في سابقة نادرة في الدراما العربية؛ تعكف باحثة غربية على دراسة " باب الحارة" في محاولة لفك لغز الشعبية الكبيرة للمسلسل عبر معايشة أجواء التصوير في القرية الشامية في دمشق؛ حيث اختارته أنموذجا لأطروحة الدكتوراه الخاصة بها.
وأرجعت الباحثة الإيطالية دوناتيلا ديلارتا؛ التي تعمل لصالح جامعة كوبنهاجن؛ اهتمامها بـ"باب الحارة" إلى تحوله إلى ظاهرة عربية لها تأثيرات مجتمعية، متمنية في الوقت نفسه أن تتقن اللهجة الشامية لشخصيات المسلسل وخاصة لـ"أبو حاتم".وقالت ديلارتا -في مقابلة خاصة بـmbc.net- أثناء تواجدها في مكان تصوير الجزء الخامس من المسلسل: إن دراستها باب الحارة تنطلق من وجهة نظر غربية حول تأثيرات الدراما في سلوك المجتمعات.
وأضافت أن أكثر ما أغراها بمتابعة البحث العلمي حول هذا المسلسل هو قراءتها الكثيرَ من المقالات في الصحف الإيطالية حول مسلسل "باب الحارة" قبل قدومها إلى سورية، وكثرة اهتمام جماهير العالم العربي به.
ولفتت إلى أن معظم استفساراتها تدور حول فك لغز اهتمام العرب بـ"باب الحارة"، وما مدى تأثير الدراما الشامية جراء ذلك على الجمهور.
ودعت الباحثة الإيطالية الأجانب القادمين إلى سورية لمتابعة مسلسل باب الحارة، وتعلّم اللغة العربية العامية، وبشكل خاص اللهجة الدمشقية القديمة، على غرار ما نشاهده في باب الحارة.وتوصلت في بحثها حتى الآن إلى بعض الإجابات، ومنها أن أكثر المتابعين لمسلسل باب الحارة يتواجدون في دول الخليج والمغرب العربي، عدا سورية.وربطت الباحثة بين نجاح المسلسل وانتشار ثقافة العولمة في البلدان العربية وطغيانها على الثقافة الشرقية الأصيلة، ودخول التكنولوجيا والإعلام الغربي إلى البيوت التي فرقت العلاقات الاجتماعية الحميمة التي كانت سائدة عند الشعوب العربية.وأوضحت أن باب الحارة جاء ليقف عائقا ضد ثقافة العولمة، وليعيد ذاكرة الجمهور العربي إلى قيمهم الأصيلة كالكرامة، والحميمية، والتكاتف، واحترام الجيران، إضافة إلى الحنين إلى الماضي وبساطته.أجواء الشام القديمةوفي السياق عينه، ذكرت أنها تعيش حاليا في الشام القديمة، وأن ما يطرح في باب الحارة عمليا يتطابق تماما مع ما نشاهده على أرض الواقع.وأشارت إلى أن انتشار مسلسل باب الحارة في وقتنا الراهن دفع البعض إلى الاستقرار والعيش في دمشق القديمة لعلهم يجدون الراحة في العودة لنمط الحياة التقليدية البسيطة البعيدة عن ازدحام الحياة المعاصرة.
وأوضحت أنها موجودة في سورية قرابة سنتين؛ حيث تابعت جميع أجزاء باب الحارة من خلال أشرطة الفيديو، وأنها تتابع حاليا جميع مشاهد الجزء الخامس في موقع التصوير، وتتفاعل مع كل شخصيات العمل، وخاصة وفيق الزعيم الذي يجسد دور أبو حاتم، وقصي خولي الذي يجسد دور أبو دياب، مشيرة إلى أنها تستفيد على الصعيد الشخصي منهم بتعلم اللهجة الشامية.وختمت ديلاريتا تصريحاتها قائلة: إن سورية تعيش صناعة درامية ذات جذور عريقة، أفرزت ممثلين ومخرجين وكتّابا قدموا الكثير من الموضوعات المتعلقة بصراع الحضارات، وتصادمها، والتطرق إلى الدين، إضافة إلى مواضيع اجتماعية جريئة على غرار زمن العار والانتظار.