نقد مسلسل نصيبي و قسمتك حلقة جدول الضرب عقب نجاح اي عمل جديد و زيادة نسبة مشاهدته غالبا ما يلجأ الكاتب الي تكرار التجربة ,و التي احيانا تكون ناجحة و اخري تكون اعادة استثمار لنجاح قديم , و هناك امثلة كثيرة علي ذلك اشهرها الجزء الاخير من ليالي الحلمية , و ابو العلا البشري 90 و عيلة الدوغري 90 و كثير. و بالنسبة للجزء الثاني من مسلسل نصيبي و قسمتك لعمرو محمود ياسين, ينطبق عليها الاحتمالين فبعض الحكايات كانت جاذبة و اخري كانت اضعف سواء علي مستوي القصة او الاخراج او التمثيل. و لكن جذبتني بشدة حكاية جدول الضرب و التي استفزتني من اول اسمها جدول الضرب و هو مصطلح علمي و لكن كان المقصود به الضرب الجسدي من الزوج لزوجته . فتبدأ الحكاية بقصة حب بين فتاة ( مريم حسن) و التي تنبهر بشاعرمرموق ( احمد مجدي) و تقع في حبه علي الرغم الفارق الاجتماعي الكبير بينهما و تصر علي الزواج منه علي الرغم من معارضة اسرتها . و لكن سرعان ما نكتشف انها ليست المشكلة الوحيدة فبعد ايام من زواجهما يجبرها علي ارتداء الحجاب ثم يطالبها بمقاطعة اسرتها الي ان يتطور الامر الي ضربها بشكل مبرح. و تحاول المقاومة في البداية لكنها في النهاية تقرر تحمل نتيجة اختيارها للاخر لتبدأ في سلسلة من التنازلات و تستسلم لرغاباته و انانيته حتي تلغي شخصيتها نهائيا. مع مشاهدة الحلقات نكتشف انها تتبني عدة رسائل, اهمها أن عندما يشعر الانسان انه اخطأ في اختياره فعليه أن يقوم بتصحيحه دون مكابرة او اصرار علي التمادي فيه لان في النهاية من يتهاون في حق نفسه و كرامته هو اول من يخسر كل شيء و يهون عليه كل شيء بعد ذلك. و الذي يبدأ بالتنازل مرة يتنازل الكثير بعد ذلك حتي يتحول لشخص اخر. و الرسالة الثانية هي الاستماع الي نصائح الاخرين و عدم تسديد الاذن عن كل شيء خطأ خاصا اذا كانت الاراء من عدة مصادر. و أما الرسالة الثالثة و الاهم فهي الازدواجية الذي يعاني منها مجتمعنا و تحديدا الرجل الشرقي و الذي ينظر الي الدين من منظور خارجي فهو يجبر زوجته علي ارتداء الحجاب حتي تكون مثل بقية افراد اسرته فقط , و هو في نفس الوقت يشرب الخمر و لا يقيم فروض الصلاة و يضرب زوجته و يهينها و يطالبها بقطع صلة الرحم حتي يصل به الامر ان يتزوج من راقصة سرا حتي يستفيد منها ماديا. و اما النهاية و التي كانت اجمل ما في المسلسل أن اهم شيء في النهاية هي حرية الانسان و ليس معني الحرية أن يفعل الانسان كل ما يريد, و انما يكون مسئول عن اختياراته و عن قرارته حتي في ارتداء الحجاب لا بد ان يكون عن قناعة شخصية. فالنهاية كانت مفتوحة بعض الشيء و متروكة لخيال المشاهد فظهرت البطلة في منظرين الاول بشعرها تستمع الي الموسيقي في سياراتها بصحبة صديقتها و الثاني في منزلها مرتدية الحجاب بكامل ارادتها و تنظر الي نفسها في المرآة لتتخذ القرار بنفسها. ياسمين باشات