طارق الشناوي يكتب: فؤاد المهندس.. نهر الضحك وشلال الأحزان

  • مقال
  • 03:36 مساءً - 17 يونيو 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
فؤاد المهندس
صورة 2 / 2:
فؤاد المهندس فى مسلسل عيون

في دنيا الكوميديا أري أن هناك ضحكات أشبه بنسمة هواء نتوق إليها في عز الحر ومن أشهر صناع حالة البهجة في حياتنا « فؤاد المهندس»!!

هل يتذكر أحد منكم هذه الأغنية «ياللا حالاً بالاً بالاً حيوا أبوالفصاد.. ح يكون عيد ميلاده الليلة أجمل الأعياد ما تحيوا أبو الفصاد».. إنه صوت «فؤاد المهندس» الأغنية ربما عمرها أكثر من 60 عاماً وبين الحين والآخر تعيد الإذاعة تقديمها ومن المؤكد أنها تثير بداخلنا البسمة التي تنساب بين نبرات صوت «فؤاد المهندس»!!

وتعددت نجاحات بل قل قفزات «فؤاد المهندس» طوال تلك الرحلة حتي ولو شهدت السنوات الأخيرة من حياته غياباً عن خشبة المسرح وشاشة السينما لكنه عن الناس أبداً لا يغيب.. قبل نحو عشر سنوات شاهدت كيف أن الحب بين فؤاد المهندس وجمهوره لا يعرف حدوداً.. كان حسين فهمي قد أصبح رئيساً لمهرجان القاهرة الدولي السينمائي وقرر تكريم كل نجوم الكوميديا في مصر والعالم أجمع.. ووضع ترتيب فؤاد المهندس في نهاية القائمة بعد كل النجوم.. وصعد فؤاد المهندس إلي خشبة مسرح دار الأوبرا وعلي مدي تجاوز 7 دقائق لم ينقطع تصفيق الجمهور ولم يكتف الجمهور بصوت الأكف الذي كان إيقاعه يعلو مع مرور الثواني والدقائق لكنهم وقفوا جميعاً تحية لتاريخ فنان قدم إبداعه أكثر من نصف قرن تواءم خلالها مع إيقاع الزمن وقوانينه الصارمة التي تجعل المرونة هي عربون الاستمرار.. شاهدت الدموع في عيون فؤاد المهندس الذي يبدو وكأنه لم يتوقع كل هذه الحفاوة المفعمة بحب ووحشة وشاهدت أيضاً دموع الجمهور.. كانت لحظة لا تنسي في تاريخ هذا الفنان أحسبها ذروة أخري قدمها لنا ناسك الكوميديا الأول في تاريخنا الفني!!

الفنان يظل في علاقة دائمة مع الزمن ومفرداته وإيقاعه ولزماته لكل حقبة يعيشها شفرة كامنة هي التي تحدد إمكانية التواصل ودرجته.. وفنان الكوميديا في العالم وليس فقط في مصر يواجه عدواً شرساً اسمه الزمن.. لأن كل حقبة من السنوات تخلق جيلاً من الشباب لا يضحك إلا من خلال تفاصيل خاصة جداً بالكلمة وأدائها ومدلولاتها وفي العادة يتجاوب أكثر مع نجومه من الشباب!!

وهكذا نري مثلاً كيف توهج إسماعيل يس ووصل للذروة في منتصف الخمسينيات ثم بدأ الانحدار في مطلع الستينيات وهي بالتحديد المرحلة التي شهدت بزوغ مسرح التليفزيون والذي أنشأه السيد بدير وكان من رواده وقوته الضاربة فؤاد المهندس و محمد عوض و أمين الهنيدي و أبو بكر عزت و شويكار و محمد رضا وخلفهم يقف «الكوتش» عبدالمنعم مدبولي.. حدثت تغييرات اقتصادية واجتماعية ونفسية بعد قوانين يوليو الاشتراكية خلفت بالضرورة نوعاً آخر من الإبداع!!

