أنا بضيع يا وديع.. طريقة سير الأمور
يبدأ الفيلم بمشهد رخيص لبطلة الفيلم (مونيا) وهي تخون زوجها في حمام السباحة مع السائق الخاص به، ثم يقوم زوجها بكشفها بطريقة ساذجة تنتهي بقتله لها، ولكن يتدخل منتج الفيلم (تهامي) الذي يعترض على مقتل بطلة الفيلم -ومصدر نجاحه- ليقوم بتغيير النهاية لتصبح أن تقوم (مونيا) بقتل زوجها وأصدقاؤه مع جملة "كل الرجالة خاينين، بس بحبهم" فتنفجر قاعات السينما من الصخب بسبب النهاية العبقرية للفيلم! ثم نشاهد ملصق الفيلم والذي يحمل اسمه (مشاعر شهوانية منحرفة قذرة) وسط اسئلة الصحافة والتي أبرزها "تفتكر نوعية أفلامك دي ممكن تعيش؟" ليجيب (تهامي) إجابته الشهيرة التي ظهرت في إعلان الفيلم "إذا كان البنى آدمين نفسها بتموت، أفلامي هي اللي هتعيش!".
(تهامي) و(وديع) الثنائي الشهير اللذان بدئا كحملة إعلانية نظمتها قناة (ميلودي) تحت عنوان (أفلام عربي.. أم الأجنبي)، لا يمكننا أن ننكر النجاح الساحق للحملة والتي تدّعي أن الأفلام المصرية أفضل بكثير من مثيلتها الأجنبية وسط أخذ أمثلة من أشهر أفلام السينما الأجنبية كـTitanic وSe7en، وتنتهي دائمًا الإعلانات بتابوت فرعوني يحوي داخله جائزة الأوسكار الشهيرة.
بعد نجاح الإعلانات والتي علقت بذهن كل من رآها قررت الشركة اعتماد فيلم يحكي قصة مطولة بطولة الثنائي، الفيلم يحكي عن مشكلتهما مع مصلحة الضرائب وجاءت خطتهما للتهرب من الضرائب أن يُنتجا فيلمًا فاشلًا ليعلنا إفلاسهما، قررا في البدء الاتصال بنجوم الشباك والاعتماد على فيلم النجم الواحد -كما يفعل الكثيرون- ولكن جاءتهم كل الردود بالرفض القاطع، ثم قررا بعد ذلك الذهاب لمؤلف من مؤلفي أفلام المهرجانات الحاصل على العديد من الجوائز لأفلامه المغمورة، ولكنه أيضًا يرفض التعاون معهما ويطردهما من منزله، وهكذا تستمر الأحداث والاقتراحات حتى النهاية والتي يقررا فيها إنتاج فيلم من تأليف (وديع) نفسه والغريب في الأمر أن الفيلم نجح!
الفيلم من نوع الكوميديا السوداء الملتوية التي تشهر بحال السينما المصرية وكيف أن كل شيء ذا بُعد منحرف يلاقي نجاحًا كبيرًا بعيدًا عن جودة الفيلم نفسه كقصة، إخراج أو تمثيل، يكفي فقط أن تجد ممثلة حسناء على الملصق مع بعض المشاهد الغير لائقة حتى تجد الجميع يتهافت لمشاهدة الفيلم، للأسف لم يدرك الجميع مغزى الفيلم بل وظنوه من نفس نوعية الأفلام التي ينتقدها! لم يدرك الجميع الدعابة بداية من اسم الفيلم المصطنع في البداية وحتى الجملة الختامية للفيلم والتي تقول:
بص يا وديع عشان تحافظ على نجاح فيلمك، يكون الاسم كده:
يقوم بتغيير الاسم من (أحلام) إلى (أحلام مسجلة أداب)