ماكس فرانتس فريش، هو كاتب روائي ومسرحي وأديب سويسري، وُلد في مدينة زيورخ، بسويسرا، وكان الابن الثاني للمعماري (فرانتس برونو فريش) وزوجته (كارولينا فيلدرموت) أو (كارولينا فريش)، وكان لديه أخت غير شقيقة من زواج أول لأبيه هي (إيما إليزابيت)، وأخ شقيق يكبره بثمان سنوات سمي باسم الأب وهو (فرانتس)، وعاشت عائلته في ظروف معيشة بسيطة، لكن حالتها المادية ساءت حين فقد الأب عمله بسبب الحرب العالمية الأولى، وكانت علاقته بأبيه بسيطة غير عميقة، بقدر ما كانت تلك العلاقة قوية بينه وبين أمه، وقد كتب (فريش) أولى مسرحياته في فترة دراسته الثانوية بين عامي 1924 و1930، وحاول دون نجاح في أن يقدم عرضًا مسرحيًا، ثم أحرق روايته فيما بعد، وفي المدرسة الثانوية تعرف على (فيرنر كونينكس) الذي كان والده يمتلك دار نشر وقد أفادته تلك الصداقة التي دامت طويلا في إثراءه أدبيًا وفلسفيًا، وقد ترك له أبواه حرية اختيار الدراسة التي يريدها، فاختار دراسة اللغة الألمانية وأدابها في جامعة زيورخ بسويسرا في شتاء عام 1930، ومن ناحيته فقد تعرف (فريش) هناك على أساتذة ساهموا في توطيد صلته بدور النشر والصحف، ومن بينهم (روبرت فازي) الذي كان أديبًا وأستاذاً للأدب السويسري الحديث، وكذلك (تيوفيل شبوري) أستاذ الرومانيات، ومن ناحية أخرى فقد أدرك (فريش) أن النهج الأكاديمي لن يعطيه الأدوات الأدبية التي كان يأمل أن يجدها في الدراسة، وقد درس (فريش) مادة جانبية هي علم نفس الجريمة، والتي كونت لديه آراء عميقة تجاه جوهر الوجود الإنساني، وتناول في معظم أعماله مواضيع البحث عن الهوية، حتى أصبح هذا النهج بمثابة العلامة الإبداعية المميزة له، وفي الأربعين من عمره نشر (فريش) يومياته عن الأعوام 1946 إلى 1949، وتلك اليوميات وضعت حجر الأساس لشهرته في ألمانيا، والتي يكاد يجمع نقاد الأدب الألماني على أنها تضم بذور كافة أعماله الأدبية اللاحقة مثل (Andorra) و(Biedermann und die Brandstifter) و(Montauk)، وفي يومياته يتحدث (فريش) عن لقائه بأديب أثر فيه إنساناً وكاتبًا، ألا وهو الشاعر والكاتب المسرحي (برتولت بريشت).
|