عمرو سعد: أنا ابن الحزن والوجع ولم تضحك لي الدنيا إلا بعد التسكّع في الشوارع

يراهن الفنان المصري عمرو سعد على نجاح فيلمه السينمائي الجديد « الكبار»، لأنه يسلط الضوء على المسؤولين الذين لهم سلطات ليست متاحة لغيرهم، وأكد سعد في حواره مع «الراي» أنه لا يقلد الفنان الراحل أحمد زكي، كما تناول في حواره مسلسله التلفزيوني الجديد « مملكة الجبل»، الذي ينافس به في دراما رمضان.
عمرو، أوضح في حديثه أن أعماله السينمائية لا تسيء لسمعة مصر، بل تقدم الواقع بموضوعية شديدة.
وهذا هو نص الحوار:

• ماذا عن تجربتك السينمائية الجديدة «الكبار»؟
- الفيلم من تأليف بشير الديك واخراج محمد جمال، ويشاركني بطولته زينة و محمود عبدالمغني و خالد الصاوي، قصته تتناول ما هو مسموح للكبار فقط ومحظور على بقية أفراد الشعب.
• وما الرسالة التي يحملها الفيلم؟
- يسلط الضوء على من نطلق عليهم الكبار أو المسؤولين الذين لهم سلطات ليست متاحة لغيرهم.
• كيف ترى قدرة الفيلم على منافسة أفلام السقا وتامر وحلمي؟
- كبيرة جدا لأن مضمون الفيلم متميز وجرأته شديدة.
• تحدث عنك البعض وقالوا عمرو سعد امتداد للفنان أحمد زكي، فهل هذا يرضيك؟
- هذا شرف لي أن أكون امتدادا لعملاق مثل الفنان أحمد زكي، ولكن الفنان أحمد زكي لن يأتي أحد مثله.
• لكن تم اتهامك بأنك كنت تقلد طريقته في الأداء في فيلم « دكان شحاته»؟
- لم أقلد الفنان أحمد زكي، بل قدمت أدائي الخاص، ولا ننسى أن المخرج له رؤية، فقد قمت بأداء شخصية صعيدية، ومن المعروف أن الملابس الصعيدية تتكون من بنطلون وقميص وشال، والفنان أحمد زكي في فيلم « الهروب» كان يرتدي الملابس نفسها، لأن الشخصية تستلزم هذه الملابس.
وأعتقد أنه من هنا جاء الربط بيني وبين الراحل العظيم أحمد زكي، ولكني أتمنى أن أكون مثله، لأن هناك فنانين لا يمكن تكرارهم، والراحل العظيم أحمد زكي واحد منهم.
• هل قمت بعمل فني من أجل الحصول على المال فقط وندمت عليه؟
- مسلسل « أولاد الشوارع» مع الفنانة حنان ترك، حيث جسدت فيه دورا صغيرا جدا ولكن قمت به من أجل المال.
• وماذا عن جديدك في شهر رمضان بالنسبة للدراما التلفزيونية التي تخوض فيها تجربة البطولة المطلقة؟
- أقوم بتصوير مسلسل «مملكة الجبل» بطولة أحمد بدير و باسم سمرة و ريم البارودي اخراج مجدي أحمد علي، وتأليف سلامة حمودة وتدور أحداث المسلسل في صعيد مصر، وتدور القصة حول تجارة المخدرات والأشخاص البسطاء الذين يمكن أن يقعوا فريسة في يد الخبثاء لاستغلالهم في أعمال خارج اطار القانون.
• هناك من يؤكد أن قصة المسلسل قريبة من قصة فيلم « الجزيرة»؟
- لا علاقة لها بفيلم الجزيرة نهائيا، فهل كل فيلم يتحدث عن المخدرات يكون «الجزيرة»؟ وهل كل عمل يتحدث عن العشوائيات يكون « حين ميسرة»؟ بالطبع لا، فكل عمل له جماله وروحه والهدف منه.
و«مملكة الجبل» هي محاولة زرع الانتماء في أشخاص تربوا بعيدا تماما عن القانون، وهذا هو دور البطل في المسلسل، بأن يبعد أقاربه عن الخطر وأن يصل بأهل القرية الى البعد عن حياة الجبل.
• ملامحك توحي بأنك مررت بظروف قاسية، فهل لعبت هذه الظروف دورا في صناعة نجوميتك؟
- بالتأكيد، فالانسان الحقيقي يصنعه الحزن والصعاب، فنحن 9 اخوة وكان يربط بيننا حب وكنا أسرة متوسطة ولم تضحك لي الدنيا الا بعد ظروف صعبة ولفّ في الشوارع والجلوس على المقاهي أكثر، وأيضا من الأشياء الصعبة التي مررت بها، أنه في احدى المرات كنت أشتغل وأصور مسلسلا والمخرج طردني بعد يومين من التصوير بسبب عدم موهبتي، وآخر رفض لمجرد أنني طالبت بزيادة أجري زيادة طفيفة، ومعظم هؤلاء المخرجين والمنتجين يجرون ورائي الآن، ولكن لم أفكر في التعامل معهم لأن بداخلهم أناسا يبحثون فقط عن المال ولا يهتمون بمشاعر الناس وظروفهم، كل هذه الظروف صنعت عمرو سعد، بالاضافة الى جلوسي على المقاهي والاحتكاك المباشر بالشارع.