كان فؤاد المهندس هو رأس الحربة لهذا الفريق الذي يحقق الأهداف الجماهيرية رغم أن المسرحيات الناجحة مثل « أنا وهي وهو» أو « السكرتير الفني» أو «حواء الساعة 12» هذه المسرحيات وغيرها لم يستمر عرضها أكثر من أسبوعين ثم تتوقف لتقدم مسرحية أخري تضاف إلي رصيد المسرح المصري وإلي رصيد نجومها!!

ولكن الحقيقة أن مسرح التليفزيون أحال ما هو ناجح وجماهيري أمام جمهور مهما زاد العدد فهو محدود باتساع المسرح وبعدد أيام العرض ولهذا كان قرار التصوير التليفزيوني يحمل رؤية للزمن القادم لكي يتسع انتشاره بالصوت والصورة.. وهكذا ازدادت حصيلة مسرحيات التليفزيون بسبب هذه السياسة الحكيمة التي انتهجها «السيد بدير» حيث تصور المسرحية لتعرض مكانها مسرحية أخري وهكذا.. أحال هذا القرار النجاح المحدود بزمن قصير إلي نجاح دائم لأن عمره يتجدد مع كل عرض تليفزيوني في الزمن القادم!!

كانت الانطلاقة الجماهيرية لفؤاد المهندس من خلال البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك» في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وكان الضحك في هذا البرنامج يعتمد علي كوميديا «الفارس» وهو منهج هضمه جيداً المهندس.. ومدرسة «الفارس» تعتمد علي الحشو بالمواقف والإفيهات أي أنها تنتقل من موقف إلي آخر وهدفها الوحيد هو الإضحاك.. شكلت هذه المدرسة الإذاعية في بداية انتشارها قبل انطلاق التليفزيون عام 1960 وفي عز ازدهار الإذاعة المصرية نقطة فارقة جداً في مشوار «فؤاد المهندس» وجيله اختصرت أمامه سنوات قادمة حيث زرعت بداخل الجماهير بداية عصر فني جديد في مجال الكوميديا!!

فؤاد المهندس والذي كان تلميذاً ل نجيب الريحاني وكان يطلق عليه الريحاني دائماً لقب التلميذ لأنه تعرف عليه وهو لا يزال تلميذاًَ في مطلع الأربعينيات في «البكالوريا» الثانوية العامة الآن.. هذا التلميذ يعتبره البعض وأيضاً يعتبر نفسه آخر تلاميذ «نجيب الريحاني» ولكن الزمن لم يمهله كثيراً للتلمذة علي يد الأستاذ، كان يشاهده فقط علي خشبة المسرح وكانت أكبر شهادة له هي عندما يطلب منه «نجيب الريحاني» أن يشتري له من كشك علي الناصية علبة سجائر.. والواقع أن «فؤاد» حالة خاصة في تاريخ الكوميديا هو أشبه بالمرحلة الفاصلة بين جيلين جيل إسماعيل يس وجيل عادل إمامظهر في عز وهج إسماعيل يس ولم يصبح صدي له بل تمرد عليه.

وكان تلميذاً لنجيب الريحاني لكنه ليس صورة منه.. الإيقاع في الكلمة والحركة هو عنوان فؤاد المهندس.. ولو توقفت أمام جمل الحوار التي كتبها « بهجت قمر» أو «مدبولي» أو « يوسف عوف» سوف تجد دائماً أن روح «فؤاد» تطغي علي الحوار بالأداء الصوتي والحركي وأن مصدر الضحك هو أسلوب الأداء.. وهذه الكلمات لو أنك تخيلتها علي لسان فنان آخر فإن آخر ما يمكن أن يتحقق أنها سوف تثير الضحك.. «فؤاد المهندس» أستاذ الأداء الإيقاعي ولهذا كان هو أكثر نجوم الكوميديا قدرة علي الغناء وليس غريباً أن يلحن له كبار الموسيقيين « محمد عبدالوهاب»، « كمال الطويل»، « محمد الموجي»، « بليغ حمدي»، « حلمي بكر» وكلهم أثنوا علي صوته وقدرته علي التلوين!!

