جميعنا اشرار في روايه احدهم ولكن ايضاً جميعنا ملائكه في روايه اخرون , من خصائص بناء الشخصيات في الاعمال الدراميه هو خلق حاله اقرب للواقع واظهار جوانب بشريه للابطال بغض النظر عن الانحياز للفكره المطروحه داخل العمل , وبالتالي تحويل الصراعات الاساسيه بين الشخصيات داخل العمل الي صراع صوابيه مطلقه وخطأ مطلق من خلال اظهار فقط عيوب الشخصيات المتصارعه مع اراده البطل لاجتذاب تعاطف اضافي مع البطل يعتبر اخلالاً في بنيه العمل الفنيه و يمكن اعتباره ايضاً خداعاً غير مفيداً لصالح الفكره المطروحه, وهذا مانراه واضحاً من خلال متابعه حلقات مسلسل ليه لأ للمخرجه مريم ابو عوف والمكتوب من خلال ورشه سرد الخاصه بالكاتبه مريم نعوم , من خلال المسلسل نري الخطوط الواضحه الفاصله بين بطلتنا الرئيسيه عاليا وفريقها في مقابل الام سهير و فريقها ولا نجد المساحات الرماديه التي تسمح لعقولنا بالتساؤل وطرح الافكار فالاجابه دائما تسبق السؤال داخل العمل هناك دائما جانب انحاز له الكتاب بكل التفاصيل ولم تظهر اي شوائب تسوءه طول الحلقات فهم المطالبين بالحريه والسعاده والمستعدين دائما لاتخاذ القرار الصا ئبدائما في كل الظروف وعلي العكس تماما يتم التعامل مع الشخصيات علي الجانب الاخر بانهم دائما من يتخذون قرارات انانيه رجعيه بدون اي قدر من التهاون حتي في خارج اطار الصراع الرئيسي بين عاليا واهلها يتم رسم تفاصيل اضافيه لافساد اي محاوله للتماس مع الجانب الانساني للشخصيات المواجهه لعاليا فتم بقصد او بدون قصد خلق فسطاطين الاخيار والاشرار فحسين علي سبيل المثال يقوم برعايه والده ويفكر في ترك دراسته في كندا للبقاء في القاهره بينما صديقته تقوم بمسح رساله الدكتوراه الخاصه به انتقاماً منه لشعوره بالحب تجاه عاليا وعلي هذا المثال يمكن رؤيه بقيه العمل من خلال فسطاطين فزوج الصديقه المعادي لعاليا المتسلط وزوج الاخت الخائن في فسطاط الشر وفرح وصديقتها فرح وابن عمها ادم وحسين في فسطاط الخير,ليس مطلوبا ان تكون الاعمال الدراميه مطابقه للواقع بنسبه كامله ولكن من اهم اسلحه العمل الفني هو غير المباشره وطرح الافكار من خلال صراعات بشريه تسمح للمشاهد باستقبال الفكره ومناقشتها ومن ثم قبلوها او رفضها اما المباشره الواضحه فهي اخر ما يمكن ان يتسم به العمل الدرامي والا اصبح كالخطب الرنانه التي تلقن المستمع ما يجب او ما لا يجب الايمان به. من خلال اهتمام المسلسل بقضيه الابوه وعلاقه الاباء و الابناء فلم نجد تنوع في صوره الاباء والامهات في العمل فوجدنا سهير ام عاليا شبيهه لام علي حبيب الخاله شبيهه للعم نبيل شبيه لابو علي جميعهم علي نفس الخط من الرجعيه ورفض اي مساحه للتحرك خارج نطاق تفكيرهم لم يمنحهم الكتاب اي قدر من جانب انساني بل صور مكرره لنفس الشخص ولكن باسماء مختلفه لوضعهم في نفس المعسكر واذا القينا نظره علي طرح المسلسل لفكره الاستقلال والصعوبات التي تواجهها الفتيات في سبيل عيش الحياه ملزمين باختياراتهم الشخصيه فقط فسنجد ان العمل قد ناقش الامر بسطحيه واضحه لم تتوغل في المشكلات الحقيقيه التي تواجهها من قررت اللجوء الي هذا الخيار فصنع الكتاب بطله المسلسل ابنه طبقه اجتماعيه مميزه لتتفادي بعض المشاكل الماديه والتي تعتبر اكبر عقبه تواجهه من يتخذن هذا الخيار وان حاول المسلسل عرض معاناه بسيطه للبطله لكنه لم يكن مقنعاً في ذلك الجانب فكانت الحلول اما طبقيه بقدرتها علي بيع بعض الممتلكات او غير واقعيه بقدرتها علي الحصول علي عمل في وقت سريع بل واحتراف التصوير والحصول علي عائد من ذلك رغم عدم خبرتها السابقه احسست وانا اشاهد العمل باني ادخل فقاعه اجتماعيه بدءاً من المستوي الاجتماعي للبطله ثم دوائر معارفها الي دوائر المعارف الجديده واي محاوله لدخول اي فرد لهذه الفقاعه يتم وصمه ووضعه في جانب الاشرار علي سبيل المثال عبدالحفيظ مدير المطعم و الفتاه والشاب الذي تسبب في اصابه البطله خلال عملها كسائقه ربما ظهر زملاء المطعم كاشخاص طيبيبن ولكن لا يمكن اعتبارهم كشخصيات مهمه في العمل في النهايه يمكن اعتبار ليه لا محاوله لطرح مشكلات حيويه يجب التصدي لها لكن غلبه روح الصوابيه لصناعه اثرت علي جودته الفنيه