استطاعت الفنانة السورية « كندة علوش» أن تلفت الأنظار إليها في أولي تجاربها في الدراما المصرية من خلال مسلسل « أهل كايرو» والذي عرض في رمضان الماضي حيث لاقت عن أدائها لدور الصحفية استحسان الجميع خاصة في اتقانها للهجة المصرية بالرغم من أنها حديثة العهد علي الفن المصري، وعن هذه التجربة وعلاقتها بالسينما الإيرانية حيث قامت ببطولة فيلم وتستعد لآخر تحدثت كندة في هذا الحوار:
< هل مشاركتك في «أهل كايرو» جاءت كمحاولة لاقتحام الدراما المصرية؟
- هذا المسلسل بالتحديد جذبني جدًا لأنني وجدت فيه تعرية حقيقية للفساد بشكل جريء ولا يخلو من الدراما الراقية هذا بجانب طبيعة العمل المشوقة والبعيدة عن المط والتطويل الذي يعيب أغلب الأعمال التليفزيونية لذلك لم يكن هدفي الوحيد هو الانتشار من خلال الفن المصري لأنني بالفعل فنانة ولدي جمهور وأعمال مميزة ولكن لا أنكر أن لمصر دورًا كبيرًا في تأكيد النجاح وربما مضاعفته، ولذلك حرصت أن أبذل كل جهدي، لأني لم آتي لمصر لكي استرزق بل لأقدم فنًا مميزًا.
< البعض قال إن أداءك كان مبالغًا فيه خاصة أن صحفي الحوادث يكون مكلفاً بتغطية الخبر فقط وليس التحقيق في الجريمة؟
- حاولنا خلال الأحداث تقديم نموذج إيجابي ولا نستطيع أن نقول أنه مثالي لأني لا أحب تجسيد الشخصيات المثالية ولكن دوري لفتاة تعمل كرئيس لقسم الحوادث تحب عملها وتتفاني فيه كما إنني أري أن دور الصحفي من أهم المهن وأخطرها أيضًا لأن ما يكتبه أمانة وكل كلمة ينشرها تترتب عليها أمور كثيرة لذلك لابد أن يتفاني في عمله ولا يكون تقليديا مثل كثير من الصحفيين الذين التقي بهم، ومع ذلك هذه الصحفية يعيبها اندفاعها وتصرفها بدون تفكير في كثير من الأحيان.
< ألم تشعري بقلق من هذه التجربة باعتبارك ما زلت وجهًا جديدًا بالنسبة للجمهور المصري؟
- كنت قلقة جدًا ولكن ليس لأني وجهًا جديدًا خاصة أن هذا القلق كان سينتابني إذا كنت مشاركة في مسلسل سوري لأن فريق العمل وثق بي وحملني المسئولية فكان لابد أن أكون عند حسن ظن المخرج محمد علي والفنان خالد الصاوي لذلك اجتهدت فيها قدر إمكاني.
< المسلسل يعتبر عملك الأول الذي تقدمينه باللهجة المصرية كيف تمكنتي من اتقانها بهذه السرعة؟
- اجتهدت جدًا وذاكرت اللهجة المصرية جيدًا واستطيع أن أقول إني حصلت علي «كورس» لهجة مكثف من الفنان خالد الصاوي فهو نصحني ألا أتراخي في المذاكرة وأشكره أيضًا لأني حصلت معه علي دروس في التمثيل والبروفات التي كانت تستمر لساعات طويلة لدرجة إنني شعرت إنني مقبلة علي تجربة مسرح لا تليفزيون فهو فنان مجتهد جدًا وكذلك المخرج محمد علي الذي اختارني للدور بعد أن شاهد لي أعمالاً كثيرة، ولذلك اعتبر هذا المسلسل أكثر عمل استفدت وتعلمت منه الكثير.
< وهل قررت أن توثيقن علاقتك بمصر للحصول علي فرص عمل أخري؟
- علاقتي بمصر قوية وبالرغم من أن «أهل كايرو» هو أول عمل مصري إلا إنني أزور مصر كل سنة علي مدار عشرين عامًا وعندي فيها أصدقاء كثيرين وبالفعل تلقيت عروضًا عديدة للعمل في الفترة الأخيرة ومن بينها فيلم سينمائي مميز ولكني لم أقدم علي خطوات بشكل نهائي خاصة إنني كنت مشغولة بتصوير الفيلم الإيراني «الغرباء» لذلك لا أستطيع أن أقول إني استعد لأن أنقل حياتي بالكامل لمصر لأني مرتبطة بأعمال كثيرة بين سوريا وإيران ولكن أتمني أن أجد أعمالاً مميزة بمصر.
