عاد خالد يوسف إلي السينما، و لكنه عاد بالزمن الذي توقف عنده، بنفس مرحلة الابتكار و التحديث. و كأن فيلم كارما إنتاج عام 2007 و ليس 2018. لايزال خالد يوسف كما كان، عالقا في بعض لأفكار التي لا تتغير في ذهنه: مصر الفقيرة و مصر الغنية. مصر المسيحية و مصر المسلمة. مصر الظالمة و مصر المظلومة. يستخدم خالد الإسقاطات المباشرة التي لا تليق بلغة اليوم، بدأ بإسم الفيلم (كارما) هذا المصطلح المستخرج من بعض الأديان الهندية، كالهندوسية و البوذية، و هي كلمة تعني أن أي فعل، سواء كان خيرا أو شرا، سيعود إلي صاحبه في النهاية. فالخير يعود لصاحبه بمنفعة و كذالك الشر يعود لصاحبه بعواقب، طالما قام الشخص بهذا الفعل عن إدراك. و من هذا المنطلق، نري المفارقات بين مصر الغنية المرتشية الفاسدة، و مصر الفقيرة المظلومة. و تستمر الإسقاطات الواضحة الساذجة، مثل إسم البطلة (مدينة)، و إسم البطل (وطني)، و نري مدينة تنهار و تموت مضحية بنفسها لتفدي وطني من غدر العنصرية و الجهل و التخلف. سيناريو سطحي جدا لم يستطع التعمق، برغم المحاولة، بسبب إسلوبه القديم. طريقة قديمة جدا جعلت متعة مشاهدة الفيلم و الحماس يهربان منا . مع كل هذا، لا يوجد فيلم يخلو من المميزات و الأشياء الجميلة، فوجب علينا التحدث عنها كما تحدثنا عن السلبيات. إختيار الممثلين كان جيدا إلي حد كبير، أعظمهم كانت دلال عبد العزيز التي أدت دورها ذو المساحة الصغيرة ببراعة و تمكن لم يسبق لنا أن نراها من قبل، جعلتنا نقول أن فيلم كارما ليست تجربة تغني لدلال عبد العزيز كممثلة، و لكن دلال عبد العزيز هي التي أغنت فيلم كارما. عمر سعد أدي دوره بإجتهاد، و أثبت لنا أنه يستطيع التمكن من الكوميديا إذا أراد. دور خالد الصاوي كان مناسبا جدا لحالة هذا الفنان. الوجوه الجديدة كانت جيدة بالنسبة لأول تجربة و لكننا نِِؤمن بقدراتهم و موهبتهم أن إجتهدوا لتثقيلها. شاهدنا الفيلم مرة واحدة، و غالبا هي أول و أخر مرة. نتمني من المخرج الإهتمام بالتحديث في الأعمال القادمة.