فيلم "Gladiator" (المصارع/المجالد) أحد الأعمال الملحمية النادرة الّتي تحبس الأنفاس منذ البداية وتسافر بك إلى عصور وحشية تتجلى فيها صنوف المكائد والتقتيل واستعباد البشر واحتلال أرضهم، تحكي القصة عن مرحلة فارقة في تاريخ الِامبراطورية الرومانية سنة ١٨٠ للميلاد، ومحاولة إنقاذها من قِبَل المخلصين لها، بعد أن عَهِدَ (ماركوس أوريليوس) بالسلطة الكاملة إلى الجنرال والفلّاح - الذي يحبه الشعب - (ماكسيموس)، الذي أباها في أول الأمر ثم اضطلع بها وتبدأ المكائد حوله سريعًا.
عمل تكاملت فيه العناصر الفنية، ولو أني وددت أن يكون التركيز على الفيلسوف الِامبراطور (ماركوس أوريليوس) أكبر والإشارة إلى بعض أفكاره وتصوير شيء من حياته.
يمكن أن نحلل شخصية (ماكسيموس) بشكل أفضل حين ننظر إليه أبًا حانيًا وزوجًا محبًا مخلصًا، لم يكن لاهثًا وراء المناصب سوى أنه يحب وطنه وحبه لزوجه وولده أكبر، لكنهما سُرِقا منه غدرًا رغم استماتته في نجدتهم، وسيعيش ويموت وهو يترقب الدخول عليهم، في مشهد سينمائي مهيب ترافقه الموسيقى الساحرة في أول مشهد من الفيلم وحيث يُختَتم.
ملاحظة: لم يعتمد الفيلم على الرواية التاريخية كما هي، بل هو يحكي حكاية خيالية تستند في بعض فصولها إلى الواقع.
يظل هذا الفيلم ضمن أهم أعمال للمخرج (رِدلي سكوت) وربما أروعها عند بعض الجمهور، وأسجِّل هذه التدوينة العجلى بعدما شاهدت العمل للمرة الثانية أو الثالثة.
جزء من الحوار الأخير في الليلة الأخيرة بين (ماركوس أوريليوس) و(ماكسيموس)، وهو مشهد جميل يصف فيه (ماكسيموس) بكل الحُب موطنه وأهله:
منزلي في المرتفعات فوق "تروهيلو". مكان بسيط جدا. أحجار زهرية اللون تدفئها الشمس. بستان لزراعة الخضار تفوح منه رائحة الأعشاب في الصباح... والياسمين في المساء. وعبر البوابة شجرة حور ضخمة. التين والتفاح والإجاص. التربة يا "ماركوس" سوداء. سوداء كشعر زوجتي. عنب في المنحدرات الجنوبية وزيتون في الشمالية. خيول برية صغيرة تلعب قرب بيتي. تغيظ ابني. يريد أن يكون واحدا منها.
هل تذكر آخر مرة كنت فيها في بيتك؟
منذ سنتين و٢٦٤ يوما وهذا الصباح.
إني أحسدك يا "ماكسيمس". إنه موطن جيد. يستحق القتال من أجله.
التقييم: ٩\١٠