فكرة تقديم نسخ جديدة من سلسلة (Classic Monsters) فكرة رائعة وتستحق الاهتمام والانتظار، وخاصة بعد أن قامت يونيفرسال بيكتشرز بإلغاء مشروع (Dark Universe).
ومع تحقيق انطلاقة جديدة من The Invisible Man، والذي حقق نجاحا نقديا وفنيا وجماهيريا ليس بقليل، وجلعتنا نأمل في إمكانية إعادة تشغيل Dark Universe، والحصول على مشروع جديد عن دراكولا مثل Renfield، لتكون فكرة مميزة ومثيرة، واسترجاعا للإرث المشئوم.
فمن بطولة نيكولاس كيدج، ونيكولاس هولت، وأوكوافينا، ومن إخراج كريس مكاي مخرج The Tomorrow War قُدم فيلم Renfield، بنسخة جديدة، ولكنها كانت مخيبة للآمال.
بعد قرون من العبودية، والإجبار على تقديم الضحايا لسيده وتحقيق رغباته مهما كلفه الأمر، يقرر رينفيلد الخروج من الجانب المظلم لأكثر زعماء التاريخ نرجسية- دراكولا- وإنهاء حياته المهينة، والابتعاد عن ظله.
مبدئيا وقبل التحدث عن قصة الفيلم أو تنفيذه، فإن الفيلم ينضم إلى قائمة أفلام نيكولاس كيدج التي تندرج تحت الإفراط على كل المستويات سواء كان في الأداء التمثيلي، الإخراج، القصة والسيناريو. وبالرغم من أن الفيلم الذي أخرجه كريس مكاي يقدم أكثر الشخصيات رمزية في السينما والأدب - الكونت دراكولا- والتي تم تقديمها مرات لا حصر لها، وجسدها ممثلين لهم مكانة فنية عظيمة وكبيرة أمثال جاري أولدمان، وكريستوفر لي، وبيلا لوجوسي، وليزلي نيلسين وغيرهم، إلا أن مكاي تناول جوانب محددة جدا من الرواية التي كتبها المؤلف الإيرالندي برام ستوكر عام 1897، مع سيناريو بتوقيع روبرت كيركمان، مبتكر The Walking Dead، ومع تطوير مقبول للشخصيات الرئيسية، والحبكة الرئيسية، حيث مزج معسكر الرعب في المدرسة القديمة بحس الدعابة الحديث، وجاءت الاستعارات والاستطرافات السردية الأخرى قديمة جدًا بالنسبة لجمهور اليوم، وممللة في كثير من الأحيان، مما يشعرك بالتفاوت وعدم الإلهام، وإهدر إمكانيات عدة في جميع النواحي تقريبًا، والتي كان من الممكن استخدامها بشكل جيد أكثر من هذا، وكان هناك أيضا عدم توازن فيما يتعلق بالشخصية الرئيسية للفيلم وهو رينفيلد، فنرى لعبة شد وجذب مستمرة بين أداء هولت وكيدج، فيتنافس كلاهما في تسليط الضوء على شخصيته بغض النظر عن الأبعاد التي تحملها كل شخصية، وتعمق علاقتهما في كيف يمكن أن تكون علاقة الاعتماد المتبادل مع شخص نرجسي سامة إلى أبعد الحدود.
وأيضا مشاهد الأكشن المتعددة وحمامات الدم الكثيفة على الشاشة التي جعلت تصنيف رعب ثقيلا للغاية على الفيلم، وكأنها فرضية أُهدرت على تأثير ملموس للغاية، ومثير للقلق، لدرجة أنك تشعر وكأنها قصة بوليسية مع بضع أجزاء من الرعب. أما بالنسبة للأداء التمثيلي، اعتقد أن فريق التمثيل لديه الكثير من المواهب، لكن المواد المنفذة لم تخدمهم جيدًا على الإطلاق، فإننا نعرف أن هذه ليست المرة الأولى لنيكولاس كيدج مع مصاص الدماء، حيث لعب دور البطولة في Vampire's Kiss عام 1988. وبالرغم من أن كيدج استطاع بشكل كبير أن يركب النغمة الدموية للشخصية في المظهر والسلوك، وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة ليلعب هذا الدور طوال حياته. إلا أنه فقد التوازن في أدائه، ولم يكن أداء مثاليا، حيث ظهرت الفروق الدقيقة في شخصيته سواء في تعليق بسيط أو نظرة أو ردة فعل.
أما نيكولاس هولت فقدم أداء جيدا في دوره، ومثل الجانب العاطفي للفيلم بشكل أكبر، وظهر بقيمة متباينة لا يمكن أن يقدمها سوى القليل من الممثلين. وكان لرينفيلد بعض النقاط الجيدة، والتي تتمثل في أداء وشخصية كوينسي (أوكوافينا) وحضورها المتميز، وسط مجموعة من الأحداث الضعيفة فنيا، وتعاملها مع رينفيلد الهادئ والصادق مع التلميح لقصة حب محتملة بينهما، كذلك مشاهد بين شوارتز، على الرغم من عددها القليل والمتباعد إلا أن هذه المشاهد كانت ممتعة، وجلبت التركيز والاهتمام بعد فشل رعب رينفيلد في تحقيقه.
كذلك توقيع المصور السينمائي ميتشيل أموندسين على التأثيرات البصرية وخاصة المواجهات بين رينفيلد ودراكولا، والتركيز على وجهه.
وكل المجد لفريق المكياج في رينفيلد حيث قاموا بعمل مذهل، والتوصل إلى المظهر المرعب للشخصية الرئيسية واستخدام بعض التقنيات المثيرة للاهتمام في تنفيذ ذلك حيث يتتبع الفيلم الشخصية من خلال أربع مراحل تحول مختلفة. ومع كل هذا فإن الفيلم فشل في النهاية في تسليط الضوء على القصة وتقديم شيء جديد حيث قصة ذات ألوان داكنة، ركيكة بالنسبة لفيلم مدته 90 دقيقة، بالإضافة أن الكوميديا قديمة، ومخيبة للآمال مما جعله يفشل في ترك الكثير من الانطباع.