لقد مر أكثر من عقدين منذ أن تمكنت سارة كونور (ليندا هاميلتون) من تجنب يوم الحساب، ونجحت في كتابة المستقبل وغيرت مصير الإنسانية. ولكن يبدو أن داني راموس (ناتاليا رييس) ستواجه مصير كونر في الجزء الجديد من سلسلة Terminator، حيث اختارها المخرج تيم ميلر لتعيش تقريبا نفس التجربة، فبعد عشرون عامًا من أحداث يوم القيامة "Terminator 2 judgment day"، تعود (سارة كونر) من جديد من أجل حماية فتاة تدعى (داني راموس) وأصدقائها من نموذج مدمر جديد تم إرساله للقضاء عليهم.
مبدئيا ومن أهم الأشياء التي يجب توضيحها، أنك بحاجة شديدة لمشاهدة الجزء الثاني من الفيلم والمعروف بـ "Terminator 2 judgment day"، لأنه يدور في العالم الذي يلعب فيه الجزء السادس، وبالتالي يمكنك استراجع ما حدث بكل سهولة، وكذلك الأسباب التي جعلت سارة كونر تتمنى الانتقام من المدمر العائد (T-800) والذي قام ببطولته النجم أرنولد شوارزينجر، والذي لا يعتبر المحور الرئيسي للفيلم بل يظهر في بعض المشاهد الأخيرة.
يعود المخرج جيمس كاميرون في فيلم Dark Fate" كمنتج ومستشار ومبتكر للشخصيات، بعد أن كان مخرجا للأجزاء الأولى من السلسلة، ومتجاهلا أحداث الأجزاء الثالثة السابقة، وبتوقيع المخرج تيم ميلر مخرج فيلم "Deadpool"، تبدأ العديد من المطاردات ومشاهد القتل والصراعات، بينها سرد بسيط لبعض القصص الدرامية التي تجعل من هذا الجزء عمل شامل، يتخلله بعض الخطوط الطريفة الكوميدية، والقليل من العثرات التي لا تُذكر. تبدأ أحداث الفيلم بقصة ومشاهد صامتة تظهر فيها سارة كونور، من خلال بعض السرد الافتتاحي البسيط لما حدث في أول جزئيين، وكيف قتل المدمر ابنها، لتتولى الأحداث من بعدها، حيث نجح تيم ميلر في خلق مجموعة من المقاطع التي لم يكن من الممكن تحقيقها عندما ظهر أول جزئيين، مستخدما التقنيات الحديثة في سرد قصة قوية بما فيه الكفاية، وهو ما يظهر في العديد من المشاهد، حيث لا يزال على الروبوت القاتل الذي يلعبه أرنولد شوارزنيجر البحث عن دفتر هاتف للعثور على مكان إقامة سارة. في Terminator: Dark Fate، في حين يتمتع Rev-9 الأقوى بقدرة على الوصول إلى شبكة كبيرة من البيانات والصور المراقبة لحياتنا اليومية الرقمية المتزايدة - مما يجعل البحث أسهل كثيرًا. مع بعض الشخصيات المحببة التي ينتظرها الجميع، من ضمنها شخصية المدمر T-1000 أو كارل (شورازينجر)، وهكذا (ماكنزي ديفيس) وشخصية جريس التي ترمي بنفسها في هذا العمل بشراسة لا تصدق، لم أشك أبدا في أنها كانت آلة بالفعل للقتل والتي تحمل اسم الفيلم، في حين كان جابرييل لونا ينطلق بشخصية المدمر الذي لا يمكن إيقافه.
وتمثلت براعة ميلر في كيفية إظهار الثلاث نساء فريقا واحدا، حيث الكيمياء المتناسقة بينهن، خاصة سارة كونر وجرييس، اللتان كان الاحتكاك بينهما ممتع، مع بعض مشاهد الأكشن المليئة بالأدرينالين والمثيرة ، والتي يظهر فيها استخدام تأثيرات الكمبيوتر في بعض الأحيان بشكل أكثر وضوحًا. ومن أحد العناصر الرئيسية في الحنين إلى الماضي، هو عودة سارة كونور لمقابلة كارل من جديد، مع العديد من المشاهد التي جمعتهما ليعود التوتر الكامن في علاقتهما مجددا. الفيلم في المجمل يستحق 6 من 10، لما نجح فيه ميلر من تنفيذ المشاهد المطاردات.