بعد الدراما اللبنانية والسورية سجلت دارين حمزة حضوراً في الدراما الخليجية، لكن مسلسلها لن يجد طريقه في خارطة مسلسلات رمضان.
دارين حمزة صاحبة الحضور الرقيق تستعد لدور في فيلم لبناني ـ أوروبي من إخراج دانيال عبيد وهي تجري التدريبات بجدية، وتحلم بتحقيق الكثير من النتائج الإيجابية، بعد نجاحها في السينما الإيرانية.
مع دارين حمزة كان هذا الحوار:
شاركت في مسلسل كوميدي خليجي يحمل عنوان 'سليم ودستة حريم' كان مفترضاً مشاركته في برامج شهر رمضان. ولأن الشركة المنتجة لديها أكثر من عمل درامي بمناسبة رمضان ارتأت أن يرجأ بثه حتى لا يضيع في زحمة المسلسلات في هذه المناسبة. كما أن الشركة المنتجة تفضل أن يكون لها عمل واحد في دورات البرمجة التلفزيونية حفاظاً على القيمة الفنية لكل عمل.
دخلت الكوميديا ولأول مرة عن طريق المسلسل الخليجي فما هي انطباعاتك؟
كنت امثل شخصية المرأة اللبنانية ضمن مسلسل عالج تعدد الزوجات. وفي هذه الحال يكون 'سليم' بطل الدراما متزوجاً من لبنانية، مصرية، أمريكية وسعودية. وكل زوجة لا تعرف بزواج آخر لزوجها. ولاحقاً يكتشفن جميعهنّ فعلة زوجهن وتنطلق سبحة المشاكل في إطار كوميدي، حيث نكون مع الكثير من المواقف الطريفة. المسلسل يحمل رسالة اجتماعية في قالب كوميدي ساخر.
هناك تكرار لدراما تعدد الزوجات لماذا برأيك؟
أظن أن تعدد الزوجات كحالة اجتماعية موجودة بكثرة في منطقة الخليج وتفرض معالجتها درامياً. وعندما تعالج في إطار الدراما فهي تتوجه لشريحة واسعة من الناس الذين قد يستفيدون من معالجة افات هذه الظاهرة. المجتمع الخليجي يحتاج لهذا النوع من الدراما، لأن ممارسة تعدد الزوجات كما هو حاصل عندهم يؤدي بهم إلى الكثير من المشاكل الإنسانية والاجتماعية. والكوميديا قادرة على وضع الإصبع على الجرح وتوجيه رسائل مفيدة للمجتمع.
وهل للدراما قدرة المساهمة بحلول لمشاكلنا الاجتماعية؟
إن لم تساهم بالحل فهي تسلط الضوء على مشاكل كثيرة. وبإمكان الدراما أن تقدم نوعاً من الحلول وليس الحل المباشر والكلي. قد تقدم الدراما بعض المواقف في إطار مشكلة اجتماعية ربما لا تخطر على بال صاحب الشأن. برأيي وظيفة الدراما التنوير أكثر منه المساهمة بوضع الحلول. والسياق الدرامي يقدم للمشاهد مستجدات في إطار الحالة التي يعيشها.
السؤال كيف وصلت دارين حمزة إلى الدراما الخليجية؟
كان المخرج الخليجي خالد التخين قد شاهدني في مسلسل 'حكاية عايدة'، وكان يبحث عن ممثلة لبنانية تعطي صورة المرأة المتعجرفة والمتعالية. وهو شاهد في تجسيدي لدوري في 'حكاية عايدة' قدرة لتجسيد دور الزوجة اللبنانية في المسلسل الخليجي 'سليم ودستة حريم'.
ما هو الجديد الذي اكتشفته في الدراما الخليجية؟
الجديد بالنسبة لي أني ألعب لأول مرة دوراً كوميدياً. أعشق الدراما لكني استطعت اانتقال إلى الكوميديا حيث أحببت التجربة. اكتشفت في الدراما الخليجية ما يخصهم في أسلوب تنفيذ الإخراج وتفصيل المشاهد. وفي كل تجربة جديدة نخوضها نتعلم الكثير. فكل ثقافة جديدة نتطلع عليها تحمل بحد ذاتها تجدداً يدخل حياتنا، خاصة في أسلوب العمل. فلكل من لبنان وسورية أسلوبهما في العمل، وكذلك للخليج أسلوبه. لهذا أصف تجربتي بالجميلة والمهضومة.
هل وجدت يسراً في التواصل مع الزملاء من الخليج العربي؟
ربما في اللحظات الأولى قد يشعر أحدنا بأنه بعيد، وبمجرد الانسجام مع اللهجة والبدء بفهمها، وبالتالي استيعاب العادات والتقاليد في البيئة الجديدة فهذا يؤدي إلى نوع من الراحة. كما أن الزملاء بحد ذاتهم ساهموا بسرعة كسر الجليد بينهم وبيني كوجه جديد يحل عليهم. وقد عبروا في أكثر من مناسبة عن حبهم وتقديرهم للشعب اللبناني. وكذلك كان الانسجام مماثلاً مع الزملاء من سورية ومصر والكويت.