«فؤاد» استطاع علي خشبة المسرح أن يتحكم في تلك الشهوة التي نراها تسيطر علي أغلب نجوم المسرح وهي الرغبة في الاستحواذ علي كل الضحك حتي يتحول الجميع إلي مجرد كورس وراء الفنان الأوحد، كان فؤاد بطلاً جماهيرياً ولديه أيضاً صلاحيات بتهميش كل الأدوار الأخري واحتكار كل الضحك لصالحه لكنه كان قادراً علي أن يوقف تلك النرجسية التي تصيب أغلب نجوم الكوميديا، ولهذا لم يتوقف عن منح الفرص للآخرين لكي يلمعوا.. في «أنا وهي وهو» دفع عادل إمام للحصول علي دوره دسوقي أفندي الذي ردد خلالها «أيفيه» «بلد بتاعت شهادات صحيح» وكانت شهادة شهرته.

وكان للفنان الراحل الضيف أحمد مساحة في المسرحية.. ولو امتد العمر بالضيف لأصبح نجماً كوميدياً كبيراً..

في قانون المسرح نعلم أن إرادة النجم تعلو علي الجميع، يستطيع النجم أن يقلص كل الأدوار الأخري بجواره لكن المهندس تجاوز تلك الأنانية وسمح للجيل الجديد بأن يوجد تحت مظلته الجماهيرية.. إن الضحك علي خشبة المسرح يصبح مثل إصابة الهدف في مرمي الخصم.. الناس عادة تنسي صانع الألعاب وتتذكر فقط الهداف ولهذا يعاني كثيراً فنان الكوميديا الجديد لتأكيد موهبته.. بل إنه في أحيان كثيرة يتم الاتفاق بين كل الأطراف علي مساحة من الضحك لا يمكن لأحد من الجدد أن يتجاوزها وإذا حدث فإن النجم الراسخ يستطيع التخلص من الممثل الجديد.. وما حدث مثلاً مع الفنان الكبير «عبدالمنعم مدبولي» من الممكن أن يصبح دلالة صارخة علي ذلك.. كان «مدبولي» هو الناظر في مسرحية « مدرسة المشاغبين» وكان يري كل يوم أن «عادل» و«سعيد» و«يونس» يستحوذون بضحكاتهم علي الصالة وبدأ التمرد من حجرته بالمسرح حيث كان دائم الشكوي من خروجهم علي النص وعندما لم يستطع السيطرة علي ذلك انسحب من المسرحية وأسند دوره إلي « حسن مصطفي» وبالطبع لم يكن «مدبولي» قادراً علي أن يطرد النجوم الجدد ولكنه فقط يستطيع الانسحاب.. عندما التقي مثلاً «عبدالمنعم مدبولي» مع «عادل إمام» في بدايات نجومية «عادل إمام» في فيلم « إحنا بتوع الأتوبيس» اضطر المخرج « حسين كمال» إلي إصدار فرمان بناء علي طلب «مدبولي» يمنع «عادل» من إضافة أي جملة حوار.. «فؤاد المهندس» كانت لديه قدرة علي أن يضبط هذه الانفعالات الرافضة لبزوغ نجم آخر بل إنه عندما يكبر تلاميذه يقف بجوارهم في أدوار أصغر.. العنصر النسائي في مسرح «فؤاد المهندس» ليس مجرد عنصر مكمل بل هو أساسي علي خريطته وهكذا مثلاً نري رفيقته وتوأمه الفني والشخصي فلقد حدث ولأول مرة في تاريخ المسرح التوازن الدرامي وأعني به الدويتو مع القديرة فنانة المسرح الاستثنائية «شويكار»!!

ووصل للذروة في مسرحية « سيدتي الجميلة» لأن شويكار لم تكن فقط تقاسمه البطولة بل هي بوحشيتها وأنوثتها القوة الضاربة في المسرحية وكان الثنائي هنا هو بالفعل ثنائي توازي في المساحات حتي الضحكات، كان لشويكار نصيب متساو مع فؤاد أحياناً وخاصة في تلك المسرحية زادت حتي حصتها عن حصته.

