لما بتشوف فيلم بتفترض إن كل حاجة مقصودة، وكل حاجة ليها سبب ومغزى.. وده الطبيعي.. وأكيد هييجي الوقت في القصة اللي هيتبرر فيه القرارات اللي قد تكون محتاجة مُبرّر.. وفي حين فيه أفلام بتنجح إنها تبرر كل الحاجات اللي اتخذتها، وممكن تخليك حتى تغير إنطباعك اللي بدأت بيه الفيلم (حبيته/كرهته وما شابه).. فيه أفلام تانية هيّا فعلًا لا وراها هدف، ولا بتكلّف نفسها تحط مبررات كافية.. مجرد "حاجات بتحصل" في قصصها، سابحة في منطِقها الخاص البعيد عن منطقنا كمُشاهدين محتاجين مُبررات ترضينا..
فيلم "مـيـسـتـيـريـوس سـكـيـن" من أكتر الأفلام اللي كنت عايز أشوفها من مدّة ليست بالقليلة، بالأصل عشان "جوزيف جوردون ليڤيت" واحد من أكتر الممثلين اللي بحبهم، وبحب أي حاجة بيظهروا فيها.. وها هُنا نقدر نقول توداي إيز ذا داي، بس هل كان داي محمود؟.. للأسف مكانش.
الفيلم بيبدأ بمشهد واعد يجذب الانتباه، وراسم عالَم ومنطق فانتازي ليه جذاب.. بس تدريجيًا بنكتشف إنّ الموضوع مبيكملش.
طبعًا أنا كان نفسي أوازن بين الحاجات اللي عجبتني والحاجات اللي لأ، بس للأسف الفيلم في نُصه التاني لحد الآخر كان فعلًا سيء.. عشان كده خلونا نخش في الحاجات اللي معجبتنيش على طول؛
يعني الخطين أصلًا مش بتتلاقى غير في منتصف الفيلم.. ماشي.. نُص الفيلم الأولاني كله مش فاهمين ايه علاقة الشخصيتين ببعض (كأنك بتشوف فيلمين منفصلين).. بس المهم إنهم لما الخطّين -أخيرًا- تلاقوا، محصلش حاجة فعلًا ! ..
فيه نوع من الفَصَلان حصلي بين القصة (اللي عايزة تبدو كأنها قصة مثيرة ومُشوّقة، بس في الحقيقة هيّا بعيدة عن كده).. وبين الإخراج، أو خلونا نقول طريقة إخراج المشهد عشان يبقى مفهوم ومنطقي في نسيج الفيلم .. مافيش.. الإخراج بالذات كان ضعيف في مَشاهد بعينها.. استغربت لما لقيت إن مخرج العَمَل هوّا نفس مؤلفه (القصة أصلًا متاخدة من عمل أدبي) بل هو نفس مونتيره كمان ! .. فيه حاجة غلط فيّا بقى أكيد!
الڤويس أوڤر.. مكانش ليه لازمة.. لو اتشال مكانش هيأثر بالسلب على الفيلم بتاتًا.
..وفي الآخر، انتا بتكتشف إن الفيلم كله كان عايز يفسر موقف مُعيّن بيحصل في بداية الفيلم.. (!) ده فيلمنا؛ فيلم بيحاول يفسر موقف حصل في بدايته!
ايه بقى !؟
بس بعيد عن السلبيات دي أنا استمتعت بتمثيل "جوزيف جوردون" اللي عامل كاراكتر مختلفة ومش سهلة، ويمكن الفيلم كان هيبقى أسوأ بكتير لو مكنتش بحب الشخص ده.
~ بمُناسبة حديثنا عن جوزيف، فيه فيلم عامل فيه أداء رائع مع ناتالي بورتمان اسمه (Hesher).. فيلم آندريتيد ومش مشهور اتعمل سنة ۲۰۱۰، ومخرجه معملش فيلم طويل غيره ..
. .
ملحوظة: مش عارف ايه سرّ اختيار اللون الأحمر للبوستَر رغم إن الفيلم معظم مشاهده فيها اللون الأزرق. في المشهد الأخير للفيلم حتى كل حاجة زرقة قدامنا، بدايةً من الثيم الأزرق في الكادر؛ لون البيت، الإضاءة الزرقاء.. حتى لبس الشخصيتين واحد لابس جاكيت أزرق، وواحد تي شيرت أزرق !!
ثانية واحدة، اختيار الأحمر كدلالة سيكولوجية للشهوانية اللي بتمر بيها الشخصية البَطَلة، تفتكروا ؟!
. .
تقييم رَقَمي: بلاش.