عسل أسود.. فيلمان في بروجرام واحد!

  • مقال
  • 12:32 مساءً - 5 يوليو 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
حلمى فى مشهد من الفيلم
صورة 2 / 2:
مشهد من الفيلم

يتعامل فيلم " عسل إسود" الذى كتبه " خالد دياب" وأخرجه " خالد مرعى" وقام ببطولته " أحمد حلمى" مع فكرة قدمت من قبل فى أفلام مصرية هى عوة مواطن مصرى إلى وطنه بعد سنوات من الغياب وصدمته من السلبيات التى يعانى منها المجتمع.
أخذت الفكرة معالجات كثيرة منها مثلاً فيلم " وحيد حامد" المعروف الذى كان مسلسلاً إذاعياً ناجحاً وهو " الدنيا على جناح يمامة"، فالبطلة ميرفت أمين غابت ثم عادت لتكتشف أن الأقارب يطمعون فى أموالها، وأن خطيبها " يوسف شعبان" فى مستشفى الأمراض العقلية، وفى فيلم " أيام الغضب" أخذت المعالجة طابعاً ميلودرامياً عندما تم تدبير مؤامرة لكى يدخل المواطن العائد " نور الشريف" إلى مستشفى الأمراض العقلية، ولا ننسى فيلم " عودة مواطن" حيث يكتشف المواطن العائد تَحلُّل العلاقات الأسرية داخل عائلته، فيشعر بالغربة ويفكر فى العودة من حيث أتى.
ولكن فيلم "عسل إسود" هو بامتياز المعالجة الأكثر سذاجة لهذه الفكرة حيث امتلأ بالحشو وبالتكرار وبالتطويل، وأسوأ ما فعله "خالد دياب" أنه تحدث فى بداية الفيلم عن موضوع، ثم تحدث بعد ذلك فى بقية الأحداث عن موضوع آخر تماماً.

فى الجزء التمهيدى يعود الشاب "مصرى سيد العربى" "أحمد حلمى" إلى وطنه بعد غياب عشرين عاماً فى أمريكا لكى يعّد لمعرض تصوير فوتوغرافى، وتمهيداً لعودته النهائية إلى وطن الآباء والأجداد، ولكنه يتعرض "للبهدلة" حرفياً سواء وهو يحمل جواز سفره المصرى أو جواز سفره الأمريكى، وتعبِّر عن هذه البهدلة أغنية تتوسط الأحداث تقول كلماتها: "بالورقة والقلم.. أنا خدت ألف قلم".
ونستمر مع "مصرى" فى اسكتشات متتالية تنتقد سلوك المصريين من خلال سائق سيارة مستغل اسمه "راضى" " لطفى لبيب"، وضابط شرطة عنيف، وصاحب خيول يستغل السائحين عند أهرامات الجيزة، وعندما يفقد "مصرى"- ولاحظ الدلالة الساذجة الواضحة للأسم الجوازين المصرى والأمريكى، يفكر لأول مرة فى أن يذهب إلى شقة أسرته الشاغرة، وكان أولى به أن يفكر فى ذلك عند وصوله المهم أن هذا الانتقال سيجعل موضوع الفيلم طيبة وأصالة المصريين، وكأن الفيلم يحاول إرضاء كل الأطراف .
ستدخل ضمن هذا الجزء مشاهد لرصد بعض السلبيات التقليدية التى كان يقدمها الراحل " يوسف عوف" فى مسلسلاته الإذاعية والتليفزيونية بصورة أفضل من هذه السلبيات مثلاً الروتين والرشوة فى المصالح الحكومية وضعف مستوى المعلمين، ولكن يظل الحديث دائماً عن طيبة الأم المصرية التى تلعبها " إنعام سالوسة"، وأصالة الصديق القديم "سعيد تختخ" " إدوارد" الذى لا تعرف لماذا يستضيف "مصرى" فى شقته المكتظة بأختيه وزوج إحدى الأخوات بالإضافة إلى طفل صغير؟.
لماذا لم يقنعه بأن يقيم فى شقة أسرته القديمة، بدا كما لو أننا فى فيلمين الأول يقول إن حياتنا تخلو من النظام والأمانة وتسودها الفهلوة ومحاولات التحرش والسرقة والهبش، أما الفيلم الثانى فيقول بسذاجة منقطعة النظير إن حياتنا دافئة، وإن الأسرة متآلفة رغم المصاعب، ولا أعرف بالضبط علاقة طيبة المصريين بالسلبيات التى نعانى منها، هل رسالة الفيلم مثلاً أن يقول إن المصرى سيكذب عليك ويسرقك لو استطاع ولكن إيه رأيك بقى فى حياتك الدافئة وفى أطعمته الشعبية؟!
لم يقدم أحمد حلمى مستواه المعهود فى الإضحاك أو فى الإقناع بالشخصية التى يقدمها خاصة أنه لم يتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية! يمكن أن تتحدث عن اجتهادات فى أدوار مساعدة مثل " طارق الأمير" فى دور زوج أخت "سعيد تختخ" المتزمت أو "إداور" فى دور "سعيد"، ولكن التطويل والكلام المباشر عن طيبة المصريين وهبوط الإيقاع وضعف المعالجة وسطحيتها كل ذلك يجعل من "عسل اسود" تجربة متواضعة بامتياز.

وصلات



تعليقات