كل شيء يمكن أن تطبق عليه شعار إيليا أبي ماضي الذي يقول كن جميلاًتري الوجود جميلاً إلاّ مشاهدة الأفلام، تذهب إلي الفيلم من دولمتوقعًا الأسوأ، ولكنك تخرج وقد شاهدت ما يفوق توقعاتك، تذهب حاملاًهامشًا معتبرًا من التسامح، وتخرج ولديك شحنة هائلة من الغضب بسببالاستخفاف الذي كنت شاهدًا عليه، في كل الأحوال، مهما كان جمالكوتسامحك لن تري الأفلام الرديئة جميلة لأن رداءتها تفوق الاحتمال! أحدهذه النماذج هو فيلم عايشين اللحظة الذي كتبته ألفت عثمان في أوليتجاربها كمؤلفة للسينما، وأخرجته أيضًا ألفت عثمان في ثاني تجاربهاكمخرجة بعد فيلم الحكاية فيها مِنَّة لا اعتراض أبدًا علي بساطةالحدوتة والسرد، بل إنني أصلاً لست ضد سينما الحواديت، ولكن الفارقشاسع بين البساطة والسطحية، بين بساطة الحبكة وانفراط العقد بأكمله،بين أن تحاول أن تقول شيئًا عن شباب هذه الأيام، وعن سطحية اهتماماتهمفتقوله بنفس درجة السطحية والاستخفاف التي تنتقدها، بين أن يتم تعقيدالخيوط وصولاً إلي نهاية تتسق مع المقدمات، وبين أن ندور ونلف في حلقةمفرغة تشعرك بالدوار وتجعلك في حال أقرب إلي الكابوس، عايشين اللحظةيعبر عن سينما فقيرة آخر حاجة، علي حد مصطلحات الأجيال الجديدة.