هل نحن محظوظون أننا نمتلك كل هذا العدد من المخرجين المهمين في عصرواحد؟
وإذا كنا محظوظين بهم، وهذا أكيد، فمن المؤكد أيضا أنهم غير محظوظينبنا.. هل هو أمر مضحك أم ينتمي لنوعية الكوميديا السوداء أن نجد لكل واحدمن هؤلاء فيلما واحدا كل خمس أو ست سنوات، وأحيانا تمر السنوات العشر دونأن نشاهد لهم أعمالا، وغيرهم تجري وراءهم شركات الإنتاج لنجد كلا منهميعمل في فيلمين أو ثلاثة في الوقت نفسه، بخلاف أجندته المليئة بأفلام أخريتنتظره حتي ينتهي.. في الوقت الذي نجد فيه مخرجا مثل داود عبد السيد يعانيحتي يجد شركة إنتاج توافق علي تمويل فيلمه، رغم أن شركة الإنتاج هنا سوفتضمن علي الأقل الجودة الفنية والمتعة والاحترام من خلال مجهود حقيقي، لكنيبدو أن شركات الإنتاج تعشق «الطلسأة» وتجري وراء مخرجين «السلق» الذينينجزون مهامهم التي تشبه «الإخراج» في أقل وقت وبأقل مجهود، ورغم أنالنتيجة لا تكون مرضية غالبا إلا أنهما مربحة، لذا هم يبتعدون دوما عنالمخرجين الذين يشتغلون بمزاج ويحترمون عملهم ويحبونه، ورغم أن الوقائعتقول إن أفلام هؤلاء الكبار هي التي تمثل السينما المصرية في المهرجاناتالكبيرة، فأفلامهم بحق علامات.