داوود عبدالسيد واحد من المخرجين المصريين المتميزين تاريخة يسبق اسمه وبعد ابتعاده لفترة عن السينما عاد في الفترة الماضية بفيلم رسائل البحر متحديا ظروف السينما ومستعينا بدعم وزارة الثقافة التقينا به
وسألناه عن تجربته مع تمويل الوزارة للأفلام وعن كل مايدورفي كواليس السينما وما تعانيه من مشكلات فكان الحوار التالي:
** هل ستتقدم لوزارة الثقافة بسيناريو جديد هذا العام؟
* لا.. فالي الآن لم احدد الأمر لأن هناك مشاكل كثيرة حتي لو حصلت علي الدعم فميزانيات الانتاج أصبحت مرتفعة جدا وبالتالي الدعم غير كاف وانا بذلك لا أطالب بزيادة الدعم بل المشكلة في الميزانية المرتفعة فاصبحنا نحل مشكلة ونجد مشكلة اخري تطفو علي السطح.
** وهل واجهت هذه المشكلة في فيلمك الأخير رسائل البحر؟
* لا.. لكن الميزانيات أصبحت ضخمة جدا والدعم لا يكفي الانتاج المميز وهذا ليس عيبا في الدعم.
** وهل اسم البطل في الفيلم مؤثر؟
* بالطبع فهناك فروق بين النجوم والا ما وجدنا نجما يحصل علي عشرة ملايين وآخر يحصل علي مليون واحد ولكل نجم جمهور يذهب له للسينما ليشاهد اعماله فيزيد من ايراد الفيلم.
** هل تري ان فيلم رسائل البحر اخذ حقه في العرض؟
* وانا ايدت الشركة الموزعة في عرض الفيلم في موسم الشتاء لان طبيعة الفيلم تتطلب عرضه في الشتاء ونحن صورناه في الشتاء ايضا
** وهل تفهمت الناس الفيلم ؟
** في مصر ليس لدينا تنوع الجمهور من حيث الذوق والثقافة فهناك من شاهد الفيلم سبع مرات ومن المؤكد ايضا ان هناك من شاهد الفيلم ولم يعجب به.
* وهل تضع رأي الجمهور امام عينيك عند اختيار سيناريو؟
** بالتأكيد لكني دائما ما اقدم اعمالا في محاولة لتغيير الناس واهدف دائما لزيادة رقعة المشاهدين الواعين والذين يفهمون اعمالي وليس معني كلامي انني اريد ان يفهم الجميع أعمالي لأن التنوع بين الأفلام مطلوب وفي مصلحة المشاهد الذي تتاح له الفرصة في اختيار الأفضل او يختار ما يعجبة ويكون هناك في النهاية افلام اكثر جماهيرية.
** لو اخترت موضوعا لفيلمك الجديد من بين القضايا التي نعيشها ماذا سيكون؟
* انا لا اختار قضية محددة وأبني عليها سيناريو بل اختار سيناريو متكاملا فيه قصص وحواديت وشخصيات.
** كيف تري أزمة السيناريو؟
* الآن لا اري ازمة سيناريو كالتي كانت موجودة منذ أكثر من خمس سنوات ماضية.. ولم يعد السيناريو معيارا لنجاح العمل الفني فهناك افلام قدمت بافكار مكررة وحققت عشرين وثلاثين مليون جنيه فهناك مشاكل اخري تواجة السينما اكثر من السيناريو.
** ما هذه المشاكل؟
* اولا اصبحت الأفلام لا تخاطب العمال والفلاحين او اهتمامات الناس فنسبة مشاهدة الأفلام في الاقاليم اصبحت شبة معدومة والاعتماد علي القاهرة والاسكندرية اكثر وذلك بالطبع يؤثر علي ايرادات السينما لاننا نستبعد قطاعا كبيراً من المشاهدين وفي نفس الوقت ذلك يحد من القضايا التي تقدم في السينما فأصبحنا في إطار محدود من التعبير.
* وماذا عن الرقابة؟
** بالطبع هي إحدي العوامل التي تحد من ابداع السينمائيين واعتقد ان الرقابة تتلقي تعليمات من جهات اخري لتعطل الموضوعات وبالتالي تغيب اهتمامات الناس عن السينما وتضييق المساحة المتاحة للسينمائيين في التعبير وتلك بعض العوامل التي تؤثر علي السينما.