في لقاء صناع فيلم اخضر يابس ببرنامج معكم قالت منى الشاذلي في المقدمة انه " لم يسبق لاحد ان اعتمد على اقاربه كممثلين – لاول مره - في صناعه فيلم سينمائي وانها امام تجربة فريدة من نوعها " تذكرت وقتها المخرج العالمي كريستوفر نولان في اولى محطاته الروائية الطويلة حيث اعتمد هو الاخر على اقاربه واصدقاءه ولكن هناك فروق جوهرية تصب في صالح تجربة المخرج المصري محمد حماد لتصبح -وبحق- تجربة فريدة من نوعها على الرغم من اسبقية نولان له . كلا المخرجين صنعا اول افلامهم الروائية الطويلة بعد الاكتفاء من الافلام القصيرة. عندما قرر نولان صناعه فيلمة الاول "Following " لم يكن يملك من المال ما يكفي لصناعه الفيلم بممثلين محترفين" فاعتمد على اصدقاءه واقاربه والذي لم يكن لأي منهم اية تجربة تمثيل باستثناء عمه الذي مثل في اكثر من مسلسل بريطاني وبطل الفيلم الممثل جيرمي ثيوبالد والذي كان البطل الدائم في افلام نولان القصيرة قبل اكتفاء نولان من الافلام القصيرة وقراره بالاتجاه للافلام الطويلة بينما لم يكن من بين ابطال اخضر يابس من سبق له التمثيل وحتى اصحاب الادوار الثانوية لم يكن لهم اي تجارب سينمائية! ما يميز حماد عن نولان ان نولان اعتمد على اقاربه لهدف مادي بحت فلم يمكن يمتلك المال الوفير لانتاج فيلم روائي طويل بينما كان هدف حماد هدف فني بحت ، نولان قرر تكييف الفيلم حسب ظروفه الانتاجية بينما طوع حماد كل الظروف لصالح الفيلم فقال " لم اكن احبذ الاستعانه بممثلين معروفين واردت ممثلين يظهرون لاول مره واضاف اردت تحقيق " المصداقية والتلقائية والطزاجة " لفيلمي. يتطلب الاعتماد على عناصر تمثل لاول مرة فترة اعدات وبروفات طويلة ، يقول نولان ان فيلمه تطلب سته اشهر من البروفات ، بينما استغرق حماد فترة اطول امتدت الى ثمانية اشهر درب فيها والده ووالدته ووالد خطيبته وقتها " لم يكن حماد يرغب في حصد التعاطف لفيلمه لذلك لم يتحدث كثيرا عن تجربة اعتماده على اقاربه وهذه حقيقة ، فبعد مراجعة اغلب مقابلات طاقم العمل مع الصحافة المرئية والمقروئة لم اشاهد احد من طاقم العمل يذكر تلك النقطة وكانت مقابلتهم مع منى الشاذلي هي الاولى التي افصح فيها حماد عن ذلك. ليس ذلك فقط المثير في الامر بل ان حماد قال انه منذ اللحظات الاولى لكتابه الفيلم والتي تعود لاربع سنوات كان هذا قراره ان يعتمد على ممثلين لاول مره . يقول ونستون تشرشل " المتفائل يرى الفرصة في كل صعوبة والمتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة وانا ارى ان وراء تجربة اخضر يابس " جرأة الحلم "، ان يقرر مخرج ان يعتمد على اناس عاديين في بطولة اول افلامه الطويلة هي مغامرة ومخاطرة تستحق الدراسة والاحتفاء بها خاصة ان الفيلم خرج بمستوى فني قوي وشهادتي هذه لاني لم اشاهد الفيلم حتى الان ولكن اثق في ذلك بعدما شارك الفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي ولم يقتصر الامر على المشاركة بل حصل حماد على جائزة افضل مخرج وهذه هي المرة الاولى التى يحصل فيها مخرج مصري على تلك الجائره من مهرجان دبي ايضا شارك الفيلم في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا وهي اول مره لفيلم مصري ، كما شارك في مهرجان نامور للسينما الفرانكفونية وكانت مصر لم تشارك في هذا المهرجان منذ 18 عاما حيث كانت اخر مشاركة لفيلم عرق البلح للراحل رضوان الكاشف ، شارك ايضا في مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي ومهرجان ستوكهولم السينمائي ومهرجان سينما البحر المتوسط في بروكسيل ومهرجان اسوان السينمائي الدولي في دورته الاولى وحصلت بطلة الفيلم هبة علي على جائزة افضل ممثلة واخيرا يشارك الفيلم في مهرجان ايام بيروت السينمائية.