وبعد شويكار كانت مسرحيات « سك علي بناتك» « هالة حبيبتي» « علشان خاطر عيونك» ودائماً فؤاد يترك للآخرين مساحات للتوهج فمن ينسي في هذه المسرحيات شريهان أو سناء يونس أو محمد أبو الحسن.

وفي التليفزيون « عيون» وكان هذا المسلسل أفضل عمل فني قدمه « يونس شلبي» طوال مشواره لأنه وقف بجوار الأستاذ وكانت « سناء جميل» في عز وهجها وتألقها لأنها أيضاً تقف مع أستاذ الكوميديا فمنحته من سحرها بقدر ما منحها من إبداعه!!

محاولات صناعة نجم كوميدي سينمائي لم تبدأ منذ السبعينيات ولكنها مع «فؤاد» بدأت قبل منتصف الخمسينيات.. كان المخرج الكبير « محمود ذوالفقار» الشقيق الأكبر لعزالدين ذو الفقار و صلاح ذو الفقار لديه قناعة بأن «فؤاد المهندس» هو نجم الكوميديا الأول وذلك في عز سيطرة «إسماعيل يس» ولهذا راهن عليه بطلاً أمام « شادية» عام 1954 في فيلم « بنت الجيران» التجربة لم تنجح جماهيرياً ولكن بذكاء تعامل «فؤاد المهندس» مع الفشل ولم يتوقف أمام تعثر البطولة باعتبارها نهاية المطاف.. وكان المخرج «عزالدين ذوالفقار» وهو أستاذ الرومانسية في السينما العربية يري أن فؤاد المهندس يستحق مكانة خاصة وفي فترة مبكرة جداً منحه أدواراً مهمة في أفلام مغرقة في التراجيديا مثل « عيون سهرانة» بطولة «شادية» و«صلاح ذوالفقار».. « بين الأطلال» أمام فاتن حمامةو عماد حمدي « نهر الحب» أمام فاتن حمامة و عمر الشريف و زكي رستم « الشموع السوداء» أمام نجاةو صالح سليم ثم « موعد في البرج» وهذا هو آخر أفلام عزالدين أسند بطولته إلي سعاد حسني وصلاح ذوالفقار.. وكان عز يقول إن فؤاد موهبة كوميدية لم تظهر منها سوي القشور فقط ولم يكن المهندس يقدم في هذه الأفلام دور «المضحكاتي» صديق البطل ولكن كان له دوره ومساحته، إلا أن القدر لم يمهل عزالدين ذوالفقار ورحل في مطلع عام 1962!!

لقد حاول المخرج حلمي رفلة أن يصنع من فؤاد المهندس بديلاً عن عبدالسلام النابلسي وذلك في فيلم « معبودة الجماهير» 1967.. كان عبدالسلام النابلسي قد عاد إلي لبنان هروباً من مطاردة مصلحة الضرائب المصرية له.. وارتبط النابلسي مع عبدالحليم «بدويتو» وكان هو مركز الضحك في أفلام عبدالحليم ولهذا اتجه علي الفور حلمي رفلة إلي البديل الكوميدي فؤاد المهندس ولكن فؤاد ـ رغم نجاح التجربة ـ حرص علي ألا يكررها في أي أعمال أخري حتي لا يصبح في الأفلام مجرد صديق للبطل.. كان فؤاد نجماً كوميدياً بكل المقاييس وانطلق مباشرة بعد «معبودة الجماهير» إلي البطولة في فيلم « أرض النفاق» من إخراج رائد الكوميديا فطين عبدالوهاب، الفيلم عن قصة يوسف السباعي وينتقد فيه ضعف البشر أمام سطوة النفاق وأن حبوب النفاق هي القادرة علي أن تفتح كل الأبواب.

في تاريخ السينما قدم العديد من الأفلام الجماهيرية الناجحة « أخطر رجل في العالم» «أرض النفاق»، « شنبو في المصيدة» وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً تجارياً غير مسبوق بعد أن قُدم أولاً كمسلسل إذاعي وعرض سينمائياً في عام 68 مباشرة في أعقاب النكسة ووقتها قالوا إن سر النجاح هو أن الجماهير بعد النكسة شعرت برغبة جامحة في الضحك والسخرية ونجح «شنبو» في تقديم جرعات متلاحقة من الضحك صاغها إذاعياً وسينمائياً الكاتب الكبير أحمد رجب.

