المشكلة لا تقف فقط عند ضعف القصة، ولا عند سذاجتها وسطحيتها، بل تمتد إلى حماقة طريقة التقديم، وسخافة توجيه الشخصيات داخل العالم الدرامي، الفيلم فارغ تمام، لا يقدم شيء، ولا يسعى إلى أي شيء، صامت ولو ثرثرت شخصياته، ممل ولو تفجرت الأحداث أمامك، تفقد تواصلك معه من أول دقائق، ولا تعود.
سخافة التقديم قد تصل بالفيلم إلي ابعاد الاحداث عن المشاهد بشكل فج، ابعاد متعمد لا يحقق إثارة ناتجة عن الغموض، حتى ولو كان يحمل النية لذلك، فالحقيقة أن الفيلم فاقد المفهوم المنطقي المسئول عن تحديد المعلومات التي يجب أن يعرفها المشاهد -في حالة الفيلم الغامض- و التي لا يجب أن يعرفها.
بيد أن هذه السخافة في المحتوى وفي تقديمه لم يتم مداوتها لا من أداء تجسيدي-صراحةً هذا لم يكن ادائًا تمثيليًا أصلًا، بل كان دائًا تمثيليًا- ولا من أسلوب إخراجي، ولا من أي عنصر، وكيف لا، وعناصر الفيلم الأساسية أصلًا في حالة من أبشع مايكون!