روائي وكاتب قصصي ومسرحي بريطاني، جمع بين الكتابة الرومانسية والبوليسية ببراعة. كان صديقًا قريبًا لتشارلز ديكنز، إلا أنه لم ينل نصيبًا وافرًا من الشهرة بعد وفاته؛ حيث استحوذ ديكنز وحده على اهتمام الساحة الأدبية لفترة طويلة.
ولد ويليام ويلكي كولينز في لندن عام 1824 وكان والده هو الرسام الأكاديمي الشهير ويليام كولينز؛ ولأنه سُمي بنفس الاسم، فلقد داوم من حوله على مناداته باسمه الثاني (ويلكي)، وهو الاسم الذي اشتهر به في الوسط الأدبي لاحقًا.
عُنيت والدته بتعليمه في المنزل لعدة سنوات قبل أن يلتحق ببعض المدارس الخاصة، وكان في الثالثة عشرة من عمره عندما أمضى مع أسرته عامين متنقلًا بين فرنسا وإيطاليا، وهناك اكتسب جزءًا هامًّا من ثقافته.
وعند عودته التحق بمدرسة خاصة في مقاطعة هايبري، تعرض فيها لمضايقة من قرين له كان يجبره على أن يؤلف حكاية يومية قبل النوم، كان ويلكي كولينز دائمًا ما يحكي هذه الحادثة الطريفة التي جعلته يكتشف قدرته على السرد، حيث استمر في سرد الحكايات بعد مغادرة المدرسة، لمتعته الخاصة.
في عام 1840 ترك ويلكي الدراسة ليعمل بشركة للشاي يملكها صديقٌ لوالده، كان عازمًا على ترك هذه المهنة إلا أنه استمر بها لخمس سنوات؛ نشر خلالها أول قصة له في إحدى المجلات المحلية عام 1843، وكتب أول رواية له عام 1844 بعنوان (لولاني) رُفضت من قِبَل دور النشر لما كان بها من نقد لاذع لأوساط الأرستقراطية البريطانية.
توفي والده عام 1847؛ فأصدر أول كتاب مطبوع عقب وفاته بعنوان (ذكريات من حياة ويليام كولينز)، وبدأ إنتاجه الأدبي الغزير في التتابع منذ ذلك الحين، إلا أنه عُني باستكمال دراسته فحصد شهادة في القانون ولم يمارس المحاماة قط، إلا أنه استخدم معرفته بها في العديد من رواياته.
كان كولينز رافضًا لمؤسسة الزواج؛ إلا أنه أحب كارولين جريفز جارته التي ترملت مبكِّرًا وعاشت وحيدة مع ابنتها، وانتقل للعيش معها عام 1858، وظل ملتزمًا نحو هذه العائلة بالحب والتفاني حتى وفاته.
كتب ويلكي كولينز أكثر من 27 رواية و50 قصة قصيرة، وما لا يقل عن 15 عملًا مسرحيًّا على مدار حياة أدبية ثرية، انتهت بوفاته على أثر سكتة دماغية في سبتمبر عام 1889.
|