عندما ترى أسماء الفنانين الكبار شكرى سرحان و نادية لطفى و صلاح ذو الفقار و مخرج العمل عاطف سالم تتوقع عملا كبيرا و قصة مقنعة و هادفة ..و لكن للأسف طوال ساعتين تقريبا لن تشاهد سوى قصة تفتقد للاقناع بلا هدف او مغزى ..فرغم طول مدة الفيلم لن تجد سوى حدوته محصورة بين هؤلاء الابطال الثلاثة و لا أحد سواهم سوي عدد محدود من الكمبارس بلا وجود حقيقى او أهمية ...فالفيلم يحكى علاقة إثنان من الاطباء محمود ( شكرى سرحان ) و كامل ( صلاح ذو الفقار ) و يلقى الضوء على صدقاتهم فى العمل و الحياة و نلاحظ إنهم شخصيات أتت من فراغ فليس لهم أسر و لا أهل وكل علاقتهم مع عارضة الأزياء سلوى ( نادية لطفى ) و التى تعمل عاهرة فى نفس الوقت فى أحد الملاهى الليلية والتى ترقص فيها طوال الليل مع الزبائن و بالمثل لم نرى لها هى الأخرى أسرة سوى أم نائمة ومريضة و لم نرى حتى وجهها و خادمة نوبية صغيرة لم يظهروا سوى فى مشهد واحد قصير !!!... و لان الدكتور محمود برئ و غر و ساذج كعادة أدوار شكرى سرحان فإنه يقع بسهولة فى حب سلوى و يصمم على الزواج منها رغم إنها امراة سهلة و سبق أن عرضت نفسها عليه و لكنه رفض لإنه مصمم على الزواج منها و بعد تردد تقبل سلوى بالزواج منه و هنا تنقلب شخصية الدكتور محمود رأسا على عقب و تنهال عليه المصائب واحدة تلو الأخرى فنجده يحاول إسعادها بكل الطرق و السبل و يصاب بالغيرة الشديدة عليها فيصرف كل أمواله عليها و يشترى لها شقة فاخرة و سيارة ويدمن شرب الخمور و يهمل فى عمله الأمر الذى يؤدى إلى إفلاسه رغم نصائح صديقه كامل فيضطر الدكتور محمود إلى اللجوء الى الأعمال الغير مشروعة فيعمل فى عمليات الاجهاض و سريعا يتم القبض عليه و إيقافه عن مزاولة مهنته ..و هنا يقرر الانتحار او الاختفاء من الحياة بعد أن أوصى صديقه كامل بالإعتناء بزوجته و إبنه .. فنراه يلقى بنفسه فى البحر و هنا السؤال اذا كان قد قرر بالفعل الاختباء فقط و ليس الانتحار بدليل إنه بعد تركه للرسائل التى يؤكد فيها إنتحاره تعمد الاحتفاظ بمفاتيح شقته ... فلماذا ألقى بنفسه فى البحر إذن !!!! و تفسير ذلك هو محاولة المخرج لتضليل المشاهد و تصوير مشهد مثير بلا داعى و يختلف مع الهدف المقصود ..و يجنح الفيلم بعد ذلك لمنحيات سريعة و غير مقنعة فنرى الدكتور كامل يتزوج من سلوى و يعيش معها فى سعادة رغم الشك فى تصرفاتها ..و هنا يظهر محمود مرة اخرى كمفاجأة الفيلم الكبرى و يتعمد المخرج ظهوره فى إضاءة خافته مخيفة فى عيادة الدكتور كامل رغم عدم واقعية الإضاءة فى مكان كهذا ..و يتضح إنه أصبح رئيس عصابة خطير يقوم بأعمال مريبة فنشاهده فى مشاهد ساذجة و هو يقوم بإستبدال حقيبة بأخرى مشابهه لها و لا ندرى ماذا تحتوى و ما هى تجارته بالظبط و رغم مراقبة البوليس له طوال الوقت و مطارته له إلا إنهم يفشلوا فى القبض عليه لأن المخرج عاوز كده !!!.. و ينجح محمود فى إختطاف ابنه و يحبسه فى مركب لإجبار زوجته على مقابلته كى يجمعهم مرة اخرى و يهربوا للخارج و لكن كامل يرفض تصرفات محمود و يقاوم خطته الاجرامية .. و فى وسط البحر يتم إعادة كامل مع سلوى و ابنها على المركب و بسذاجة يقوم الابن بالتلويح لوالده رغم إنه هو الذى خطفه و لايعرف العلاقة بينهم ...و نرى الشرطة البحرية تحوم حول سفينة محمود و ينتهى الفيلم دون أن نشاهد عملية القبض عليه فيبدو أن المخرج قد أصابه الارهاق و قرر إنهاء الفيلم بهذه النهاية المبتورة ...وهنا لابد أن نتسائل لماذا كان هذا الإنقلاب الخطير فى شخصية محمود من طبيب مثالى إلى زعيم عصابة عريق الاجرام فإذا كان هدفه تجميع الاموال بلا حساب كما قال فكان يمكن أن يعيد حياته و حساباته من جديد و قد كان طبيبا ناجحا ليستكمل عمله فى نفس مجاله بلا إنحراف او سقوط خاصة إنه كان قد خطط لبناء مستشفى مع صديقه كامل .. ..و اذا كان هدف الفيلم أن يؤكد بأن الزواج من ساقطة سوف يؤدى إلى تلك العواقب الوخيمة فهذا مردود عليه لأن كامل تزوج أيضا من نفس المرأة و لم ينهار و يضيع مثل محمود ..و هناك قضية مهمة لم يشير إليها الفيلم رغم أهميتها و هو موقف القانون و الشرع من زوجة إختفى زوجها و تزوجت من أخر ثم عاد الزوج الاول ليطالب بعودة الزوجة و الابن ؟؟؟ ...فقد كان مهما الاجابة على هذا التساؤل رغم صعوبة ذلك فى قصة الفيلم لان الزوج كان مطاردا من العدالة وكان من الصعب مطالبتة بذلك قانونا ولكن ربما لو أشار إليها الفيلم و عرض الحل الممكن فى مثل هذه الظروف لكان للفيلم مغزى و هدف بدلا من تلك القصة التى يمكن أن تحكى كحدوته قبل النوم .