة من برلين وأوروبا بالرغم من أن أحداث المسلسل تدور حول مجموعة من الطلبة يدرسون بالجامعات وهو ماغفل عنه المخرج أو تغاضى عن ذكره بمساحة أكبر فبدوا كأنهم عاطلون اعتقد أن المسلسل لا يستحق أكثر من 5/10 في تقديري لكونه تجربة جديدة وجريئة للخروج عن أطر المسلسلات الخليجية المعروفة.