رسالة عباس كياروستامى الاخيرة

  • خبر
  • 12:04 مساءً - 31 مارس 2010
  • 1 صورة



اتهم المخرج الإيراني عباس كياروستاميفي رسالة مفتوحة المسؤولين في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي بمسؤوليتهم المباشرة عن اعتقال المخرج جعفر بناهي من قبل السلطات في إيران وبأنهم يأملون باختفاء السينما المستقلة في إيران.
وافتتح كياروستامي الرسالة التي نشرها في صحيفة «بهار» الإصلاحية قبل أيام بالقول «لا أعرف لمن أتوجه بهذه الرسالة، لكنني أعرف لمَ أكتبها»، معتبراً أن كتابتها ونشرها في الظرف الحالي «ضروريان لأن مخرجين إيرانيين ينتميان إلى السينما المستقلة هما في السجن».
واستعرض المخرج الشهير الصعوبات التي تواجه عمله في إيران والتي تضطره إلى إنتاج أفلام بموازنة ضئيلة وقال: كوني مخرجاً من التيار ذاته فقدت الأمل برؤية أفلامي معروضة في بلدي، منذ سنوات عدة لا أحقق إلا أفلاماً بموازنة ضئيلة ولم أعد أنتظر شيئاً من وزارة الإرشاد الإسلامي المسؤولة عن إدارة وتنظيم السينما في إيران، وأضاف أنه يقوم بالتصوير لكسب رزقه ويحقق بما يكسبه أفلامه، وأنه لا يعترض على نسخ أعماله على الأقراص المدمجة لأنها الطريقة الوحيدة بالنسبة إليه للتوجه نحو مواطنيه.
وأظهر كياروستامي مدى اليأس الذي يجتاحه من الوضع قائلاً: من سنوات كففت عن الاحتجاج على تصرفات وزارة الإرشاد ومسؤولي السينما الإيرانية الذين هم الذراع اليمنى للحكومة. إنهم يعمدون إلى التفريق بين السينمائيين الذين معهم وهؤلاء الذين ضدهم. أنا على قناعة بأنهم يأملون باختفاء هذه السينما المستقلة.
وأضاف أنه ليس بمقدور المخرجين كسب عيشهم بطريقة أخرى, بالنسبة لنا هذا ليس خياراً، إنه مبرر حياتنا.
وفي مقارنة بين طريقته في التعامل مع الوضع القائم وطريقة مخرجين آخرين مستقلين ومنهم بناهي، بيّن صاحب السعفة الذهبية أن لديه حلوله الخاصة للمشاكل القائمة حين قال : أعمل دون انتظار أية مساعدة من الحكومة، أكتفي بإنجاز أفلام صغيرة وأجلب الفخر لبلدي ومواطنيّ الذين أحبهم كثيراً، وتحقيق أفلام في الخارج لم يكن سوى ضرورة.
لكن جعفر بناهي والآخرين مجبورون منذ سنوات على البحث عن وسائل للعمل مع الحكومة.
وذكر أن جميع محاولاتهم قد فشلت، وأن بناهي ينتظر بلا أمل السماح له بعرض أفلامه على الجمهور في إيران. يؤمن على الدوام انه سيجد وسيلة ما لأن أفلامه أيضاً جلبت الفخر لإيران.
واعتبر المخرج الشهير أن الوزارة هي المسؤولة عن كل ما يحصل لجعفر بناهي, إذا كان قد ارتكب خطأ، فهذا بسبب القرارات والسياسة السيئة لمسؤوليها الذين قطعوا كل الطرق ولم يتركوا له أي خيار آخر سوى الذهاب نحو الخطر، وفقط لتحقيق فيلم له.
وقال إن السينما بالنسبة لبناهي ضرورة حيوية, هو بحاجة للتعبير، و ينتظر من المسؤولين أن يزيلوا العوائق وليس أن يتحولوا هم أنفسهم إلى عائق.
ورأى كياروستامي أنه ليس بمقدور مسؤولي الإرشاد المساعدة لحل مشكلة جعفر بناهي، لكن هذا لا يمنع أنهم المسؤولون المباشرون عنها.
وقال :ربما لا أوافق على تصريحات بناهي المبالغة، بيد أنني مقتنع بأن ما رماه في السجن لم يأتِ نتيجة لخيار، لكنها الضرورة. ومن هنا فإن مسؤولية الإرشاد تصبح رئيسة لأنها تعترض على إرادة شباب يريد على رغم كل العوائق أن يحقق أفلاماً.
واختتم كياروستامي رسالته بقول : جعفر بناهي ومحمد رسلوف مخرجان من السينما الإيرانية المستقلة، ساهما خلال خمس وعشرين سنة مضت في إعلاء ثقافة بلدهم. إنهما ينتميان إلى الثقافة العالمية وهما جزء من الثقافة السينمائية العالمية.
وأعرب عن أمله بالإفراج عنهما"آمل الإفراج عنهما لمعرفتي بأن الحلم المستحيل ليس مستحيلاً دائماً".
وكان المخرج جعفر بناهي، الحائز على الدب الذهبي من برلين والكاميرا الذهبية في كان، قد أوقف في منزله في مطلع الشهر الجاري مع زوجته وابنته وسينمائيين آخرين كانوا مدعوين عنده -أفرج عنهم فيما بعد-، وتحدثت الصحف عن قيامه بتصوير فيلم عن الأحداث الأخيرة دون موافقة، لكن المدعي العام لطهران صرح بأن بناهي لم يوقف "لأسباب سياسية" ولكن بسبب "بلاغات قدمت في شأنه واتهمته ببعض الجرائم".



تعليقات