بعد عامين وربما أكثر.. أخيرا يفتتح ستار مسرح البالون عن عمل جديد بعد أن توقف فترة حتي يتم إعداد أجهزة أمان الحريق.
أخيرا بدأ هذا الاسبوع تقديم عرض جديد من إنتاجه وهو قطط الشوارععن النص الشهير ل تشارلز ديكنز أوليفر تويست.
النص في العرض يتناول مشكلة الأطفال المشردين وأطفال الشوارع وأطفال الملاجيء وتقريبا كل الأطفال الذين لا مأوي لهم مكانا أو قربا من أب أو أم.مشكلة هؤلاء الأطفال يجسدها العرض من خلال عمل غنائي استعراضي ولعل ما فاجأني في بداية العرض هو إشتراك نحو70 طفلا وطفلة في استعراضات العمل وبعضهم كان له أيضا مساحة للتمثيل وهو الطفل كريم.
مبعث العجب بالنسبة لي كان علي قدرة المخرج في أن يتعامل مع أطفال في هذه السن الصغيرة وبهذا العدد الكبير وأيضا بهذا الانضباط الذي لمسته.
كانت هذه هي البداية, أما عن العرض فهو من أكبر العروض التي قدمها قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية في الوقت الحالي.
النص تناوله بهاء جاهين في محاولة لتقريبه من الواقع المصري الذي يعاني من هذه المشكلة.. مشكلة أطفال الشوارع والتي تجتهد أكثر من جهة وعلي رأسها وزير ة الأسرة والسكان مشيرة خطاب لإيجاد حلول لهافماذا عن العرض الذي أخرجه عادل عبده؟في البداية اعتمد المخرج علي عدة ديكورات وهي في الواقع كثيرة لأكثر من مشهد, والديكور هنا وأيضا الملابس لمحمد الغرباوي, وأما الملابس فكانت متميزة في بعض الاستعراضات وعادية في الاستعراضات الأخري.
لكن أجد أن الانتاج قدم الامكانات المادية المناسبة تماما لمثل هذه العروض, خاصة وبعض الديكورات كانت تكلفتها عالية للغاية.
أيضا اعتمد المخرج علي الاستعراضات خاصة تلك التي تضم اعدادا كبيرة من الفنانين والفنانات والمعروف ان خشبة مسرح البالون من السعة, بحيث تناسب هذه الأعداد.
أما الموسيقي وهي عنصر أساسي في هذه الأعمال, فلا أعتقد أن المخرج وفق في بعضها, فلدينا أكثر من جملة موسيقية معروفة لا تمت للعمل شديد المصرية بصلة, لكن الألحان للأغاني كانت جيدة لحلمي غانم.
استشعر جهد كبير بذله المخرج عادل عبده فقط كان عليه الاختصار بعض الشيء خاصة أن هناك مساحات عديدة يمكن ببساطة اختصارها ليكون العمل أكثر تماسكا وبالذات من بعض الاستعراضات.فماذا عن الأبطال؟لأول مرة بعد سنوات عديدة وبعد أن شاهدته في السينما وفي التليفزيون وأيضا شاهدته في استعراضاته الخاصة بالتليفزيون أقول لأول مرة اكتشف الفنان سمير صبريممثلا كبيرا ينتقل بسهولة وتمكن بين مختلف المشاعر.. القسوة والتشرد واللصوصية والحنان والحب والدفء.. مرة هو حرامي جشع يدرب الأطفال علي السرقة.. ثم هو المحب للمال.. وأيضا المحب لزميلته في فرقة النشل وبعدها يتحول إلي ذلك التائب.. الكريم العطوف الذي لا يتورع عن فقد كل ثروته من أجل طفل بائس.مجموعة مشاعر قدمها سمير صبري بحرفية ممثل مسرحي كبير, والمعروف أن المسرح بالذات هو أكبر من يكشف عن قدرات الفنان أكثر من السينما أو التليفزيون.هو فن صعب ولكن من يستطيع أن يقدم فنه علي خشبته هو الفنان الحقيقي.
فعلا اكتشفت سمير صبري ممثلا مسرحيا بالاضافة لغنائه واستعراضه باعتبار العمل غنائيا إستعراضيا أمامه دوللي شاهين في أول مرة أشاهدها في عمل من هذه النوعية.. هنا ذلك الفنان الذي تكفيه جملة واحدة علي خشبة المسرح ليؤكد بها وجوده.. انه الفنان الكبير جمال إسماعيل في دور إنساني للغاية أجاد فيه كما أجاد في الأغنيات التي كتبت له في هذا الدور.
الفنان شريف عبداللطيف.. رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية الذي كنت أخشي عليه وبشدة من هذا المنصب نظرا لأنه يضم أعدادا كبيرة للغاية من الفنانين والفنانات والموظفين وأيضا الراقصين والراقصات من خلال فرقتي رضا والقومية وكل هذا بالاضافة إلي السيرك القومي. كنت فعلا أشفق عليه لكن ربما جاءت الفرصة لأثني علي مجهوداته خاصة وهو يقدم ولأول مرة عملين في وقت واحد.. قطط الشوارع في البالون ومأذن المحروسة في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب.