على غرار Leon: The Professional عاد جان رينو بعد ربع قرن

بعد ربع قرن من الدور الذي لا ينسى في فيلم "Leon: The Professional" ، يعود الفرنسي جان رينو مرة أخرى كقاتل منعزل من خلال فيلم جديد من إخراج وتأليف فريدريك بيتيجيان باعتباره أول فيلم روائي طويل يقوم بإخراج بعد فيلمه القصير Trois fois rien، وكأنه أردا أن يقدم نسخة أخرى معادة من قصة الفتاة ماتيلد (ناتالي بورتمان) ، التي أرادت الانتقام من شرطي فاسد (جاري أولدمان) بسبب وفاة والديها.

مبدئيا فيلم Cold Blood أو الدم البارد يشبه مزيجًا من أجواء Wind River لعام 2017 والذي قام ببطولته جيريمي رينر، و Eye of the Beholder، وكذلك فيلم كيانو ريفز والمعروف باسم سيبيريا العام الماضي، وذلك حيث أن الفيلم يدور في منطقة الجليد، مع نفس التيمة الرئيسية تقريبا، وهو يجعل أغلب المشاهد مكسوة باللون الأبيض، فالأحداث تدور حول قاتل مأجور يعيش منعزلًا في كوخ على حافة البحيرة، وسط الثلوج وفي يوم من الأيام تصل امرأة تُدعى ميلودي مصابة إصابة خطيرة أمام منزله، فيضطر إلى إنقاذها ويوما بعد يوم يكتشف حقيقتها وأنه خاطر بحياته من أجلها.

اعتقد أن بيتيجيان أراد أن يطرح مجموعة من الأسئلة حول القصة حتى يُضيف نوعا من الإثارة والتشويق، وهو ما جاء على العكس تمام، فمثلا ما الذي يجب على القاتل من اتخاذ قرار حاسم ؛ هل يثق في ميلودي أم يتركها للموت؟ الفيلم غارق في جنون العظمة، حيث تتصارع عقول كل من الشخصيات لتقييم بعضهم البعض، وخلا أحداث امتدت لـ 90 دقيقة بحوار بين الشخصيتين، سمح نوعا ما للجمهور بسد الفجوات التي انطلقت بخيالهم، ولم يكن الحوار مساعدا في حالة الفيلم، حيث كان جامدا في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى ارتفاع نبرة الصوت في كثير من المشاهد التي لم تسلط فيها الكاميرا على وجه الشخصية المتحاورة

أما بالنسبة للأداء التمثلي فإن شخصية القاتل هنري والذي أداه الممثل جان رينو اعتقد أنها لائقة لحضوره، وأنه مناسب بطريقة ما لهذا النوع من الأدوار، فلم أراه في أي شخصية بعيدة عن هذا منذ عام 2005 بفيلم Empire Of The Wolves كانت نهاية الفيلم محبطة للغاية، ولا يوجد أي مبرر أن تكون هذه النهاية خاصة أن شخصيات الفيلم متساوية في الفعل والذنب، بالإضافة إلى طرح سؤال هام بعد اكتشاف هنري حقيقة شخصية ميلودي، وهو ما الذي يدفع بالأخيرة للانتقام من قاتل والدها وهي لم ترأه كثيرا، وقد تخلى عنها وعن رعايتها، بالإضافة إلى أنه كان يتمنى إنجاب ابن وليس ابنة، وهو أمر يولد لدى ميلودي منطقيا الكره لوالدها.

تقييمي للفيلم لا يستحق المشاهدة ويحصل على 4/10 على الأكثر.