فيلما مؤثرا من الزمن الجميل رغم الصدف و المبالغات .

عندما نتحدث عن فيلم للفنانة الكبيرة عزيزة أمير فلابد أن نذكر إنها كانت رائدة من رواد السينما المصرية و يعود لها الفضل فى إنتاج اول فيلم صامت فى السينما المصرية و هو فيلم ليلى و الذى قامت بالتمثيل فيه أيضا حيث خاضت إنتاج العديد من الافلام لانها كانت تهوى السينما لحد كبير رغم إنها خسرت الكثير فى بعض تجاربها تلك ..و نحن هنا بصدد فيلمها الأخير وهو فيلم " أمنت بالله " و الذى انتج عام 1952 واخرجه زوجها الفنان محمود ذو الفقار ..والفيلم مثل معظم أفلامها تعتمد قصتة على تراجيديا إجتماعية مؤثرة بحيث تكون هى محور الفيلم كله و الذى تدور باقى الشخصيات حولها ...فكانت الفنانة تميل فى أفلامها إلى تجسيد دور السيدة التى ظلمتها الاقدار و تعانى من قسوة الحياة والبشر ..و فى هذا الفيلم نجدها تجسد دور سيدة تدعى فاطمة لديها ابنة و ابنا من زوج أفاق ( استيفان روستى ) يضطر كى يعيد أموال اختلسها الى بيع ابنهم لعشيقته سميرة ( مديحة يسرى ) و التى لا تنجب كى تنسبه الى زوجها الكهل ( ابراهيم زكى ) لتضمن أن ترثه بعد وفاته و تحرم الورثة الشرعيين ..ولكنه يموت فى السجن بعد أن يوصى لأفاق أخر برعى ( محمود المليجى ) بأن يعترف بالحقيقة لزوجته فاطمة كى تسترد ابنهم و لكن بعد خروج برعى من السجن يستغل فرصة ثراء سميرة و يهددها بكشف سرها لاسرة زوجها فتضيع منها الثروة و يشترط الزواج منها ليضمن العيشه المرفهه و يضم شقيقته نفوسة معهم ( وداد حمدى ) و تستمر أحداث الفيلم بكثير من الصدف الغير منطقية حيث أن ابن فاطمة الدكتور طارق ( جسده نبيل الالفى كبيرا ) يبقى دائما أمامها صغيرا و كبيرا و هى لا تعلم إنه ابنها ..و يتفرغ كل من حولها لمساعدتها و الوقوف بجانبها فى أزمتها تلك حتى تعلم بالحقيقة كلها فى النهاية و تسترد إبنها .. فمن صدف الفيلم و التى احتشد بها عندما كانت فاطمة تمثل على المسرح تتجه أنظار ابنتها هدى ( سهير فخرى ) من خلف الكواليس الى طفل فى الصالة هو فى الاصل شقيقها فتنجذب إليه و تقدمه لامها و التى تقع بدورها فى حبه و تتعلق به دون أن تعلم انه ابنها و عندما تمر السنوات تحدث صدفة أخرى عندما كانت تسير فى الشارع مع ابنتها هدى ( تجسدها زهرة العلا كبيرة ) فتتعرض للإغماء و لا تجد من ينقذها و يعرض علاجها سوى ابنها الدكتور طارق الذى كان يسير بجوارهم لتزداد تعلقها به و كأن القدر يجمعهم معا ...و صدفة اخرى عندما يقع طارق فى حب شقيقته و يستعد للزواج منها و لكن تظهر الحقيقة فى أخر لحظة كالعادة ...و شخصيات الفيلم إما أخيار او اشرار لاقصى درجة و هناك بالطبع الخط الكوميدى الضرورى لتخفيف تراجيديا الفيلم و المتمثل هنا فى دور اسماعيل يس و زوجته ثريا حلمى فنجدهم ملازمين للبطلة دائما وكأن ليس لهم اى عمل سوى التفرغ لها و لحل مشاكلها حتى إنهم يقومون فى اكثر مشاهد الفيلم سذاجة باستدراج نفوسة الى محل للدجل حيث تقمص اسماعيل دور جن و تقمصت ثريا دور الدجالة بحجة عمل حجاب لها كى يقع طارق فى حبها و تتزوجه و تحتفظ هى و شقيقها بالميراث و لكن كان غرضهم هو الوصول لحقيقة الدكتور طارق و تحدث صدفة ساذجة اخرى وهى إحتفاظ نفوسة بحجاب بداخله الرسالة التى بها السر !!! ....و لكن كان من أكثر مشاهد الفيلم تأثيرا هو مشاهد صلاتها و تضرعها لله من أجل عودة ابنها و سماعها للقرآن حيث تعمد المخرج أن تكون السورة التى تسمعها هى سورة يوسف و التى تحكى صبر سيدنا يعقوب على فقده لابنه سيدنا يوسف إنعكاسا عن مشكلتها هى أيضا بضياع ابنها و الأمل فى عودته مرة أخرى ...الفيلم بالطبع مسلى وجذاب و قد أجاد الفنانين أدوارهم رغم مبالغة اسماعيل يس كالعادة و الأداء المسرحى التى تتسم به عزيزة أمير رغم إنها فى هذا الفيلم تخلصت منه قليلا و لكن يبقى أمنت بالله من أفلامها الجميلة و التى تذكرنا بسينما الزمن الجميل .