لم يحالفني الحظ لمشاهدة النسخة القديمة من الفيلم الشهير papillon و هو من بطولة النجم العالمي ستيف ماكوين و الذي تم انتاجه عام 1973 و اخرجه فرانكلين شفنير , و قصته مستوحاة عن احداث حقيقية عن اشهر قصة لسجين موشوم بالفراشة papillon))علي صدره و التي تعني الحرية و الذي امضي سنوات شبابه في محاولة للهروب من احدي المستعمرات الفرنسية. و الذي يمثل اعظم قصة لصمود و تمسك الانسان بالامل و صراعه للبقاء علي قيد الحياة و هي خلاصة تجربة مماثلة لكاتب الرواية هنري شاريير و الذي امضي 13 عاما ظلما في احدي السجون عن جريمة لم يرتكبها. تدور احداثه حول هنري شارلي و الذي يتم اتهامه ظلم بجريمة قتل لم يرتكبها و يرسل علي اثرها الي جزيرة فرنسية معزولة ليلاقي ابشع و اسوء الطرق لانتهاك ادمية الانسان, ليضعك أمام سؤال هام وهو كيف تستطيع التوازن بين تحقيق العدالة مع مجرمين خطرين مع مراعاة حقوق الانسان في نفس الوقت؟ و يقال ان هذه الرواية كانت احدي الاسباب لقرار الغاء عقوبة الاعدام في فرنسا و التي تم اصداره بعد انعقاد البرلمان الفرنسي في مدينة فيرساي عام 1981 . لم يرضي هنري بهذا المصير لتبدأ مغامراته بالتحالف مع المزور الشهير لويس ديجا و الذي يضطر للتعامل معه لمساعدته في رحلة الهروب و من هنا تنشأ بينهم علاقة صداقة حميمة. و مع مشاهدة الجزء الجديد من الفيلم المعروض حاليا في دور العرض بالاضافة الي مشاهدة اجزاء من الفيلم القديم علي موقع اليوتيوب, نجد أن الفرق بين الجزءين يكمن في الفروق الزمنية بين الفيلمين و يتلخص في اشياء بسيطة مثل المزيد من الحركة و سرعة الايقاع بالاضافة الي المستوي العالي في الاضاءة القاتمة للنسخة الجديدة و الذي كان اهم ما يميز الفيلم و التي قد تشعرك بالاختناق في بعض الاحيان. و أما بالنسبة للاداء التمثيلي فكان مبهرا في الجزءين و تحديدا في الجزء الثاني فكان التعبير بالعينين يكفي لتوصيل الرسالة سواء للنجم شارلي هونام و صديقه الفنان الامريكي المصري الاصل رامي مالك و هو الصديق الضعيف الجبان, و الذي ربطت بينهم صداقة قوية و الذي اصر علي مساعدته و تحمل الكثير من المتاعب من اجله. كما كان هناك فرقا واضحا بين النسختين و هو أن الفيلم الجديد لم يمضي هنري أكثر من 7 او 8 سنوات و أما فيلم ستيف ماكوين فكانت ملامح الزمن و علامات الشيخوخة طاغية علي وجهه. ياسمين باشات