صورة حية جديدة وواقعية، حاول من خلالها المخرج "نيازي مصطفى" تقديم فيلم من أفلام الحركة التي اشتهر بها، عن طريق فيلم (حميدو)، بطولة فريد شوقي، وهدى سلطان، وتحية كاريوكا، ومحمود المليجي، والقصة لفريد شوقي وسيناريو وحوار السيد بدير عن أحد الصيادين الذي يتعلق بحب الفتاة (سعدية) وتحمل منه سفاحا، ولكنه يتركها ليتزوج من ابنة الأكتع ويصبح زعيم عصابة كبيرة لتهريب المخدارت.
مبدئيا نستطيع أن نقول من خلال أماكن التصوير التي اختارها نيازي لتصوير المشاهد بأنه حاول تقديم أسلوب تسجيلي لبيئة الصيادين، فقدم لقطات حية لعمليات الصيد، ومراحل فرز السمك، وتعبئته،وكذلك الحياة الشخصية والاجتماعية للصيادين بمنطقة أبو قير بالأسكندرية، وهو أسلوب إخراجي تميزت به أغلب أعمال نيازي، وظهرت أيضا الحرافية في اختيار ملابس الصيادين، وديكورات المنازل والعشش التي يقطنون فيها، وعن حرافية التصوير التي أبدع فيها المصور (وحيد فريد) نستطيع أن نقول أنه قدم تأثير جمالي كبير، من حيث مشاهد البحر والمراكب، وكذلك مشاهد غروب الشمس، بالإضافة إلى الكادرات الواسعة للخمارة والمعارك اليدوية التي وقعت،
الأداء التمثيلي: اعتمدنا في أغلب الأفلام التي يقدمها ملك الترسو فريد شوقي أن تعمتد على تحليل كبير للحياة الاجتماعية وتتعلق بشكل كبير بتلك الجوانب الفنية والتي تميز بتقديمها فريد، من حيث الفتونة، والقدرة الحركية، والسيطرة على الحارة أو المنطقة الشعبية التي تظهر بالفيلم، والشخصية التي يختارها للدراسة ، وهنا نلاحظ أن شخصية حميدو جمعت بين خطين مختلفين ومتناقضين أحدهما شخصية الشاب المُتدين البار بوالدته والذي لا يترك فرضا، وشخصية اللعين الذي لا يتبارى عن الوقوع في علاقات محرمة ومشبوهة والنهاية الحتمية لمثل تلك الشخصية.