وتعددت النجاحات الجماهيرية «عالم مضحك جداً»، « مطاردة غرامية»، « سفاح النساء» وغيرها ثم تغيرت شفرة الضحك في مصر منذ نهاية السبعينيات مع تفجر موهبة «عادل إمام» وجيله، حيث أصبحوا هم الأقرب إلي روح الشباب وشارك فؤاد المهندس في أدوار بطولة ثانية مع عادل إمام في أفلام مثل « خلي بالك من جيرانك» « خمسة باب» وغيرها وكان له دور لا ينسي مع « أحمد زكي» في « البيه البواب»!!

ابتعد المهندس عن السينما أكثر من 10 سنوات وكان التليفزيون من خلال مسلسل الأطفال «عمو فؤاد» الرمضاني هو وطنه وبيته ولا شك أنه حفر في وجدان الأطفال الذين صاروا الآن شباباً ورجالاً بصمات لا تنسي.. كان فؤاد قادراً علي أن يصل إلي جمهور الأطفال في البيت المصري والعربي.. وظل مسلسل «عمو فؤاد» يشغل أهم مساحة علي الخريطة الرمضانية منذ الثمانينيات من القرن الماضي ولكن أراد فؤاد المهندس أن تتغير بعض أفكار «عمو فؤاد» وذلك حتي لا يكرر عدداً من المواقف التي سبق له تقديمها.. وفوجئ بأن جهة الإنتاج لا تستجيب له ولهذا انسحب وهو متأكد تماماً أنه ليس له بديل وسوف يعودون إليه.. إلا أنه فوجئ بأن صديق عمره وأستاذه ـ كما كان يحلو له أن يطلق عليه «عبدالمنعم مدبولي» ـ وافق علي أن يلعب بطولة نفس الحلقات بعد تغيير الاسم من «عمو فؤاد» إلي «جدو عبده» وغضب فؤاد المهندس من مدبولي ورفض كل محاولات الصلح التي بذلها مدبولي.. واعتبر أن «مدبولي» يخون العيش والملح وباءت كل المحاولات التي بذلها الأصدقاء لتذويب هوة الخلاف بالإخفاق.. إلا أن «مدبولي» لم ييأس وعندما تم تكريم «المهندس» في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي قبل عشر سنوات وبالمناسبة لم يكرم وقتها «مدبولي» إلا أنه حرص علي أن يكون هو أول المهنئين لصديق عمره ويومها فقط ذابت سحابة الصيف!!

ورحل «عبدالمنعم مدبولي» عن الحياة وبكاه فؤاد المهندس، كما رحلت الفنانة سناء يونس التي كانت صديقة مقربة إليه ولم يتوقف فؤاد المهندس عن الشعور بالافتقاد لأعز الأصدقاء.. كان فؤاد يري جحود الأصدقاء والتلاميذ لكنه لم يشك أحداً وكانت الهموم تزداد حوله وتقيده مثل رحيل الأصدقاء وسجن أقرب الناس إليه في قضية اختلاسات كبري.. لكن فؤاد المهندس لم يفقد روحه المرحة وظل قادراً علي أن يرسل الضحكات رغم حزنه الشخصي.. كنت أشاهده في السنوات الأخيرة من خلال البرامج التليفزيونية ضيفاً وذلك بعد أن أصبح خارج الدائرة الفنية واكتشفت أنه لم يفقد أبداً خفة ظله ولا تواصله مع جمهور المشاهدين وكان لديه إعجاب خاص ب نانسي عجرم وكثيراً ما أرسل لها عبارات غزل علي الهواء.. كان فؤاد المهندس الأستاذ قادراً علي أن يرسل لنا الضحكات، رغم أنه كان يعيش في سنواته الأخيرة الأحزان وكم نشتاق إلي تلك النسمة الصيفية في هذا القيظ.. ولا يزال يرن في أذني صوته الضاحك «ياللا حالاً بالاً بالاً حيوا أبو الفصاد»!!



تعليقات