وهل لـ 'سليم ودستة حريم' أن يرشحك لأعمال درامية أخرى في الخليج العربي؟
هذا صحيح فقد بدأت بتلقي مزيد من العروض حتى قبل أن يتم عرض المسلسل. كذلك تلقيت عروضاً من سورية، إضافة إلى عروض محلية. حالياً أفضل التروي والتركيز على دوري في الفيلم الفرنسي. فأنا أحتاج لدروس في اللغة وأخرى في الغناء لأتمكن من تجسيد الشخصية. ويلزمني وقت لا بأس به للتدريب وحفظ الدور.
وماذا في جديد هذا الفيلم الفرنسي؟
هو من إخراج اللبنانية دانيال عربيد أقوم فيه بدور البطولة وسيتم تصويره في لبنان في نهايات الصيف.
هل لأول مرة تؤدين البطولة في فيلم روائي؟
سبق وأديت العديد من أدوار البطولة في السينما الإيرانية، وهي المرة الأولى التي ألعب فيها دور البطولة في فيلم أوروبي ـ لبناني. كذلك كنت في دور البطولة في فيلم 'شولا كوهين' لكني كنت مع مخرج تجربته محدودة في الرواية السينمائية ولم يأت الفيلم بالشكل المطلوب.
هل يقلقك الـ'كاستينغ' ؟
شخصيتي هادئة جداً. خضعت وما زلت للكثير من الـ'كاستينغ' ومن حق المخرج أن يختارني أو يختار غيري، تبعاً للصورة التي يرسمها في مخيلته عن هذه الشخصية أو تلك. أؤمن بأن أدواراً مكتوبة لهذا الممثل أو ذاك.
وبما أنك مثلت في العديد من الأفلام السينمائية في إيران فهل لا تزالين تخضعين للـ'كاستنغ' معهم؟
توقفت الاختبارات بعد أن حققت حضورا وشهرة لا بأس بهما على الشاشة الإيرانية. وكان ذلك من خلال أفلام قدمتني بشكل جيد للمخرجين، خاصة فيلم 'كتاب قانون' الذي أديت فيه دور البطولة إلى جانب ممثل إيراني على درجة عالية من الشهرة. وهذا الفيلم بدأ ترويجه على أقرص DVD تنفد من الأسواق مع كل ترويج جديد لها.
إلى أين أخذك دور البطولة الذي أديته في مسلسل ' الدوّامة' السوري في رمضان الماضي؟
كل عمل جديد يفترض أن يفتح لنا أبواب عمل أخرى. اعتذرت عن مسلسل سوري هذا العام لأني مرتبطة بالفيلم مع المخرجة دانيال عربيد. كذلك اعتذرت عن آخر عرض عليّ بالتزامن مع وجودي في المسلسل الخليجي في دبي. تضارب الوقت يلغي الكثير من الأعمال، لكن بكل تأكيد أرى أن لي طريقاً ممهدة إلى الدراما السورية. أحب الدراما السورية وتعجبني طريقة عمل مخرجيها.
لكن وجودك ليس له شأن كبير في الدراما اللبنانية؟
يمكن القول بأني موجودة وغير موجودة في الدراما اللبنانية. أصف نفسي بأني على ضفاف الدراما اللبنانية. وهنا أسأل هل الخطأ مني أم من أهل الدراما في لبنان؟ كما أسأل إن كانت طموحاتي أكبر من النصوص التي تصلني. في المرحلة الأولى رفضت الكثير من الأدوار فشعر البعض بأن دارين حمزة لا توافق على كل الأعمال.
وما هو الدور الذي تؤدينه في الفيلم اللبناني ـ الفرنسي؟
دور فتاة لبنانية تحكي العربية المكسرة. التدريب على هذا النوع من النطق يلزمه الكثير من الوقت. ولهذا أتابع التدريب مع أستاذ خاص. أعتبر هذا الفيلم من المشاريع الجميلة والمفرحة في حياتي كممثلة. كل ممثل يتمنى أن يكون له حضور في السينما لأنها الأبقى.
هل من طريق لك إلى مصر؟
الطريق مفتوح لكني أنتظر الفرصة الصحيحة لأن العروض التي تلقيتها لم تعجبني.
قرأنا مشاركة لك في مسلسل خليجي إسمه ' هوامير الصحراء'؟
صحيح وكنت في دور ضيفة شرف. وهو مسلسل سيعرض على قناة روتانا خليجية في شهر رمضان. وفي جزئه الثالث في العام المقبل سوف أكون في دور أكبر. وعندما عرض الجزء الأول من المسلسل ترك حوله ضجة كبيرة في الخليج العربي. كلمة 'هوامير' تعني الحوت، أي حيتان الصحراء.