انتهيت للتو من المُشاهدة الأولى للفيلم وعندي 3 ملحوظات في زوري عايز أقولهم:
-أولاً القصة تقليدية للغاية ومافيهاش أي جديد يُذكر على مستوى السرد.. المميز هنا -وسبب تألُّق الفيلم الحقيقي- هوا (المعالجة).. الأسلوب في سرد الحكاية.. مايتهيأليش اني ممكن أبقى مهتم بقراية قصة زي دي في صورة (قصة قصيرة) أو (رواية).. قصة عادية جداً عن أربع شخصيات بنشوف تأثير المخدرات -بأشكاله المختلفة- عليهم.. لكن مين قال ان السينما وسيط لنقل القصص (فقط) ! .. مقولة هيتشكوك الشهيرة عن ان المميز في الفيلم مش الموضوع قد ما (طريقة) سردها/نقلها للسينما بيتبناها أرنوفسكي هنا وبيقدم من خلالها درس لكل صناع الأفلام عن (الكيفية) قدام قصة (تقليدية/مافيهاش تميز قصصي حقيقي) بالأساس.. الراجل باين جداً انه صبّ عُصارة هوسه بالعالم السينمائي في فيلمه ده.. كأن انه يستعمل أدوات تصويرية جديدة أو يقوم بحركة مونتاجية كانت سابقة في عصره.. أو يستخدم المؤثرات الصوتية (اللي هيا مكمن تميّزه الأسلوبي في كل أعماله) عشان يؤكد بيها أداتين السينما الرئيسيتين في حكي أي حدوتة: الصوت والصورة.. حاجة عظيمة يعني.
-ثانياً دلوقتي فهمت ليه مكانة الفيلم ده وسط أهم أفلام التاريخ.. لأنه بيساطة فيلم سينما (عظيم).. فيلم فيه كتير سيما.. فيه كتير (إيهام).. فيه كتير ألاعيب مونتاجية.. ويكاد يكون أفضل فيلم أشوفه في حياتي فيه إبداع وتفرُّد مونتاجي من نوع خاص (بجانب الفيلم الألماني صعب النسيان "Run Lola Run") اللي حتى الأكاديمية مهانش عليها تديله ترشيح أوسكاري !!! .. ده غير التصوير اللي عايز -لمجرد السبب الواحد ده- مُشاهدات كتيرة قادمة.. الفيلم ده (فنياً) مُشبع حتى النُخاع ! ويعجب جداً السينيفيل (عاشق/مهووس السينما) على مستوى البنية الأساسية للعبة.
-أخيراً.. الموسيقى التصويرية الكابوسية لمقطوعة (كلينت مانسيل) الشهيرة اللي استُخدمت بعداً في مليون فيلم وفيديو جيم وإعلان.. لدرجة ان بقى من الصعب تحديد بدأت فين ومين اللي أطلقها.
...من الأعمال اللي أكيد مُحببة اني أشوفها مراراً وتكراراً لأنها فيها كتير (سينما).. وغير كده.. فيها أكتر (إبداع).
تقييمي لـ(مــرثــيـــة حــلــم): 9.5/10