في الفترة الأخيرة انتشرت بشكل كبير برامج المواهب الغنائية على الأخص، والفنية عامة والتي تقدم مواهب العزف والتمثيل والغناء والرقص، واكتسحت العديد منها معظم القنوات العربية، لتقديم أفضل المواهب وأصبح الشغل الشاغل لدى هذه القنوات أن تتسابق في تقديم لجان تحكيم مميزة، وأن يتم اختيار مواعيد معينة لتقديم هذا البرامج لتفوز من خلالها بأكبر عدد من الجمهور، وأعلى نسبة مشاهدة؛ تحقق معها الغاية المرادة، وقد استطاعت مجموعة قنوات mbc أن تفوز بنصيب الأسد من هذه البرامج، فقدمت أنجحها على الإطلاق والتي منها على سبيل المثال لا الحصر (Arabs Got Talent , Arab Idol, The Voice) باﻹضافة إلى برنامج (star academ) الذي سيظل الأقدم والشهر؛ حيث بدأ عام 2003 على قناة LBC، ثم شاركته في العرض قناة CBC ومؤخرا دخلت إدارة تلفزيون "دبي" في تلك الدائرة محاولة تقديم حلة جديدة من تلك البرامج، وبامكانيات فنية واخراجية عالية وذلك من خلال برنامج (فنان العرب)، واستطاعت في وقت قصير أن تخرج به إلى النور، متحدية كل العواقب التي لاقها البرنامج من تغيير مكان التصوير والانتقال من استوديوهات بيروت إلى دبي في محاولة منها لإبراز آصالة الأغنية الخليجية على إمتداد الوطن العربي، وتقديم أفضل المواهب ولكن السؤال الذي طرح نفسه وبشدة، وبهالة طاغية بعد إذاعة الحلقتين الأولى، والثانية من البرنامج؛ هو: هل قدمت قناة دبي الفنان "محمد عبده" بطريقة تليق بتاريخه الفني، وملحمته الغنائية التي قدمها أم فشلت في استغلال مكانته لدى الجمهور والمشاهدين، ولم تستطع حتى مواكبة برامج المواهب الفنية التي قُدمت سابقا قبل الإجابة على هذا السؤال أرى من الأفضل ضرورة سرد إيجابيات، وسلبيات برنامج "فنان العرب" والاختلافات التي قدمها عن مثيله من البرامج، مبدئيا يتألف برنامج (فنان العرب ومحمد عبده) من لجنة التحكيم التي تضم الفنانين (عبدالله الروشيد، والمغنية آصالة، والملحن عصام كمال) وعلى رأسهم الفنان الكبير محمد عبده ، ومن المفترض ان يتابع الجمهور 4 مشاركين، يتأهل واحد منهم إلى مرحلة التصفيات التي تضم 8 متسابقين وسيفوز صاحب لقب فنان العرب بمبلغ "نصف مليون درهم إماراتي"، إلى جانب العمل مع الفنان الكبير وتقديمه النصيحة والدعم، اﻹيجابيات:- يعمل البرنامج على استضافة مطرب/ مطربة في كل حلقة مع فريق التحكيم، ويقوم الضيف بغناء مجموعة متنوعة من أغانيه بالإضافة إلى أغنية من أغاني الفنان (محمد عبده) مما يجعل من البرنامج سهرة فنية متكالمة، وقد استضاف البرنامج الفنان "ماجد المهندس" في الحلقة الثانية، وبالطبع مع تواجد الفنان الكبير (محمد عبده) داخل كواليس التصوير فإنه سيودي مجموعة مختلفة من أغنياته، تمكنه من إضفاء روح العظمة للبرنامج وتقديم النصح والمشورة التي تناسب قيمته كفنان له تاريخ عظيم، مع التعرف على أهم المحطات الفنية في حياته سيقوم المشتركين بتقديم أغاني خليجية متنوعة، بالإضافة إلى أغنية من أغاني"محمد عبده" وهذا ما قامت عليه فكرة البرنامج في الأصل، حيث اشترط هذا. السلبيات:- - ظن البعض للوهلة الأولى أن البرنامج قد يختص، ويقتصر على اختيار المواهب الفنية من البقعة الخليجية فقط، ولكن كما نعرف فإن لقب فنان العرب أطلقه الرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة" على الفنان محمد عبده، وهو ما بدأ واضحا أنه ليس هناك أي اختلاف واضح بينه وبين البرامج الأخرى، فالمشاركين من جميع البلدان، يتغنون بمختلف الأغاني، فهو تائه بين هويته (خليجيا أم عربيا) - بالرغم من أن التفرد كان في طريقة اكتشاف موهبة ستحمل لقب "فنان العرب" وهو ما اٌعتبر الاختلاف الكبير عن مثيله من برامج المواهب الغنائية الأخرى؛ إلا أن طريقة الإعلان عن خسارة المتسابق ونزوله أسفل المسرح بطريقة مشينة جاء على عكس المتوقع وهاجمه العديد من الجمهور، ولم يأخذ في الحسبان القائمين على البرنامج الهجوم الشديد الذي لاقاه برنامج (صوت الحياة) الذي قدمته قناة الحياة عام 2012 وكان يسقط المتسابق الخاسر بطريقة مهينة أسفل المسرح. - في الحلقة الأولى من البرنامج ، والتي تمثلت في اختيار المشركين بدا واضحا الضعف في طريقة تنفيذ الحلقة، والتقنية ضعيفة، وهكذا الديكور الذي اعُتمد في الحلقة الأولى حيث بدا وكأنه غرفة معيشة في منزل على الأكثر، بالإضافة إلى انتقال الكاميرا بين مقدمي البرنامج، والمتسابق ولجنة التحكيم بطريقة تدعو إلى عزف المتفرج عن استكمال المشاهدة - أيضا في الحلقة التي عُرض فيها مقابلة المتسابقين للجنة التحكيم لاختيار أفضل العناصر المشاركة، كانت أقرب إلى التصنع والكلفة، وظهر أداء المتسابقين لا يعبر عن شيء ، خاصة أن لجنة التحكيم كانت توافق على أغلب المتسابقين وتعطي كلمة "نعم" للمتسابق الذي يتغنى بأغنية من أغاني الفنان " محمد عبده" فقط؛ بالرغم من فشله في الغناء لأي مطرب أخر. - فقدت أيضا الحلقات الأولى من البرنامج الإبهار المنتظر، وعاب عليه غياب الفنان "محمد عبده" في أول حلقاته وخاصة اختيار المتسابقين وظهر في بيته يتابعهم مع لجنه التحكيم عن طريق شاشة مسجلة، وكان من الأبدى أن يتواجد معهم للتأكيد على اختيار المتسابقين من عدمه وكان أفضل من التحدث مع المشاركين عن حياتهم الشخصية وعن الانفصال والزواج وضياع الأبناء وسيظل السؤال كما هو مطروحا، بدون إجابة حتى يتم الإعلان عن الفائر بلقب "فنان العرب"