الفنان يجب أن يكون مستقلاً بآرائه السياسية، ويشارك في سياسة بلده بفنه وأعماله التي يقدمها».. بهذه العبارة لخص الفنان « حسين فهمي».. في حواره مع «روزاليوسف» دور الفنان في العمل السياسي بمصر.. وأكد أنه من المهم أن يكون له دور فعال في المجتمع وفيما يدور حوله، دون أن ينضم لأي حزب سياسي، مشددًا علي أن الحزب الوطني من أكثر الأحزاب التي لها تأثير في مصر. لذلك قرر «حسين فهمي» المشاركة والعمل في الأحزاب السياسية من خلال قيامه ببطولة مسلسل «بابا نور» والذي يطرح خلاله قضية الأحزاب في مصر..
< ما رأيك في اتهام بعض الفنانين المصريين بالتطبيع لمشاركتهم في أفلام أجنبية بها ممثليون من إسرائيل؟!
- مبدئيا أنا ضد التطبيع، وعندما كنت رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائي رفضت أي مشاركة إسرائيلية تمامًا وعندما أشارك في أي مهرجان دولي لا أتواصل مع أي شخص أو عمل إسرائيلي.. وهذا موقف شخصي يتماشي مع موقف النقابات الفنية في مصر والمنطقة العربية وفيما يتعلق بالمشاركة في أعمال عالمية يكون فيها فنان إسرائيلي فهذا أمر مرفوض تمامًا بالنسبة لي مهما كان حجم هذا الدور وهذه هي عقدة الخواجة التي تحكمنا ويخطئ من يظن أن هذه هي العالمية.
< مامفهوم العالمية من وجهة نظرك؟
- الفيلم العالمي هو الذي يصل للعالم ويخرج من قلب المجتمع وليس معني أنني أشارك في فيلم أمريكاني أنني فنان عالمي و عمر الشريف نفسه الذي عمل في السينما الأمريكية قال عنها إنها ليست هي السينما العالمية. وأنا من الممكن أن أقدم فيلماً مصرياً حقيقياً ويصل للعالم.
والعالمية ليست هي الهدف الأسمي الذي يجب أن يسعي إليه الفنان، ولكن عليه أن يكون له موقف وطني تجاه القضية التي تشغل بال كل مصري وعربي وهي القضية الفلسطينية في ظل الانتهاكات التي تحدث كل يوم وآخرها الهجوم علي أسطول الحرية.
< ما الذي تريد توصيله من خلال بابا نور؟
- أن نقول للأحزاب «انزلي الشارع» ولرؤساء الأحزاب «اتركوا حياة المكاتب» واقتربوا من الناس وتعرفوا علي هموم المواطن الحقيقية بدلاً من الشعارات الكاذبة.
< هل تري أن موضوع المسلسل جاء مناسباً ومتزامناً ونحن علي أعتاب انتخابات رئاسية..؟!
- الأمر كله جاء بالمصادفة.. المسلسل مكتوب منذ فترة طويلة ولم يكن في حسابنا تقديمه في نفس الوقت الذي تحدث فيه تغييرات سياسية في مصر سواء في الانتخابات أو الأحداث الأخري.
< وهل تنوي الانضمام لحزب سياسي خلال الفترة القادمة؟
- لن انضم لأي حزب سياسي، لأن الفنان يجب أن يكون مستقلاً في آرائه السياسية لذلك فضلت أن أكون خارج أي أطر سياسية منذ بدايتي. والذي لا يعلمه البعض أنني كنت من مؤسسي الحزب الوطني مع الرئيس السادات في السبعينيات، وكنت مرشحًا أن أكون عضوًا في اللجنة التأسيسية العليا للحزب. لكنني فضلت الانسحاب لكي أقول رأيي بصراحة والذي قد يتفق أو يختلف مع سياسة الحزب.
< البعض قال أن المسلسل ينتقد الحزب الوطني؟!
- الحزب أعطي فرصة لخروج قيادات شابة وعلي رأسهم السيد جمال مبارك الذي يتميز بالتفكير الشاب وعندما يتكلم يلتف حوله الشباب وأتمني أن الأحزاب الأخري تصبح علي نهج الحزب الوطني خاصة أن الأحزاب الأخري مفتقدة لوجود دم جديد وكوادر شابة وعليهم أن يؤمنوا أن التغيير مهم وضروري.
< بعيدًا عن السياسة، هل تعوض غيابك عن السينما بتواجدك في التليفزيون؟
- وجدت نفسي في التليفزيون أكثر. ومعظم أبناء جيلي هم أيضًا متواجدون فيه مثل نور الشريف أو يحيي الفخراني أو محمود ياسين.
< بعد فيلم « قصاقيص العشاق» لم نراك في تجربة سينمائية جديدة ما السبب؟
- لأني لم أعد نجم شباك وعندما كنت شاباً كنت أقدم في السنة الواحدة من 6 إلي 7 أفلام وكان يشاركني البطولة عمالقة مثل فريد شوقي و رشدي أباظة وكانت الأفلام تكتب بشكل يحافظ علي تاريخ هؤلاء العملاقة، وفي نفس الوقت يعطيني فرصة كنجم شاب.
لكن الأمر اختلف والسينما الآن أصبحت سينما النجم الواحد والتركيز كله أصبح علي الشباب لذا لم أعد أجد الأدوار تناسبني الآن، ولن أكون سنيدًا للشباب في أفلامهم.
< هل من الممكن أن تقدم أدواراً مثل التي قدمها محمود ياسين و محمود عبدالعزيزفي فيلمي الجزيرةو إبراهيم الأبيض؟
- أنا لا أجد نفسي في هذه الأدوار ولا تعجبني.
< بعد مسرحية زكي في الوزارة لماذا لم تقدم نصاً مسرحياً حتي الآن؟
- لأنني لم أجد النص الذي يجعلني أنزل للمسرح خاصة بعد النجاح الذي حققته مسرحية «زكي في الوزارة» والإيرادات التي وصلت لـ«650» ألف جنيه وهذا الرقم لم يحدث في تاريخ المسرح القومي.