لم يكن في خطتي الرمضانية هذا العام أن أشاهد مسلسل سيلفي للفنان السعودي (ناصر القصبي)، ولكن لحظي الواعد شاهدت حلقة من المسلسل بالصدفة؛ فأصبحت من أشد متابعيه ،ومن أهم أولوياتي، وتمنيت أن ألتقط سيلفي مع ناصر بالفعل والذي أكد بذلك المسلسل على أنه يمتلك في جعبته الكثير والكثير من الأدوات التي لم يستخدمها بعد، وأن لديه مفاجأت عديدة لم يطلعنا عليها. أحداث المسلسل تدور في حلقات منفصلة تتناول قضايا ويوميات المجتمع السعودي، ويتم نقدها بشكل ساخر ومعالجاتها ضمن قالب كوميدي خفيف. ومن المعروف أن ناصر أشترك سابقا مع زميله السعودي عبدالله السدحان بمسلسل (طاش ماطاش) حيث قدما 17 جزء من المسلسل على مدى سبعة عشر عاما، ودار في إطار مشابه لمسلسل (سيلفي). وقد قدم القصبي مجموعة من الصور المختلفة ضمن حلقات المسلسل حيث مزيج من الرسائل الاجتماعية الممزوجة بابتسامة كوميدية طريفة، والتي لاقت معها ردرود فعل مختلفة ما بين المؤيد والمعارض بدأت بالحلقة الأولى وتقمصه لدور رجل دين تائب يبحث عن الشهرة، ومستكملا ذلك بصوره السيلفي مابين الروتين بالمنظمات الحكومية بالمجتمع الخليجي والإهمال في المستشفيات، والنصب والاحتيال في سوق العقارات، وقضايا التحرش،،، وغيرها من الصور المختلفة المتوازنة مابين الكوميديا الصريحة والكوميديا السوداء من أكثر الحلقات تأثيرا والتي لاقت ردود فعل كثيرة حلقة (بيضة الشيطان الجزء الأول والثاني) والتي دارت أحداثها حول تنظيم الجماعات الأرهابية والدولة الإسلامية والمعروف باسم (داعش) حيث قابل ناصر - زعيم التنظيم الإرهابي واضطر مجبرا على الدخول ضمن جماعتهم الإرهابية خوفا من الإعدام محاولا الهرب في كل مرة لتختم الحلقة بالإمساك به والحكم بإعدامه وقطع رأسه حيث يتولى ابنه ذلك، في دلالة على عمليات غسل المخ التي تٌقام داخل هذه التنظيم الإرهابي، وكيف نجحوا في أن يقنعوه بقتل والده. وإذا كان القصبي هو الفارس الأول للمسلسل والذي أضحى بشخصيته التلقائية ـ وخفة ظله المعهودة وبراعته في تقديم الشخصيات التي يؤديها مدغدغا مشاعر الجمهور، ومثير لبعض الغرائز، فإنه لا يقل أيضا الأداء التمثيلي براعة واحترافية لباقي أبطال العمل عن حرفية ناصر القصبي والذين كان منهم الممثل (يوسف الجراح والفنانة هيا الشعيبي وشيلا سبت والفنان عبدالإله السناني) وغيرهم من الذين أبدعو بالفعل وشاركوا في إخراج المسلسل بهذا الشكل الممتاز. ويثنى في هذا العمل أيضا على المؤلف خلف الحربي الذي نجح برفقة المخرج أوس الشرقي على تقديم تلك الصور العديدة والمختلفة موقظا بها أذهان البعض منا ومؤكدا على أنه لا أحد بعيدا عن هذه الخطر وأننا جميعا معرضين لمثل هذه الوقعات، بالإضافة إلى تنفيذ العلم بمعايير فنية بسيطة دون التكلف متخدين بوعي وذائقة المشاهد تغنى المطرب راشد الماجد مقدمة المسلسل والتي عبرت كلماتها بشكل خفيف عن حال المسلسل متخذا من خلالها جو ترحيبي جميل (هلا يا مرحبا والجو رايق ، هلا بالي لهم قدر ومعزة ، فيكم نفرح وإذا غبتو نتضايق......) ليبدو في النهاية سيلفي لكشف عن إبداع حقيقي مقدما خطابا للتأكيد على ضرورة الأخذ في الاعتبار الحروب الخفية التي تحرك المجتمع بصورة غير مباشرة للهلاك