نقد فيلم ليل خارجي

نقد فيلم ليل خارجي افلام اليوم الواحد غالبا ما تكون مميزة تبعث برسائل معينة عن البحث عن الذات و القاء الضوء علي بعض السلبيات, و قد تم طرحها في السينما بانماط مختلفة مثل فيلم اشارة مرور لخيري بشارة, و فيلم مشوار عمر للمخرج محمد خان و فيلم ليلة ساخنة لعاطف الطيب, و هم الفيلمين الاقرب بفكرهم الي فيلم ليل خارجي للمخرج احمد عبد الله السيد و الذي اعتقد انه الاقرب الي سينما محمد خان فهو يعتمد في افلامه علي تصوير ادق تفاصيل الاحياء و البيوت من الداخل مع استخدام موسيقي تصويرية قليلة . بالاضافة الي بعض المشاهد التي تترك لخيال المشاهد و هو ما نجده في ليل خارجي متمثلة في شخصية الشاب الصعيدي الموجود في خيال المخرج علي مدار الاحداث الذي يراه مرة في علي متن مركب في هجرة غير شرعية و اخري عريس يزف في مركب نيلية و في النهاية يعود الي وطنه سالما غانما دون توضيح اين الحقيقة. و لو تحدثنا عن فيلم ليل خارجي فهو يدور علي محور 3 شخصيات رئيسية سائق التاكسي و هو الدينامو الاساسي المحرك للافلام التي يتم تصويرها في اجواء ليل القاهرة ,و سائق التاكسي معروف بانه كثير الكلام و الثرثرة مثل محمود عبد العزيز في فيلم الدنيا علي جناج يمامة, و لكن مع تطور الزمن و تغيير السلوكيات نجد شخصية السائق في هذا الفيلم مليئة بالتناقضات التي يعاني منها المجتمع المصري ينتقد الالفاظ الخارجة و يرددها في نفس الوقت يتعاطي المخدرات و الخمر ثم يؤدي فريضة الصلاة , يخلط الحلال بالحرام في جميع اموره حتي عندما يتم القبض عليه يعتقد ان هذا عقاب من ربنا علي افعاله فيقرر الزواج من فتاة الليل حتي تكون علاقته بها شرعية و يقنع نفسه بأن كتابة ورقة عرفي علي يد 2 شهود توفي بالغرض و يصبح الزواج شرعيا. و الشخصية الثانية هي فتاة الليل و هي ايضا العنصر المشترك لافلام الليلة الواحدة و غالبا ما تكون الفتاة المغلوبة علي امرها و التي نراها دائما ضحية القهر و الظروف الصعبة. و هو ما لا نراه في هذا الفيلم لنكتشف في النهاية انها تقيم في شقة متواضعة مع ابنة خالتها و لا تعول اولاد او اشقاء صغر. و اما العنصر الثالث فهو المخرج المغمور الذي يريد تغيير جلده و يحاول السباحة بعيدا عن عالمه الخاص ليلتقي بعوالم اخري تساعده علي كتابة رواياته يلتقون الثلاثة سويا ليقضون ليلة في شوارع القاهرة. من الممكن ان نلخص معني الفيلم في جملة واحدة لاحدي الحوارات التي دارت بينهم في التاكسي بان السائق يقيم في منطقة جدائق القبة و فتاة الليل في البساتين و اما المخرج فيقيم في منطقة المعادي و ان كل ما يفصل بين ال 3 مناطق هي محطة مترو واحد و لكن في جقيقة الامر ان لكل منطقة منهم عالمها المنفرد و قانون خاص بسكانها. كما استعرض الفيلم بعض القضايا الذي اكتفي المخرج بالمرور عليها بشكل سريع مثل الاختناق المروري و حرية التعبير عن الرأي و البلطجة و المخدرات و كيف تتدخل الواسطة و المحسوبية في جميع تفاصيل حياتنا. لا شك ان الفيلم يعتبر تجربة جديدة لا بأس بها بالنسبة لاعتماده علي امكانيات متواضعة فهي لغة سينيمائية غير مألوفة, من الممكن ان تكون امتداد لسينما داوود عبد السيد و محمد خان و خيري بشارة و لكن باسلوب مختلف يعتمد علي الارتجال و التلقأية في اغلب المشاهد و لكنها تحتاج الي المزيد من الوقت و التطور لكي يستوعبها الجمهور.