فيلم "البطل" لعزيز داداس وأول تجربة إخراجية لعمر لطفي يُقدّم نفسه كخطوة طموحة في مسار السينما المغربية، خاصة مع الدعم الإنتاجي من الموسيقي العالمي ريدوان. الأحداث، التي تنبض بروح الفكاهة والتشويق، تطرح رحلة شابٍ يحلم بالنجومية، ليتحوّل حلمه إلى مغامرات مليئة بالمواقف الحرجة حين يجد نفسه محاصراً في شبكة عصابات خطيرة. هنا يظهر الفيلم تناقضات تجمع بين الضحك والتوتر، مما يعكس واقعاً اجتماعياً مغربياً يختلط فيه الحلم والتحدي.
على الرغم من بعض الإيجابيات، مثل الموسيقى التصويرية التي أضافت بُعداً غنياً بألوان مغربية معاصرة تحت إشراف يوسف الصديقي، إلا أن البناء السردي أحياناً يفتقر إلى العمق في تقديم الشخصية الرئيسية، حيث يبدو التحول من السعي للنجاح إلى المواجهة مع العصابة مستعجلاً، مما قد يُفقد القصة جزءاً من زخمها الواقعي.
إيجابية أخرى تُحسب للفيلم هي استغلال مواقع التصوير في الدار البيضاء وطنجة، التي أضفت بُعداً بصرياً جميلاً يعزز من حيوية المشاهد. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول كيفية استقبال هذا النمط الكوميدي المغربي من طرف الجمهور العالمي، خصوصاً أن العمل يخطط للترجمة إلى لغات مختلفة للوصول إلى مشاهدين خارج المغرب.