هذا الفيلم كان اول اخراج للمخرج نادر جلال و يبدو إنه اراد طرح قضية اجتماعية هامة و لكنه افتقد فيها للاقناع و الواقعية فالقصة تحكى أرملة ( نيللى ) تخطئ مع رجل لا تعرفه ( نور الشريف ) و تحمل منه بحجة انهما كانا فى حالة سكر و ليسوا فى وعيهم ...و يستمر الفيلم فى محاولة هذه السيدة أن تتفادى الفضيحة و تعرض على الرجل حل هذه المشكلة و تعرض عليه الزواج و يرفض فى البداية بل إنه لا يتذكرها على الاطلاق و بالضغط عليه يوافق ثم ترفض هى بحجة إنه مضطرا للزواج منها و إنه لا يحبها فيحاول معها مرة آخرى و بالفعل ينجذب لها و يقع فى حبها و لكنها تعتقد إنه يمثل عليها الحب بالاتفاق مع صديقتها ( عقيلة راتب ) التى تتولى أمرها كإبنتها فترفض مرة آخرى بل و تحاول الانتحار و يتم إنقاذها و تقبل فى النهاية بالزواج منه بعد أن تفقد جنينها مقتنعة إنه يحبها بالفعل بعد زوال السبب الذى كان يجعله مضطرا للزواج منها ......و القصة تفتقد للاقناع من البداية فكيف لامراة تفقد السيطرة على نفسها لمجرد تناولها كاسين من الخمر عندما كانت فى حفل ذكرى زواج صديقتها فى منزلها و ليس فى كبارية و الذى لم يكن هناك اى مبرر لان تتناوله أصلا حتى بعد الحاح صديقتها و كأن الخمر شيئا عاديا موجودا فى كل بيت مصرى و تستسلم لرجل فى السيارة بكل سهولة و تحمل منه أيضا فلو لم تكن قد حملت منه لم تكن هناك مشكلة أساسا لانها سيدة و كانت متزوجة من قبل ... ثم كيف إنه لم يتذكرها و المفروض إنه كان فى وعيه و ليس مخمورا..و كيف لامراة فى ظروفها وفى مصيبتها أن ترفض زواجه منها بعد موافقته على الاقل تفاديا للفضيحة بل و تشترط أن يحبها أولا ...و بعد أن يأخذها لاجراء عملية الاجهاض فى مشهد مفتعل يرفض إتمامها على أخر لحظة بلا سبب مقنع ..و نلاحظ أن مشاهد الفيلم طويلة بلا مبرر فواضح أن المخرج أراد أن يمط فى أحداث الفيلم لإنه لم يجد شيئا يقوله أصلا.. كما أن البطلان شخصيات هلامية كأنها قادمة من فراغ فليس لهم أسر او أقارب وليس لهم أصدقاء حميمين الا أصدقاء غير مناسبين لسنهم فنجد البطلة صديقة لسيدة فى سن والدتها بحجة إنهم يعملان معا فى مكان واحد و البطل ليس له صديق يناقشه فى مشكلته الا رجلا كبيرا ( محمود المليجى ) و الذى يمثل صوت العقل بحجة إنه كان مدرسا له فى كلية الهندسة و متمسكا بصداقته لإنه كان تلميذا نجيبا !!! ..و أخطأ المخرج فى حفل عيد ميلاد البطلة عندما جعل من طقوس الحفل تقديم زجاجات البيرة لأن ذلك معناه أن الأبطال متعودين على شرب الخمور رغم إنها كانت سببا للمشكلة كلها و كأن البيرة شيئا عاديا لسيدات فى مثل ظروفهم الاجتماعية مما جعلنا نفقد تعاطفنا معهم .... كما أن سرد الصديقة مع البطل للاتفاق السرى الذى كان بينها و بينه فى المكتبة رغم وجود البطلة نفسها فى نفس المكان و سماعها له كان ساذجا و غير مقنعا ... و أخيرا رغم أن الفيلم بالالوان الا أن المخرج استخدم الابيض و الاسود فى حالات الفلاش باك وكان ذلك يمكن تبريره لإنه كان يعود بنا لأحداث من الماضى و لكنه أخطأ لإنه كرر ذلك عند إجراء عملية الاجهاض للبطلة رغم إنه لم يكن فلاش باك ..فكان هناك تخبط فى استخدام الالوان ...كما كانت مشاهد سفر البطل فى نهاية الفيلم طويلة بلا مبرر مع فلاش باك أخر لاحداث الفيلم كلها لم يكن مطلوبا ..اما عن أداء الفنانين فكان مبالغا فيه فى كثير من المشاهد . عموما كانت هذه المحاولة الاولى للمخرج نادر جلال فى الاخراج فكانت تحمل كل أخطاء التجربة الاولى .