نقد فيلم كدبة بيضا للكذب انواع مختلفة فمثلا كذبة ابريل هي مناسبة تقليدية او عرف متبع غير رسمي, ينطلق في اول ابريل من كل عام في عدد من الدول العربية ,كنوع من الدعابة او المكايدة للاصدقاء ببعضهم. و كذلك ما كان يطلق عليه كذبة بيضا و هي الكذبة الذي لا يوجد ضرر منها و لكن في المقابل ما كان يؤكده لنا علما التربية في مرحلة الطفولة , انه لا يوجد ما يسمي بالكذب الابيض او الاسود و انما الكذب ليس له الا وجها واحدا. و في فيلم كذبة بيضا و هي اول تجربة لفيلم مصري امريكاني يجمع بين نجوم من مصر و هوليوود ,و التي تدور احداثه حول شاب مصري يدعي احمد ( سامي الشيخ ) و الذي يقع في حب فتاة امريكية اشلي و يقرر الزواج منها , و يصطحبها معه الي مصر كزياردة عائلية و بعد العديد من المواقف و المفارقات الكوميدية بسبب الاختلاف بين ثقافة و تقاليد البلدين ,يخفي عنها قراره بالرجوع الي مصر و الاستقرار فيها نهائيا و الذي اعتبرها كدبة بيضا او امر مسلم به وعليها تقبله و لكنها ترفض. لو قمنا بتقييم الفيلم من الناحية الفنية فيعتبر متوسط المستوي لجميع العناصر, فالسيناريو عاني من الكثير من الثغرات فبعض الحوارات كانت جيدة جدا و تبعث برسائل كثيرة عن اوجه الاختلاف بين الثقافات, و انه في النهاية لا بد من تقبل كل طرف للاخر تليها حوارات او مواقف كوميدية ساذجة تضعف المعني بالاضافة الي المبالغة في الكثير من المواقف الكوميدية , فضلا عن ضعف اداء معظم النجوم عدا الفنان سامي الشيخ و الذي اجاد اول تجاربه السينيمائية و كذلك النجم الامريكي بريت كولين و الذي تمتع بتلقائية و خفة ظل شديدة.. و من ناحية الاخراج يعتبر الفيلم جيدا كأول تجربة من هذا النوع للمخرجة السورية نور ارنؤوط و التي اهتمت بادق التفاصيل لعناصر الاختلاف بين البلدين سواء في حسن اختيار اماكن التصوير و التي مزجت بين الاماكن الفارهة و المناطق الشعبية في مصر و ايضا بالطقوس الخاصة للبلدين. كما اهتمت المخرجة بالتناقضات الكثيرة التي يعاني منها الشعب المصري بداية من الجدة التي قامت بالقاء زجاجة الخمر في وجه والد العروسة ( الفنان بريت كولين) عند في اول لقاء تعارف بينهما و علي النقيد يندهش الاب عند اصطحاب احمد خطيب ابنته له لاحدي الديسكوهات المليئة بالرقص و الخمور مرورا بشجار احمد مع شقيقته في الشارع بعد ضبطها بصحبة احدي اصدقاءها في وضع غرامي لتثور اشلي في وجهه مرددة كيف سمح لنفسه بمواعادتها لمدة عامين بدون اي ارتباط رسمي و في نفس الوقت لا يسمح لاخته بمقابلة احدي اصدقاءها في مكان عام . و في النهاية تيمة الفيلم تسير نوعا ما علي نهج عدة افلام مثل عسل اسود و طلق صناعي بأن مصر بكل عيوبها و معاناة شعبها فيها حاجة حلوة تدفعك في النهاية لرجوع اليها. ياسمين باشات