تناولت السينما قصة ضيف علي العشاء عدة مرات اولها كان فيلم Guess who is coming to dinner للفنان سيدني بواتييه و الذي تم انتاجه عام 1967. و الذي دارت احداثه في مكان واحد حول فتاة ليبرالية النزعة تقع في حب شاب اسود و بالرغم من معارضة اهلها لها الا ان احداث الفيلم دار فيها بعض المناقشات و الحوارات التي تنتهي باقتناع اهلها بشخصيته. ثم فيلم the guest و الذي انتج عام 2014 و تدور احداثه حول جندي يأتي لزيارة عائلة جندي اخر توفي في حرب افغانستان مدعيا انه صديقه لكن تقع سلسلة من الاحداث تجعل العائلة تشك فيه. جاءت هذه المقدمة تمهيدا لتحليل فيلم الضيف و هو ثاني روايات الكاتب ابراهيم عيسي بعد فيلم مولانا. يعتبر فيلم الضيف اول فيلم مصري يلعب علي نفس التيمة و هو ضيف اليوم الواحد و الذي ينتمي لعقيدة تختلف عن العائلة صاحبة الدعوة . هذه النوعية من الافلام تشكل نوعا من التحدي الكبير, و الذي نجح فيها المخرج هادي الباجوري بجدارة لانه فيلم حواري, احداثه تسير في مكان واحد و مع عدد اشخاص محدودين و هذه النوعية قد تصيب المشاهد بالملل الامر الذي لم يحدث مطلقا لآن الحوار و الذي كان البطل الاساسي في العمل جاء ممتعا و تم كتابته بحرفية شديدة و يتناول حالة الانقسام الذي يعيشه جميع افراد المجتمع نظرا لاختلاف ايدوليوجيته و افكاره. تدور احداثه حول شاب يعمل أستاذ في الجامعة و المعروف بأراؤه المتشددة بعض الشيء, و الذي ينزل ضيف علي العشاء مع اسرة الدكتور يحيي التيجاني بدعوة من ابنته. و الذي يقيم تحت حراسة مشددة نظرا لآراؤه الجريئة و يتحول العشاء الي نقاش حاد بين الاب و الضيف الاب يحاول اقناعه بالحجة و المنطق, بفكرة اننا جميعا نسيج واحد و لا بد من تقبل كل مننا الاخر حتي مع اختلاف العقيدة او الديانة ,و أن الدين ليس بالمظهرو انه اعمق من ذلك بكثير الا ان الضيف يظل متمسكا باراؤه و يصاب بصدمة عندما يكتشف انه متزوج من ميسيحية. و أما الابنة جميلة عوض فهي تمثل الشخصية الحائرة بين مفهوم الصح و الخطأ في المجتمع. فهي نشات في اسرة ليبرالية تربت فيها علي حرية الرأي و الاختيار. و مع ذلك تخفي علي صديقها ان والدتها مسيحية و علي الجانب الاخر فهي سئمت هذه التربية مشيرا بأن الحرية مليئة بالقيود و من ثم تنبهر بأراء الضيف و الذي اقنعها بأن ترتدي الحجاب لرغبتها بأن تكون تابعة او مسؤولة من شخص اقوي منها و أما في النصف الثاني فتنقلب الاحداث رأسا عقب ليظهر الوجهه الاخر للضيف و يقوم بتهديد العائلة بالسلاح ليتضح أنه ينتمي الي احدي الجماعات المتطرفة و المطلوب منه تصفية الدكتور يحيي و لكن بأسلوب مختلف. يبعث الفيلم بعدة رسائل اهمها أن الافكار الخاطئة ليست مرتبط بارتداء جلباب او بلحية فالضيف كان شابا و سيما انيقا يرتدي احدث الموديلات و مع ذلك يتخفي وراء قناع مليء بالمعتقدات الذي لا يستطيع التخلص منها بينما اكد الفيلم انه ليس هناك من جدوي من الاقناع بالحجة و المنطق اذا كانت الافكار قد مسحت العقول تماما و انه في النهاية هم من يدعونك للعنف و القتل. ياسمين باشات