الجنازة حارة و الميت ..... مسلسل!!!

اقترب شهر رمضان الكريم و انشغل كل صناع الدراما العربية بالعمل بأقصى طاقة ممكنة لخوض خضم المعركة التليفزيونية بمسلسلاتهم المعروضة حصريا على كل الفضائيات - حيث فقدت كلمة حصرى معناها - واستعدادا لهذا اضاف النجوم لأعمالهم بعض الخلطة السحرية للدعاية المجانية فأطلقوا الشائعة تلو الاخرى دون أى احترام لعقلية المشاهد الذى يبحث عن فن يحترمه لا قضية تلفت نظره .
بداية من مسلسل عابد كرمان الذى اصر مخرجه أحمد نادر جلال و مؤلفه بشير الديك بأن المسلسل لن يعرض قبل الحصول على اذن مباحث امن الدولة وأنهم يواجهون تعنتاً غير مسبوق للحصول على الموافقة على العرض ، على الرغم أن الفيلم يستعرض عملا مخابراتيا بحتا من وحى خيال كاتبه ولا يحتاج الخيال ولا عمل المخابرات موافقة جهاز امن الدولة ، ولكن بما أنه الجهاز الأشهر فى مصر حاليا بعد القضايا الأخيرة ، فلما لا يستفيد صناع المسلسل من شهرته .
مسلسل زهرة و ازواجها الخمسة الذى تخوض به غادة عبدالرازق السباق الرمضانى ، استفاد أيضا بموافقة الأزهر على فكرة مسلسل تتزوج فيه بطلته الرجل تلو الأخر ثم تنفصل عنه بالطلاق ، و كأن بطلته احتاجت لفتوى أزهرية بالزواج من هؤلاء الابطال دون انقضاء العدة الشرعية حتى يلحق المسلسل بالركب الرمضانى ، ولكنها اشاعة استفاد مطلقوها بجذب انظار الناس عن موافقة وان تمت ستكون وهمية تماما .
صناع مسلسل بره الدنيا اختاروا طريقا أخر يتيح للمشاهد المزيد من الاثارة و Suspense ، فاطلقوا اشاعة من نوعية اشاعات الحركة - على وزن أفلام الحركة - يهاجم فيها شريف منير و طاقم العمل سائق تاكسى اعتدى عليهم و ينتهى الموضوع فى قسم الشرطة الذى يبرىء الطاقم ، ثم يخرج بعدها شريف لينفى الحاثة بالكامل ، و ننتظر نفى سائق التاكسى الذى اختفى بفعل الفوطة الصفراء .
اما مسلسل كليوباترا فأطلق علينا صناعه و نجومه سيلا من الحوادث وكأن المسلسل يتم تصويره فى مستشفى اليوم الواحد فمن اصابة بطله فتحى عبدالوهاب بسبب جمل الى سقوط بطلته سلاف فواخرجى من مستوى مرتفع الى اصابه احد ممثليه اثر سقوط صخرة كبيرة فوقه ، ليعود بعدها لاكمال مسلسله على نمط القط والفأر الأشهر توم و جيرى .
و الكثير الكثير من الشائعات التى لا يمل مرددوها ولا يتعبون بحثا عن خبر تتناقله المواقع والجرائد الصحفية ليثرى المسلسل و يزيد من مشاهديه .
تلك الشائعات التى صارت فنا موازيا للدعاية يديره مديرى أعمال انجوم و أصدقائهم صارت نقطة سوداء تسىء الى وطننا و انفسنا قبل ان تسىء الى أحد أخر ، وذلك العبث الذى لا يحتمل و احتقار عقلية المشاهد يصيب المشاهد بالدهشة عندما يكتشف فى النهاية و بعد عرض العمل التليفزيونى بأن الجنازة حارة و الميت .... .