له وجهة نظر فيما يقدمه.. يري أن الفن رسالة مهمة لا يجب أن تقدم بجدية تامة حتي لا يهرب منها الجمهور.. خالد الصاوي في حوارنا عن فيلمه الكبار وزحمة مسلسلات رمضان.. والفوضي التي يعيشها المجتمع:
** نبدأ الحديث عن فيلم الكبار الذي وصفه البعض بأنه نظرة تشاؤمية لما يعيشه المجتمع؟
* أنا لا أسميها تشاؤمية, ولكنها تحذيرية, فالفيلم يقدم نماذج كثيرة لما يحدث في المجتمع من فساد, وهجرة غير شرعية, وظروف اقتصادية.
** تتحدث دائما عن الفوضي فهل تري أن المجتمع يعيش حالة فوضي؟
* طبعا هناك فوضي في المرور, والاسكان, بالاضافة للرشوة, وأعتقد أن فيلم الكبار حذر من الفوضي ونتائجها التي تؤدي الي فوضي أكثر.
** تعرض فيلم الكبار لأزمة المحامين والقضاة فما هي الرسالة التي قصدها الفيلم؟
برغم أني خريج كلية الحقوق, لكني لا أعلم تفاصيل الأزمة, لكننا في الفيلم أردنا أن نقول لأبناء الأسرة القانونية: لا يصح أن تصل العلاقة بينكم لذلك, وأعتقد أن السر وراء ما يحدث في المجتمع هو الفوضي, وحلها هو أعلاء دولة القانون.
** هل تعتقد أن الفيلم ظلم بعرضه في نهاية موسم الصيف؟
* موسم الصيف, وموسم العيد, فهذه المواسم هي التي ستدمر صناعة السينما, ولا أعرف لماذا لا تكون السنة كلها موسم, كما أنني ضد إغلاق السينما في رمضان, ولا أعرف ما المشكلة لو تم فتحها حتي لو كانت إيراداتها ضعيفة أحسن من عدمها, كما أننا بحاجة لإنشاء دور عرض, ونواد, ومسارح في كل محافظة, وقرية, وحي, حتي ينمو المجتمع, خاصة في المناطق الشعبية.
** أنت متهم بتكرار شخصياتك فكيف تختار السيناريو الذي تقدمه؟
* أرد علي الاتهام الأول يمكن في البداية قدمت شخصيات مكررة لكني حاولت أن أقدمها بشكل مختلف, وأضع لها تفاصيل مختلفة, والفنان في بداياته لا يملك حرية الاختيار الا من المقدم اليه, المهم كيف قدمت هذه الشخصيات, أما عن اختياراتي فأنا أختار السيناريو الجيد, الذي يناقش قضية, أو يوصل رسالة للناس, بالاضافة الي السيناريو الذي يكون قريبا من الناس, وأكره الموضوعات التي يطلق عليها موضوعات مهرجانات المهم أن يكون الفيلم أو المسلسل قريبا من الناس, ويشغلهم.
** ومارسالة الفن في رأيك؟
* الفن متعة, لكنه ليس تسلية, فما المانع لو كان الفيلم كوميديا, وخفيفا ويقدم رسالة, ولا أفهم لماذا ترتبط كلمة رسالة الفن, بالأفلام الجادة, المهم أن تصل الرسالة بأي طريقة, ولو كان الفيلم الهدف منه الاضحاك فقط, فهذه أيضا رسالة, فإذا كان الفيلم جادا جدا ودمه تقيل فلن تصل رسالته الي المشاهد.
** وهل المجتمع تغير عما كان في السابق؟!
* طبعا المجتمع تغير, وأصبحت المعلومات الآن أسرع, ويمكن تداولها بسهولة, كما أن الجرائم تزداد حد وعنفا, فهناك تغير حدث في طبقات المجتمع يجب أن نعرفه جيدا ونتعامل معه.
** هل يجب تقديم الواقع كما هو بلا رتوش؟
* مثلما كان عاطف الطيب, و حسن الامام يفعلان
**لكنهما كانا ينظفان الحواري قبل التصوير حتي لا تظهر القمامة علي شاشة السينما؟
* هذا يفكرني بكلام الأحزاب السياسية حين يقولوا أنتم ليه شايفين السلبيات بس, ومبتتكلموش عن الايجابيات, وكأنننا نتعمد نشوه الايجابيات, كأنه لا توجد عشوائيات, ولا تحرش جنسيا, ولا مخدرات, ولا الطبقة المتوسطة التي اختفت, أعتقد أننا نقدم ما نعاني منه لنصل لحل.
** لكن من يقدم هذا النوع من السينما متهم بالإساءة لسمعة مصر؟
* من يقول إن هذه إساءة لسمعة مصر يبقي مبيحبهاش, أنا بحب مصر جدا, ولو الشارع نظيف لماذا سنظهره قذرا, ولو لم تكن هناك عشوائيات فأكيد لم نكن سنقدمها ولو لم يكن هناك مافيش مخدرات, وتحرش, ومشاكل أكيد لم نكن لنناقشه, ولا أعتقد أن الناس ترتكب الجرائم كما يقولون بسبب ما تعرضه السينما, بل الجريمة تكون نتيجة ظروف, وكلمة الاساءة سمعناها من قبل من النازيين في ألمانيا, والفاشيين في ايطاليا, لكن أمريكا مثلا لا تشغل بالها بما يعرض في السينما من مواضيع أكثر جرأة مما يعرض هنا, ولا تتحدث الصحف عن إساءة لسمعة أمريكا.
** نعود للحديث عن الدراما.. تقدم هذا العام شخصية ضابط في مسلسل أهل كايرو وأنت قدمت شخصية الضابط كثيرا فما الجديد؟
أكيد اقدمها بشكل جديد, وأنا فعلا قدمت شخصية الضابط كثيرا, لكن هذه المرة مختلفة, فهو شريف, ونزيه, ويسعي لاثبات الحقيقة, لكنه ليس مثالي, أحيانا يكون مثاليا, وأحيانا يكون عصبيا, ومتهورا, وعنده مشاكل مع زوجته, وتحدث جريمة قتل ويتولي التحقيق فيها, ولن أحرق الكثير من التفاصيل عن المسلسل, لكنه مسلسل بوليسي, وأعتقد أنها من المرات القليلة التي يتم تقديم مسلسل بوليسي في التليفزيون.
** ولماذا يكون دائما الضابط عنده مشاكل في البيت؟ هذه التفصيلة كانت موجودة ايضا في فيلم أدرينالين؟
يمكن هذا التشابه الوحيد, وأنا أعتقد أن الذي يحب شغله لا يمكن أن يحب غيره ماينفعش يتجوز أتنين وحسن محفوظ يحب شغله جدا, ويمكن هذا هو سر الخلاف مع زوجته.
** ألا تقلقك زحمة المسلسلات في رمضان ـ وأن العمل لا يأخذ حقه في المشاهدة؟
أعتقد أن زحمة المسلسلات تكون في مصلحة المشاهد, وليست في مصلحتنا نحن أصحاب المهنة, لأننا ندخل في منافسة طاحنة, وأعتقد أن المشاهد يكون معلقا آمالا علي عدد من النجوم يعتاد كل عام أن يشاهدهم وهم لا يخذلونه, وعدد المسلسلات الكثير في مصلحة الدراما, والجيل الجديد لا يتخيل رمضان بدون مسلسلات, أم أنكم تريدون أن نرجع لأيام زمان عندما كان التليفزيون قناتين ويعرض صورة وفزورة ومسلسلا واحدا.