زعيم شيوعي ورجل دولة سوفييتي، حكم الاتحاد السوفييتي من عام 1953 إلى 1964 وتميز حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولي والتعايش السلمي. ولد نيكيتا خروتشوف في كالينكوفا بمقاطعة كورسك الواقعة على الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا، من عائلة يعمل أفرادها في المناجم، وعمل في البداية راعيًا ثم عاملًا في مصانع الحديد والصلب، وانتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1918، وحارب إلى جانب الحرس الأحمر أثناء الحرب الأهلية، وبعد أن استتب السلام بانتصار الثورة، اشتغل عامل مناجم وانتسب إلى الجامعة العمالية عام 1922 حيث أصبح أمين سر خلية شيوعية فيها، وبعد أن أنهى دراسته في الجامعة العمالية تفرغ للعمل السياسي في الحزب الشيوعي الأوكراني. في عام 1929 أُوفد إلى موسكو للدراسة في أكاديميتها الصناعية، وبقي فيها حتى عام 1931 حين عاد إلى أوكرانيا، وأخذ يتسلق فيها بسرعة أعلى المناصب الحزبية؛ فعمل سكرتيرًا لعدة لجان حزبية عام 1931، ثم انتخب عضوًا في اللجنة المركزية 1932، فعضوًا في مجلس السوفييت الأعلى 1937، فسكرتيرًا أولًا للحزب الشيوعي الأوكراني، وعضوًا مرشحًا للمكتب السياسي عام 1939، وهو منصب رفيع يعتبر شاغله من قادة الاتحاد السوفييتي الفعليين. وفي الحرب العالمية الثانية تولى خروتشوف نقل الصناعات السوفييتية من أوكرانيا نحو الشرق إنقاذًا لها من الاجتياح الألماني، ثم عمل في المجالس الحربية في الجبهتين الغربية والجنوبية الغربية، وشارك في تنظيم حرب الأنصار خلف الخطوط الألمانية، وساهم كمفوض سياسي في الجيش للدفاع عن ستالينغراد. وفي عام 1943 مُنح رتبة فريق، وعندما حرر السوفييت كييف في نوفمبر 1943 عاد إلى العمل سكرتيرًا أول للحزب الشيوعي الأوكراني، وفي ديسمبر 1949 انتقل خروتشوف إلى موسكو حيث أصبح أحد سكرتيري اللجنة المركزية للحزب، واكتسب سمعة طيبة في مجال السياسة الزراعية. وفي أكتوبر 1952 وفي المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفييتي، انتُخب عضوًا في المجلس الرئاسي للجنة المركزية ولأمانة سر اللجان. بعد وفاة ستالين عام 1953، قرر أعضاء اللجنة المركزية السبعة المجتمعون أن يتولى السلطة ثلاثة منهم، هم مولوتوف ومالينكوف ولافرينتي بريا، إلا أن لافرينتي بريا طمع في الانفراد بالحكم فأعُتقل وأعُدم، واستفاد خروتشوف من تصفية بريا فأزاح مالينكوف بسهولة وأحل بولغانين مكانه، وفي الوقت نفسه تصدى لحل مشاكل كانت مفتاح شعبيته، كتحسين الأوضاع المادية، والإفراج عن المعتقلين السياسين، وتطوير الاقتصاد الزراعي، غير أن ضربته الكبرى أتت في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعى السوفييتي الذي أعلن فيه الحرب على الستالينية. على الصعيد الخارجي شهدت فترة زعامة خروتشوف تطورات هامة منها حل مكتب الإعلام الشيوعي (الكومنفورم) عام 1956، وإنشاء حلف وارسو عام 1955، وعقد اتفاقية الحظر الجزئي للتجارب النووية 1963. توفي في 11 سبتمبر 1971.