• كيف كانت تجربتك مع المخرج خالد يوسف؟
- قابلت خالد يوسف عند المخرج يوسف شاهينوكان مساعد مخرج له، وعندما كنت بالمعهد أعد مشروع التخرج، دخلت على المخرج يوسف شاهين في مكتبه، وفوجئت بأنه قابلني مقابلة ممتازة وباهتمام لم أتوقعه، وشعرت عند خروجي من عنده أني سأكون فنانا متميزا، ولكن لم يحدث، ولم أعرف الأسباب.
ولكن أحيانا تحدث للانسان أشياء ويظن أنها نهاية الكون، وأن هذه الأسباب ستدمر حياته، ولكن سبحان اللـه تتحول هذه الأمور لتكون من أسباب نجاحه ووصوله لمكان أفضل مما كان يتخيل أو يتمنى، فأحيانا الانسان يرسب في عام دراسي ويحزن حزنا شديدا ويعيد السنة، ويمكن أن تكون اعادته للعام الدراسي خيرا كبيرا له لم يدركه أو يتوقعه، وهذا ما حدث معي فربما كان عدم عملي مع المخرج يوسف شاهين والحياة الصعبة التي مررت بها، السبب في نجاحي الآن وتكويني عقلا وجسما وروحا.
• هناك من يرى أن الأفلام الأخيرة التي شاركت فيها تسيء لسمعة مصر مثل « دكان شحاته» و«حين ميسرة» فما تعليقك على ذلك؟
- لم تسئ لسمعة مصر أبدا، بل تقدم واقع الانسان المصري المطحون، فما القيمة الفنية عندما نقدم قصورا ومنتجعات وقرى سياحية، ونرفض تقديم الحقيقة، سيكون هذا نفاقا لأن الأطباء لا يحتاجون لعلاج، بل المرضى فقط هم من يحتاجون اليه.
• تحضر كثيرا من موالد الذكر للمتصوفين، ومؤلف فيلم «دكان شحاته» متصوف أيضا، ولكن قيل ان الفيلم أساء للمتصوفين، فهل هذا صحيح؟
- لم نسئ للمتصوفين نهائيا، بل هي دعاية من أحد المحامين للشهرة، والمشهد الذي اعترض عليه كان مشهدا لمجموعة من الدراويش يتمايلون على أنغام في الحب وليس لذلك أي علاقة بالمتصوفين.
• كيف كانت التجربة مع الفنانة هيفاء وهبي في فيلم دكان شحاته؟
- بالرغم من أنها أول بطولة لهيفاء، لكنها أثبتت أنها ممثلة ناجحة، فقد كانت ملتزمة بالبروفات والتصوير، وأيضا - والذي علمته - أن هيفاء رفضت العديد من الأعمال التي ستكون فيها بطلة مطلقة، ووافقت على المشاركة في فيلم «دكان شحاته» لقناعتها بخالد يوسف كمخرج قوي.
• متى شعرت بالألم في حياتك؟
- عند موت والدي شعرت بألم لا يمكن لأحد أن يتخيله، فأصعب شيء في الدنيا موت الأب أو الأم، وأدعو اللـه أن يطيل في عمر والدتي ويبارك فيها.
• لذلك برعت في أدائك عند موت محمود حميدةفي الفيلم؟
- نعم، كان احساسا حقيقيا، وبعد انتهاء المشهد استمررت في البكاء بشكل هستيري، حيث انتابني شعور بالألم كأن والدي توفي في الوقت الحالي.
• الأفلام المصرية الأخيرة اتسمت بالعنف، ألم تشعر أن هذه الأفلام تشجع على العنف في المجتمعات الفقيرة والعشوائيات على وجه الخصوص؟
- الجمهور المصري والعربي عموما عاطفي جدا، يتأثر بكل شيء سواء كانت مشاهد عاطفية أو عنيفة، والأفلام عندما تكون صادمة فهذا يعتبر نجاحا لأنه أحيانا يكون آخر الدواء الكي، وليس معنى ذلك أن الفيلم عنيف ويشجع على العنف، ولكن المقصود منه اظهار واقع حقيقي، فالفيلم يقوم على الترويج للخير وليس للشر ومحاربة الفساد حتى اذا كان في سياق عنيف.
وشحاته في الفيلم كان بامكانه استخدام العنف، ولديه القدرة البدنية ويمكنه الضرب واستخدام العنف، ورفض ورغب في أن ينتقل من منطقة العنف الى منطقة التسامح، وأن ينفذ وصية والده، ويعيش مع اخوته، وأيضا فيلم «حين ميسرة» يوضح مأساة الشارع المصري والعشوائية ولا يشجع على العنف، بل يشير الى واقع يعيشه الشارع المصري.