شاهدت لك هذا الاسبوع مسرحية يا إحنا يا هي التي كتبها وأخرجها مصطفي سعدوقدمت علي مسرح ميامي العرض هو أول عمل مسرحي خفيف مرح. تقوم ببطولته الفنانة سميحة أيوب التي اعتدنا مشاهدتها في الاعمال الكلاسيكية الكبيرة وفي الاعمال التي تقدم اللغة العربية الفصحي التي تجيديها تماما.
هذا العرض هو أيضا ثاني عرض مسرحي تنتجه الفنانة سميحة أيوب والتي رأت أن تقدم ربما نموذجا من وجهة نظرها للعمل الخفيف المرح الذي لا ينال منه الإسفاف الذي عادة ما نشاهده في الأعمال.
هنا العمل بالفعل يقع تحت بند الكوميديا, ولكن هو نموذج لكوميديا الموقف فالعرض يعتمد علي المواقف المختلفة التي من خلالها تنفجر الكوميديا وينبعث المرح وايضا ينبعث ما هو أهم وهو الفكر الحقيقي للعمل ذلك الذي يؤكد أن من يبغي المال بالسرقة والنصب لن يفلت من العقاب ومن يري أن فضائل العالم كلها تجسدت في الامانة والسير في الطريق السليم هذا المواطن يكافأ في النهاية بأن يعيش ويحيا حياة سوية.
هذا بالتقريب هو مضمون عرضيا حنا يا هي وربما العنوان جاء من هذه السيدة التي تعيش وحدها وهي أرملة لضابط شرطة تقوم بدوره في حماية الأمن من أي خدش له سواء كان أمرا بسيطا أو كبيرا.
أي خطأ تطلب البوليس بسرعة.. تخاف أن يتسلل الي الفيلا التي تسكنها أي حرامي. ترتاب في الكل. بائع اللبن ترتاب فيه. ترتاب في أي شخص يدق الباب وهي لا تعرفه. حريصة للغاية ليس فقط علي أمنها ولكن علي الأمن بصفة عامة.
الطريف أنها لم تتعرض ليس لحرامي واحد ولكن لمجموعة من الحرامية يدخلون الفيلا واحدا بعد الآخر باعتبارهم يريدون السكني في الدور العلوي من الفيلا.
يتقدمون او يقدمون انفسهم باعتبارهم فرقة موسيقية يرأسها المايسترو سمير صبري.
تحاول إحضار العقد كي يقوم رئيس الفرقة بتوقيعه ولكنهم يعطلونها في كل مرة ،سميحة أيوب هنا مجرد ظهرها وهي سيدة ترتاب في كل شيء وحريصة يجعلنا نضحك قبل ان تنطق بأي كلمة.
أحيانا نجدها وقد استسلمت في البداية لهذه المجموعة من النصابين فتثير فينا المرح أكثر وقد اعتدناها باستمرار هذه السيدة الجادة القوية التي تقهر الكل ولا يقهرها أحد من خلال أدائها لمجرد هذه السيدة نجد المرح وقد سيطر علي الجميع من المشاهدين.
أحد أفراد هذه العصابة أو الحرامية الذين لم يدخلوا الفيلا بغرض السكني ولكن بغرض سرقة كل ما خف وزنه وغلا ثمنه وأحيانا لا مانع مما ثقل وزنه كتليفزيون علي سبيل المثال.
كما ذكرت أحد أفراد الحرامية وهو ابن المايسترو أو من قام بدور المايسترو للفرقة الموسيقية او علي الأصح لفرقة الحرامية هذا الابن لا يرضي عن سلوك الأب ولايستطيع أن يشاركه ولا يشارك مجموعته في تلك الاعمال التي يقومون بها.
هذه الأعمال تختلف في النهاية في محاولات مستميتة لقتلها مرة يضعون لها المخدر في الشاي ولكن تصحو ولا تموت.
احيانا يقومون بتفجير حجرة نومها في الوقت الذي تخرج لهم سليمة تماما من الحديقة حيث كان السفرجي هو من كان بتلك الغرفة وهكذا أكثر من محاولة لإنهاء حياتها تنتهي بنهاية فرقة الحرامية بعد ان وصلت الشرطة التي كانت من قبل ممن ضاقت بطلبها للشرطة لأتفه الأسباب.. هنا وصلت الشرطة لتقبض علي الجميع ويفلت من القبض وبمعني آخر السجن هو هذا الابن الذي تظنه السيدة أنه ابنها الذي خطف منها منذ سنوات, ولكن الواقع أنها جملة قالها رئيس الحرامية ليعيش هذا الابن مع اسرة سوية بعيدا عن حياته التي بدأت بالإجرام.
عرض فيه بعض من الموعظة ولكن في قالب ظريف بعيد عن تلك الجمل الحماسية والخطب العصماء, هذا هو النص الذي كتبه مصطفي سعد فماذا عن إخراجه الذي قام به ؟
قدم حركة جيدة واستعان بديكور جيد للفيلا التي تقطنها السيدة واستعان بموسيقي كنت افضل أن تكون أعلي مما سمعت وأن تكون مقاطعها متقاربة الي حد كبير.
لم استشعر إطالة وهي تلك الآفة التي لا توثر في المتفرج بالسلب ولكنها تفقده احيانا متعة المتابعة
فماذا عن الأبطال؟
لدينا سميحة أيوب في واحد من الأدوار التي أجادت تماما بعيدا عن كل ما قدمت من قبل.
الكوميديا تنطلق من فزعها من كل شيء وخوفها من أي زائر ثم كيف تم للعصابة الضحك عليها لتصدق أنها فرقة موسيقية.
أمامها سمير صبري في دور كبير الحرامية او المايسترو للفرقة الموسيقية التي جميعها نماذج من الممثلين أجاد معظمهم دوره مهما كان بسيطا منهم الطويل والنحيف والقصير والمفرط في البدانة.
سمير هنا قدم واحدا من الأدوار المتميزة التي أراه قد قام بأكبر خطأ فني في حياته بابتعاده عن المسرح..
أرجو ان تتاح لك أيها القارئ مشاهدة هذا العرض علي خشبة المسرح كما شاهدته أنا إذ إنه تم تسجيله ليقدم علي شاشات التليفزيون ربما نظرا لقلة دور المسرح لكن لا أظن.