هي فنانة استحوذت علي نصيب كبير من تاريخ السينما المصرية.. فقد كانت لسنوات طويلة ملء السمع والبصر بأفلام قدمت فيها الأنوثة والاغراء والجمال وكانت كل زيجة من زيجاتها مثار جدل وحديث مجتمع ولم يكن اعتزالها هو آخر مفاجآتها فقد تلا ذلك بأربعة عشر عاما عودتها الفنية.
انها سهير رمزي في حوار شامل تميزها صراحتها المعهودة:
* سهير رمزي ليست موجودة علي شاشة التليفزيون في رمضان هذا العام.. لماذا؟
كنت أتمني الوجود ليس في هذا العام فقط, ولكن في الاعوام الثلاثة السابقة أيضا وظللت أبحث عن سيناريو جيد أوجد به لكنني للأسف لم أجد.
* هل معقول أنه لم يعرض عليك نص جيد طوال أربع سنوات؟
عرض علي الكثير. وكان بها بعض النصوص القوية لكنها كانت اما تشبه حبيب الروح وإما أنها لا تناسب الحجاب الذي أرتديه ولذلك رفضتها جميعا.
* لكن هناك ممثلات محجبات يقدمن اعمالا هذا العام مثل سهير البابلي وحنان ترك وعفاف شعيب وغيرهن.. فلماذا أعاقك أنت الحجاب؟
الحجاب ليس عائقا لي ولكنه حصرني في أدوار يكون غطاء الشعر فيها طبيعيا مثل شخصية الفلاحة أو الصعيدية وذلك حتي لا يقال أنني افسدت الدور.. فعندما قدمت حبيب الروح تم انتقادي لأنني كنت أظهر في غرفة نومي بالحجاب مما أثر علي الدراما وتصديق المشاهد.. وكان عندهم حق طبعا لذلك قررت البحث عن دور فلاحة أو صعيدية والحل الآخر هو أن أقدم مسلسلات تاريخية أودينية.
* وهل ترفضين تقديم مسلسلات دينية وتاريخية؟
لا أبدا.. علي العكس لكنني عندما قررت العودة إلي الفن تعمدت ألا تكون عودتي في مسلسل ديني أو تاريخي حتي لا يعتقد ـ خطأ ـ أنني لن أقدم إلا تلك النوعية فيتم سجني بها وفضلت تقديم شخصية اجتماعية لأثبت أنني مازلت اصلح لكل الأدوار, فقد كنت أريد أن أقول أنني سهير رمزي الجديدة التي تقدم دور الأم والأخت والزوجة. هذه الأدوار التي كنت لا أقدمها قبل اعتزالي حيث لم أكن أقدم غير دور الفتاة الحلوة الشقية.
* بمناسبة حديثك عن اعتزالك.. ألا ترين أنه قد فاجأ كل الناس؟!
طبعا لانه فاجأني أنا شخصيا!! فبرغم علاقتي الطيبة مع الله إلا أنني لم يكن يخطر ببالي يوما أن أرتدي الحجاب أو أن أترك الفن! وعمري ما نويت أو حتي مجرد التفكير في ذلك. لذلك أقول أن ما حدث لي كان مفاجئا فقد دعتني شهيرة لحضور أحد الدروس الدينية التي تقيمها الحاجة ياسمين الخيام وقالت لي أن بعض الفنانات يحضرن مثل مديحة كامل ونورا فذهبت لمجرد الرغبة في لقاءهن وخرجت من هذا اللقاء انسانة أخري تماما فاعتذرت عن كل ارتباطاتي ولم استطع حتي اكمالها وارتديت الحجاب.
* لماذا لم تكملي مسيرتك الفنية وأنت بالحجاب مثلما تفعل الفنانات حاليا؟
كنت خائفة ألا يتقبلني الناس بالحجاب ـ هذا بالإضافة إلي صعوبة وجود أدوار تناسبني وتناسب الحجاب وقتها. فلم يكن التليفزيون يجذب النجوم مثل الآن أما السينما فهناك شبه استحالة لوجود بطلة محجبة بها لذلك اضطررت للابتعاد.
