تحت حصار مخيف , خانق للابداع بكل صوره وعلى الرغم من أنهم بالكاد كانوا يتنفسون فنياً، قدّم صانعو الأفلام في إيران أفلاماً لا تُنسى.
ومع أن قادة البلد الثقافيين كرهوا أعمال جعفر بناهي التي تكسر المحظورات كافة، إلا أنهم سمحوا بعرض بعضها على مضض.
فاظهرت افلام مثل The Circle و Offside وكلاهما يتحدث عن وضع المرأة الايرانية السىء ، أن الرقابة الإيرانية أخفقت في خنق الإبداع.
لكن هذا المنفس تم خنقه. ففي مطلع شهر مارس، اعتُقل بناهي مع عدد من الأشخاص خلال تصوير ما دعاه موقع إلكتروني موالٍ {فيلماً مناهضاً للنظام}
.انقطعت العلاقات المتوترة فى الاساس بين بناهي والسلطات بعد الانتخابات المتنازع عليها في شهر يونيو الماضى.
كان بناهي حكماً في مهرجان مونتريال السينمائي. وأثار غضب الحكومة بارتدائه وشاحاً أخضر ليعرب عن دعمه للمعارضة.
كذلك أوقف فترةً وجيزة في إيران لأنه حضر احتفالاً كرّم ضحايا عنف السلطة, وساهم اعتقال بناهي في تواصل الهجرة الثقافية التي تتعرض له إيران. ف محسن مخملباف، أحد أفضل المخرجين الإيرانيين، يعيش في المنفى لأنه بات معارضاً جريئاً للجمهورية الإسلامية، بعد أن كان أحد مناصريها الأكثر ولاء. أما النجمة الإيرانية الأعلى أجراً، غلشيفته فراهاني، فهربت إلى الخارج نتيجة تعرضها للإساءة لأنها تجرأت على التمثيل في أحد أفلام هوليوود.
تندد فراهاني أيضاً بالنظام وتتعاون مهنياً مع أحد الموسيقيين الإيرانيين المبدعين، محسن نامجو، الذي يقيم في المنفى أيضاً.
صحيح أن الحياة في الخارج تؤمن لهؤلاء الفنانين حرية مطلقة، إلا أنها تُشعرهم بالضياع الفني. فقد عجز مخملباف عن إخراج فيلم جيد منذ مغادرته إيران. هكذا، تكون إيران قد أنتجت عباقرة مبدعين كثيرين هربوا إلى الخارج.
يفرض جو إيران الخانق على هؤلاء المبدعين خيارات صعبة ولكنه يساعدهم على الابداع . ففي رسالة مفتوحة إلى السلطات، ادان عباس كياروستامي، احد اعظم مخرجى ايران والعالم ايضا توقيف بناهي. كذلك قدّم لمحة عن وضعه الخاص، إذ لا أمل له هو أيضاً بأن تُعرض أفلامه في إيران. لذلك استخدم أرباح صوره المذهلة ليموّل إنتاجات متواضعة، معتبراً أن أقراص الـ DVD المقرصنة هي {السبيل الوحيد إلى التواصل مع الجماهير في الوطن}, مؤكدا انه لا سبيل لهجرته هو الاخر لان هذا يعنى انتهائه فنيا.