يبدو أن شركة سوني لم تستوعب بعد درس ثنائية THE AMAZING SPIDERMAN وفيلم THE DARK TOWER والذي قدر لهم الفشل سؤاء جماهيريا وتجاريا وقررت خوض مغامرة تقديم سلسلة افلام مقتبسة عن قصص مصورة للمرة الثالثة ولكن في نفس عالم سبايدمان وبتركيز اكبر علي أشرار هذا العالم والأعداء اللدودين للفتي العنكبوتي بداية من VENOM واحد من اكثر شخصيات عالم مارفيل تعقيدا وعدوانية والذي قدم سابقا في الجزء الثالث من ثلاثية SPIDER MAN للمخرج(سام رايامي).
الفيلم يتناول قصة (ايدي بروك) الصحفي المشاكس الذي لا ينفك عن التحقيق في أحداث لا يلتفت لها من العامة مما يعرضوه للكثير من المشاكل الي أن حدث تغيير لكل شئ متعلق بحياته بعدما تعرض للاستحواذ من كائن فضائي يدعي (VENOM) يمنحه قدرات خارقة ليصيرا كيان واحدا وجزءا لا يتجزأ من بعضهما البعض.
بكل تأكيد قارئ الكوميكس الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذا العالم (وحتي غير القارئ الملم ببضع تفاصيل عن الشخصية و أركانها الاساسية) يعي جيدا ان اصل شخصية VENOM مختلف وانه تم تقديمها في هذا الفيلم الجديد بشكل بعيد كل البعد عن ما تم تقديمه في القصص المصورة وهذه تعتبر خطوة قد تكون مثيرة لتساؤلات عاشق الكوميكس عن أثر ذلك علي تسلسلات الاحداث اللاحقة وهل هذا التغيير لن ينفي صفة العنف والقسوة التي يتمتع بيها VENOM ويتم تعزيز ذلك لشخصية الفيلم الجديدة.
حتي جاء تصنيف الفيلم PG13 ليضرب بطموحات الجميع عرض الحائط ويتم تقديم مشاهد اشتباكات غير دموية ولا تعبر مطلقا عن ماهية الشخصية وتجعل المشاهد في حالة من العبس لما يراه من طموحات زائلة ومشاهد محبطة وشخصية كرتونية تم تضييع هيبتها المتواجدة في القصص المصورة واستبدالها ببضع جمل حوارية أقل من العادي ليصبح VENOM واحد من اكثر افلام العام نجاحا في نشر خيبة الأمل وسط جموع المشاهدين في صالات السينما.
ليس هذا فحسب بل امتد ذلك الي محتوي الأحداث و عدم منطقيتها و التي تكشف عن الفهم الخاطئ لسيكولوجية VENOM ومبادئه الموجودة في أحداث الكتاب المصور (لن يتم شرح هذه الفكرة لتجنب الحرق) غير ذلك من المبرر الغير الكافي وعدم الادراك بوضوح لمفاهيم المنظمة الشريرة LIFE FOUNDATION بقيادة العقل الشيطاني (دكتور كارلتون درايك) والتي تستقطب عددا من البشر الغير ميسوري الحال لعمل بضع تجارب للترابط مع المخلوقات المدعوة بال(SYMBIOTE) تحت مسمي إعداد البشرية لما بعد الانهيار البيئي للأرض فسارت المشاهد متكررة بشكل كبير وكاشفة عن ضعف شخصية كارلتون دريك كشرير الفيلم الأساسي مما يجعل تصنيفه كاسؤء اشرار افلام الكوميكس في سابقة لم تحدث من قبل ان يتم نعت شرير من عالم مارفيل للقصص المصورة بالسئ والمحبط.
السؤال الآخر والذي تم طرحه أثناء المتابعة: هل الفيلم وارد تصنيفه بالأكشن كوميدي؟ ذلك لان الاحداث مليئة ببضع من المواقف الكوميدية التي اضحكت الكثيرين في صالة السينما لكن السؤال ظل يتردد في عقلي: هل هذا الضحك مقصود به ام لضعف المشاهد التي أعطت إحساسا بالضحك من هشاشتها؟ هذا لا ينفي الاستمتاع النسبي بتلك المشاهد حتي وإن كان معظمها مثير للإزعاج علي نحو كبير.
لكن كل هذه السلبيات لن تمنع من مدح العلاقة القوية والتناغم الشديد بين (ايدي بروك) و (VENOM) وكيف كان (VENOM) متغلغل داخل ايدي ويفرض عليه قرارات تميل للغرابة مما يوقعهما في كثير من المشاكل والمطاردات الخطيرة و ذلك كان عنصر الأحادية الوحيد للفيلم ضمن وابل من السلبيات المرئية للعين الغير خبيرة بالنقد.
اخراجيا (روبن فليشر) بصمته الكوميدية أفضل بكثير من غيرها فيما يتعلق بتطوير الشخصيات وتصميم مشاهد الأكشن خصوصا تسلسل النهاية الفوضوي بالاضافة الي الوصول لأعلي درجات الاتقان في المؤثرات البصرية أيضا نجح في التركيز علي تصميم الشكل المثالي لVENOM مستعينا بتقنية الCGI وقد كان جيدا بحق رغم ان تصنيف R كان من الممكن أن يحدث فارقا كبيرا في تفاعل المشاهد مع الشخصية بهويتها الحقيقة ليس كما تم تقديمه في فيلم لم يكمل حتي الساعتين من الزمن.
علي مستوي طاقم التمثيل ف(توم هاردي) ربما استحضر بعضا من اداءه في فيلم LEGEND ليقدم أداء مشابه لحد كبير ونجح في إبراز جانب التفاعل مع VENOM بمستوي عالي من الاجادة ولكن ربما دور أيدي بروك لن يضيف شيئا لهاردي الذي ارتقي منذ فترة بعد سلسلة من الافلام الناجحة لكي يصبح من نجوم الصف الاول. الوضع مختلف لكلا من (ميشيل وليامز) و (ريز احمد) فوليامز رغم صغر دورها الا انا اداءها كان متوسط لا يرتقي لمستوي الجيد ولكن يحسب لها نية خوض تجربة جديدة بعيد عن ادوار الدراما التي لمعت فيها هذه الشقراء الفاتنة حتي صارت من اهم نجمات هوليوود في الوقت الحالي ومن أكثرهم موهبة. (ريز احمد) كان الحلقة الأضعف في هذا الفيلم باداءه المكرر وعدم تقديم مايبرهن علي احقيته بتقديم دور شرير وشخصية معروفة في سلسلة قصص VENOM رغم اعتراف الجميع بموهبة (ريز احمد) واداءه المتميز في الاعمال الذي ظهر بها في السابق.
في الاخير يمكن القول بأن VENOM مؤشر تراجع مخيف لسوني وناقوس خطر لخسارة الكثير من الأموال بعد فترة الإعداد الكبيرة التي تم منحها لفريق العمل لتقديم فيلم لواحد من أكثر شخصيات عالم مارفيل شرا وعنفا وتعقيدا