* ألم يكن ينتابك الحنين إلي الفن طوال تلك السنوات الطويلة؟
طبعا انتابني لبعض الفترات.. لكن شاء الله أن تمرض أمي مرضا طويلا شغلني عن الفن وعن الحياة كلها فتفرغت لها بصورة كلية ولم أفكر في شيء سواها.. واعتبرت أن ما يحدث هو رسالة من الله حتي لا أحن أو أفكر في الفن وظللت مشغولة بمرض أمي لدرجة أنني امتنعت عن الزواج لأنني كنت أشعر أنه ليس من حق أي انسان أن يأخذ دقيقة واحدة من وقتي لان أمي أولي به.. وبعد وفاة والدتي منذ سبع سنوات ــ تزوجت وبدأت في التفكير في العودة في العودة إلي الفن ولو كانت والدتي مازالت علي قيد الحياة حتي الآن لما تزوجت ولا عدت إلي الفن!!
* ألم تخشي أن ينساك الجمهور في فترة غيابك التي تكررينها الآن في انتظار الدور المناسب؟
الجمهور إذا أحب فنانا فهو لا ينساه.. هذا الجمهور لم ينساني أربعة عشر عاما فهل سينساني في أربع سنوات؟!
لا أعتقد هذا ولا أقلق بشأنه ولست في مرحلة أقدم فيها أي شيء لمجرد الوجود أو حتي لا ينساني الجمهور فأنا الحمد لله مستورة في زواجي وسعيدة بحيات وإذا لم أحد العمل الذي يناسبني فلن أنزل من بيتي.
* بالنسبة للسينما.. ألم يعرض عليك دورمناسب بها؟
لم يعرض علي أدوارا سينمائية من الأساس!! وهذا ليس مستغربا ولا خاصا بي وحدي.. فأين يسرا و نبيلة عبيد من السينما مثلا؟ هناك طبعا أزمة في السينما وأنا حزينة علهيا ويكفي أننا أصبحنا ننتج افلاما تعد علي اصابع اليد بعد أن كنا ننتج مائة وعشرين فيلما في العام.
* في رأيك.. ما هو السبب وراء تلك الأزمة؟
عدة زسباب.. أولها الكتابة ففي الماضي كان لدينا عشرات الكتاب والأدباء الذين يتم تحويل اعمالهم إلي أفاتم بالاضافة إلي عشرات من كتاب السيناريو الموهوبين أما الآن فهم لا يزيدون عن ثلاثة أو أربعة يقومون بكتابة كل الأفلام!! والسبب الثاني هو أن الجمهور نفسه قد تغير.. فالشباب أصبحوا يريدون كل شيء بسرعة فنظرية التيك أواي والدليفري لم تعد قاصرة علي الأكل لكنها طالت السينما.. فهم لا يتحملون أن يشاهدوا فيلما مثل الوسادة الخالية.. هم يريدون أن يضحكوا ويفرفشوا بسرعة وخلاص!
* ألا تحملين الفنانين الحاليين أية مسئولية عن حال السينما؟
الجيل الجديد معذور بقدر ما هو محظوظ!! هم محظوظون بالتكنيك العالي والتطور التقني الذي حدث في السينما لكنهم معذورون لعدم وجود كتاب وانحصار الأفلام في الكوميدي والأكشن وعدم وجود موضوعات جديدة تساعدهم علي اظهار قدراتهم وموهبتهم.
* من منهم تفضلين مشاهدته؟
أحمد حلميرائع وكبير قوي وأنزل مخصوص لمشاهدة أفلامه.. أما مني زكي فأنا أعشقها كممثلة وأشعر عن مشاهدتها أنها قرأت دورها جيدا وذاكرته كويس وفاهماه لذلك أطلق عليها سندريلا السينما و أحمد السقا أيضا مخلص ومجتهد في عمله.
