تعقيب صغير من غير ما أُفسد تجربة المُشاهدة على اللي مشافش الفيلم.. من مخرج (Oldboy)
البلوت تويست بييجي بدري أوي عشان تكتشف أنه مش (بلوت تويست) صريح أكتر من كونه جزء من عملية السرد اللي بأعترف اني مشفتش زيها مُسبقاً، الفيلم ده درس في كتابة السيناريو.. بتلاقي كتير حاجات عادية فـ الأول بس بمرور الوقت بيتكشف قد ايه انتا قدام عمل إستثنائي، ومع ان القصة مكانش سهل التواصل معاها وجيت فـ نقطة كده فـ المنتصف بقيت مش فاهم حاجة تقريباً، إلا ان الفيلم محتاج مُشاهد يصبر عليه ويحاول يعيش فـ عالمه من غير إستعجال، لأنه فعلاً ماستربيس وممتاز على كذا صعيد، أولهم القصة والحبكة وطريقة تطور الأمور فيها: موقف (ماذا يمكن أن يحصل؟).. نقطة (المنظور المختلف) اللي -مثلاً- بتشوف قضية معينة وبعدين بتشوفها بمنظور تاني وتحكم على جمع المنظورين مع بعض ضمن سياق الحدوتة ككل.. التتابعات القصصية هنا حاجة إبهار يعني!..
قوة الحبكة فـ رأيي انها مش بتاخد الطريق التقليدي حيث تفجر الأحداث فـ النهاية فيما يعرف بالذروة (بالعكس، على الفكرة الفيلم فيه تمهُّل فـ السرد ونبرة شاعرية غريبة شويتين انها تكون موجودة فـ أفلام "الحبكات" دي اللي الفوكَس دايماً على مواضيعها) وبحيث لما مشهد النهاية ييجي مافيش السيناريو القائل "الأمور هتتجمع وهاتفهم كل حاجة" !. . لكنها بتنسج بشكل أوريجينال أوي إرتباط كل خطوة جديدة فـ القصة باللي حصل قبليه، وتكون نقطة أساسية للي بعديه، ومعاها كل منعطف درامي جديد بيكتسب شحن درامي أتقل.. وهكذا، حاجة لازم تتشاف عشان الصورة الدرامية تتفهم وتتطبخ فـ الجمجمة يعني من الآخر !.. مش هستغرب لو كل واحد شاف القصة وفسرها بشكل مختلف تماماً عن غيره لأن متهيألي ممكن الواحد يعض أيام يفكر فـ عبقرية القصة هنا.. .. ومع ذلك فيه حاجات كتيرة حسيت انها واقعة مني فـ الأحداث، والفيلم محتاج مشاهدات كتيرة تانية عشان تبان عظمته والحاجات اللي تحت السطح فيه (لأنه مليان رمزيات، وفيه يمكن كذا Foreshadowing في القصة وما شابه).. بس -ومع كل ذلك- مافيش إطلاقاً اني أفكر ان الفيلم ده -ولا أي فيلم تاني فـ التاريخ الحقيقة- ممكن يوصل للي عمله معايا الفيلم الأعظم فـ حبكته فـ تاريخ السينما بالنسبالي: (أولدبوي) . .
~ ملحوظة : الفيلم فيه مشاهد جنسية ومشاهد عُري كتيرة نسبياً.