محمد حماقي في ألبوم صيفي جديد.. مليء بالإيقاعات..وبكثير من الجرأة التي تميز بها حماقي دوما في اختياره للكلمات، فهو يقف في منطقة وسط بين مطبي «الإفيهات السطحية والبايخة»، وبين مطربي رابطات العنق، والكلاسيكية المفرطة المزعجة.. يبدأ محمد حماقي تجربته الصيفية بأغنية «في حضن عنيك».. جيتار مصطفي أصلان كان أفضل كثيراً من لحن رامي جمال في هذه الأغنية، ولم يكن ضرورياً أبداً أن تكون هذه أغنية البداية في الألبوم خصوصا وأن شاعرها أمير طعيمة تخلي فيها كثيراً عن تميزه وكتب كلمات عادية، نصف الأغنية سوف يمر، وحماقي يردد فقط:«في حضن عنيك لقيت نفسي وهفضل بيك...» مذهب واحد يتكرر، وكوبليه واحد يغني فيه حماقي بطريقته المعهودة تشعر أن شخصا ما يمسك حنجرته ويضغط عليها بشدة، كان يمكن تكون «متعقد» مثلا هي أغنية المفتتح، وهي من أكثر أغنيات الألبوم انطلاقا، شاعرها أيمن بهجت قمر كتب فكرة طازجة، وجريئة وتليق جدا بمحمد حماقي يكفي أنه يعترف «أنا متعقد علي فكرة»، وتريات هاني فرحات كانت رفيقا جيدا لصوت حماقي وهو أفضل كثيرا هنا، محمد النادي وضع لحنا جميلا، ورائقا، من أول مرة تستمع فيها للأغنية سوف تفهم لماذا هي مختلفة؟، لكنك بحاجة لأن تستمتع لأغنية «حاجة مش طبيعية» أكثر من مرة كي لا تظلمها، فانجذابك للأغنية قد لا تحققه المرة الأولي، محمد حماقي من جهته اشترك في كتابة الأغنية مع أيمن بهجت قمر، وفي تلحينها مع سوني، الأغنية أقوي مافيها الكلمات، وأداء محمد حماقي، أما اللحن فقد تشابه بشدة مع أغنية «متعقد»؛ قد يكون السبب لأن الجيتار الذي اختاره موزعها تميم تم توظيفه بنفس الطريقة التي تميز معظم أغنيات محمد حماقي التي لا تحمل أي مغامرة في استخدام الآلات، لذا هناك فقر موسيقي مدقع تعاني منه أغنيات محمد حماقي، ولن تستطيع أن تمنع نفسك من الربط بين لحن «حاجة مش طبيعة»، ولحن «أحلي حاجة فيكي»، محمد حماقي يطربنا، وهو يغني «كان مالي"، بلحن رقيق لرامي جمال، وكلمات جميلة للمجتهد محمد عاطف، الموزع تميم يواصل الاستعانة ببطله الأساسي الجيتار، ولكنه هذه المرة بأصابع عمر طنطاوي، مرة أخري أيمن بهجت قمر، ومحمد النادي، و توما، كل منهم قام بما عليه لإنجاز أغنية خفية الدم هي «مش سهل» : «قصرت السكة أنا كده أنجزت..داخلها بتقل أظن لاحظت».. أصل أنا مش سهل سماوي والله، توما هنا كان أكثر ذكاء، وجرأة في استعانته بقاون ماجد سرور، وناي رضا بدير لصنع أجواء مختلفة بعض الشيء.
في منتصف الألبوم تماما تأتي واحدة من أجمل أغنيات حماقي، وأنضجها، هو يغني ببساطة وصدق، ويعيش تماما مع حالة الأغنية وهو يتساءل «مين بياخد باله منك بعد مني....مش قصدي حاجة أنا بس بطمن عليك.... حبيت أسلم أعمل إيه أصلك واحشني»، أغنية عتاب، وحنين شفاف كتبها جمال الخولي بحساسية عالية، توما يعود بتوزيع ملائم، أجمل مافيه كمان يحيي الموجي، ورامي جمال يثبت من خلال اللحن أنه موهوب تماما، عودة مع «لو دعايلي» للتوزيع الفقير مرة أخري من توما، وللحن أكثر تواضعا من تامر علي، أيمن بهجت قمر كتب كلمات مختلفة، كان يمكن أن يتم التعبير عنها بصورة أكثر انطلاقا، لكن التجربة تم كبتها، لتأخذ الأغنية لقب متواضعة، حماقي يغني الإيقاع المقسوم هنا بمنتهي الفرح المناسب لأجواء كلمات محمد رفاعي التي جاءت في أغنية «دنيتي اتغيرت»، الملحن محمد يحيي أيضا فهم ما هو المطلوب، ونفذه، لتخرج الأغنية بلا زيادة، أو نقصان، وتظهر أن محمد حماقي قادر علي استخدام مناطق كثيرة في صوته، لكنه غالبا يهمل في البحث عنها لذا نادرا ما نجده يلجأ إليها، هو يواصل مثلا هذا البحث في أغنية «إحساس فظيع» التي تألق وهو يؤديها، بالضبط مثلما تألق خالد عز وهو يضع ألحانها، وقبلهمها أمير طعيمة في كلمات تبتعد عن مشاعر الحزن الزاعقة، ودون أن تستخف أيضا بفكرة الفراق «عايش علي ذكرياتي.. الوقت منسنيش»، أمير طعيمة ينتقل بنا لحالة مختلفة في أغنية «بتداري»، وتريات هاني فرحات كانت خلفية جيدة لصوت حماقي، ولحن رامي