* هل استطيع القول أنه لم يعد هناك أملا في أن نراك علي شاشة السينما مرة أخري؟
استبعد هذا بقدر ما أتمناه.. من يدري؟! ربما يرزقني الله بقصة حلوة تناسبني حتي لو اضطررت لإنتاجها لنفسي ـ برغم أنني عمري ما أنتجت لنفسي حتي عندما كنت امتلك شركة انتاج ـ لأنني اعلم أنه من المستحيل أن يغامر أي منتج ببطلة محجبة!
* بماذا تشعرين عند مشاهدتك لأعمالك الفنية السابقة؟
حسب العمل.. فهناك أعمال عبيطة لا أحب مشاهدتها وهي الأفلام التي قدمتها في مرحلة الانتشار والجري وراء النجومية مثل حبيبتي شقية جدا والبنان عاوزة إيه وغيرها وهناك أعمال أشعر بالندم لأني قدمتها مثل فيلم المذنبونـ برغم أنني حصلت عنه علي جائزة أحسن ممثلة ـ وذلك لأنني قدمت صورة سيئة غير واقعية عن الممثلة لكن عذري أن نجيب محفوظ كتبها هكذا.. وهناك اعمالا أحبها جدا وأحب مشاهدتها مثل بالوالدين احسانا و ميرامار و المطارد واغيرها من الأفلام التي تحمل قيمة.. أما العمل الوحيد الذي أشعر بالرضا عنه فهو زينب والعرش فقد أحببت الشخصية جدا ورأيت فيها نفسي وكنت احملها معي إلي البيت.
* هل صحيح أنك رفضت عرضا بتقديم برنامج تليفزيوني؟
في الحقيقة أكثر من عرض! فأغلب الفضائيات الجديدة عرضت علي تقديم برامج وكنت أرفض تقديم برنامج ديني لأنني لست داعية وأري أنه من العيب أن يقوم كل من هب ودب بتقديم برنامج ديني.. أما تقديم البرامج الاجتماعية فقد رفضتها أيضا وذلك لإنها مش شغلتي فزنا لست مذيعة وليست عندي هذه الملكة أو الموهبة ولا أحب الظهور لمجرد الظهور.. وقد تم طلب استضافتي في عشرات البرامج الرمضانية لكنني اعتذرت عنها جميعا ما عدا برنامج حوار صريح مع مني الحسيني لأنني أحب الصراحة.. وأيضا برنامج سؤال صعب جدا ليسري الفخراني لأنني أحب الصعوبة!!
* إلي أي مدي تعتقدين أن حبك وانشغالك بالفن قد ساهم في فشل زيجاتك العديدة؟
إلي مدي بعيد جدا.. فمعظم أزواجي طالبوني بالاعتزال وترك الفن لكنني كنت أرفض ولم استطع التوفيق بين عملي وزواجي أبدا وكنت اعطي الأولوية لفني.
* لو عاد بك الزمن للوراء.. هل كنت تفعلين نفس الشيء؟
لو عاد بي الزمن للوراء لما فعلت أشياء كثيرة.. منها أنني لم أكن سأتزوج هذه الزيجات أصلا!!
فأنا مثل أي سيدة في الدنيا تتزوج رغبة في الاستقرار والنجاح ولا تسعي لخراب البيت لكنني بصراحة عندية جدا وعصبية شويتين.
* كيف استطاع آخر أزواجك الخبير السياحي علاء الشربيني احتواء هذه العصبية والعناد؟
علاء طيب جدا ومتدين ويتق الله.. وهو هاديء الطباع ويعلم جيدا كيف يحتويني بهدوءه في لحظات انفعالي.. كما انني أيضا ـ بحكم السن ـ تعلمت أن أفوت لذلك دام زواجي سبعة سنوات حتي الآن وأنا سعيدة جدا وأتمني أن يدوم للأبد انشاء الله.