مع قصة بسيطة كهذه وإخراج سهل وشخصيات غير معقدة، أستطاع المخرج ريتشارد ينكليتر (مخرج فيلم Boyhood) ان يصنع فيلم سيعجبك ان تقضي الوقت معه على الرغم من بساطة محتوياته. فهذا المخرج يملك تلك الموهبة التي يهب بها الروح في كل شيء يلمسه، فلو رجعنا وراءً قليلاً لفيلم Boyhood فقط كان فيلماً عاديا من ناحية السيناريو والإخراج، ولكن طريقة تعامل هذا المخرج مع عناصر الفيلم هي ما تجعل افلامه تنجح وتُعجب من يشاهدها، وهذا بالتأكيد ما حدث مع فيلمنا هذا . فيلم Everybody Wants More يدور حول مجموعة من لاعبي البيسبول لإحد الكليات يبحرون طريقهم خلال حريات ومسؤوليات سن البلوغ الغير خاضعة للرقابة. هذه هي وبكل بساطة قصة الفيلم، قصة سمعناها وشاهدناها مراراً وتكراراً في الأفلام، ولكن المخرج ريتشارد جعلنا نُعجب بها وكأنها المرة الأولى التي نشاهد فيها فيلماً ما ..! مع بساطة خفيفة ودراسة ساحرة للشخصيات والحوارات، المخرج ريتشارد ينكليتر قدم عملاً كوميدياً مبهجاً وممتازاً. شخصيات الفيلم هم من الجامعات والكليات، وهم ولأول مرة غير خاضعين للرقابة في حياتهم، يمارسون حياة الحفلات البرية والساذجة. وبالرغم من أحاديث الجنس والنكات الثقيلة المتبادلة بين الجميع، إلا إن الشخصيات يناقشون مفاهيم ان تكون ما انت عليه وان تثق بنفسك. الفيلم يدور في فترة الـسبعينات، وحتماً سيجعلك تعشق تلك الفترة. فيلم Everybody Wants More تقريبا هو فيلم بدون حبكة ولكنه يتحرك بشكل جميل ويتوضح مع الزمان والمكان ويتزين بشخصياته البسيطة ذو الهيبة الجذابة. هو فيلم كوميدي ولكن ليس ذلك النوع الكوميدي القوي الذي لا لزوم له أو في غير محله، فالكوميديا هنا بسيطة ولطيفة ايضاً وحتما ستجعلك تضحك بكل فرح ولطافة. كل شيء في الفيلم بسيط ولطيف وسهل، وأنت بالتأكيد لن ترغب من الفيلم أن ينتهي.