< البعض توقع أن العمل الثاني لك في مصر سيكون سينمائيا بعد أن نجحتي في لفت الأنظار في فيلم « ولاد العم»؟
- هذا حقيقي ولكن أنا لا أري أن هناك فرقًا كبيرًا بين هذا المسلسل والأعمال السينمائية لأمور كثيرة من بينها أنه صناعة سينمائيين في الأساس ابتداءً من المخرج محمد علي ومديرة التصوير نانسي عبدالفتاح والفنان خالد الصاوي كما أن السيناريو مكتوب بطريقة جميلة ومختلفة حيث تدور الأحداث بالكامل في خمسة أيام فقط. كما إنني لا أتفق مع من يري أن التليفزيون درجة ثانية أو أقل من السينما ودائمًا لا أشغل نفسي بنوع الكاميرا التي يتم تصوير العمل بها ويهمني في الأساس جودة العمل.
< تستعدين لتقديم ثاني فيلم إيراني بعد فيلمك الأول «الغرباء» فما هو سر علاقتك بصناع السينما الإيرانية؟
- ليس هناك أي علاقة، الأمر بدأ عندما جاء بعض الإيرانيين لسوريا لتصوير فيلم هناك عن فلسطين مستغلين في ذلك الشبه بين الضيعة وبعض الأماكن السورية والفلسطينية وقاموا بعمل كاستنج ولحسن حظي تم اختياري للقيام بدور البطولة وبعد عرض الفيلم في أكثر من مكان من بينها إيران شاهده مخرج الفيلم الجديد وقام بترشيحي للعمل.
< وما ملامح الفيلم الإيراني الجديد؟
- الفيلم بعنوان «سماء الجنوب» وهو لكاتب إيراني والمخرج أيضًا إيراني وفي الحقيقة لا أعرف تفاصيل أعمالهم السابقة ولكني أعجبت بالسيناريو جدًا ويتم تصويره بين سوريا ولبنان وتدور أحداثه حول حرب تموز التي وقعت عام 2006 وتم فيها تحرير جنوب لبنان واعتبرها مرحلة مهمة في تاريخ المنطقة العربية ويشارك في البطولة نجوم من مصر وسوريا ولبنان.
< الفيلم تدور أحداثه عن جنوب لبنان فما الدافع الإيراني لتقديم فيلم عن هذه الأحداث؟
- الفيلم من إنتاج لبناني وأنا قرأت السيناريو ووجدته «تحفة» ولكي يطمئن الجميع السيناريو تم الإشراف عليه ومراجعته من قبل سياسيين وكتاب لبنانيين وقاموا بإجراء تعديلات علي بعض الأمور لضمان الوصول للمصداقية المطلوبة.
< ما السر وراء إعجابك لهذا الحد بالسينما الإيرانية بالرغم مما تعانيه من فقر في عديد من عناصرها؟
- احترم السينما الإيرانية وأعلن إعجابي بها بالرغم من أنه يعيبها الإنتاج الفقير والقيود الفكرية والرقابية الشديدة إلا أن صناعها استطاعوا تقديم سينما إنسانية نافست السينما العالمية وحصلت علي جوائز كثيرة واستطاعت أن تحافظ علي طبيعتها وهذا ما أتمني أن يتحقق في السينما المصرية والسورية التي دخلت في مرحلة التقليد فعلي سبيل المثال لا تجدين فيلمًا إيرانيا يدور في إطار أكشن مبالغ فيه مثلما يحدث في مصر أو سوريا أو فيلمًا ذا طابع أمريكي، وهذا ليس معناه أني أطالب بتقديم أفلام عن العشوائيات لنبرهن إنها محلية وتعبر عنا كعرب ولكن أشياء كثيرة تميزنا نحن كمصريين أو سوريين وإذا قدمناها بشكل جيد سوف يكون لنا طابعنا الخاص الذي نفرضه علي العالم.
< إذن تفضلين السينما الإيرانية علي المصرية؟
- السينما المصرية دائمًا أنظر لها بإعجاب شديد لأنها ذات تاريخ كبير وإبداع لأكثر من 100 عام بها تقاليد وحرفية، واحترمها في الفترات الذهبية لها وفترات «الإنحطاط» أيضًا ولكن ما أطالب به فقط هو ألا ننسي أننا نعيش في بيئة غنية بها مواضيع «بالهبل» ولسنا مضطرين لأن نقلد الغرب.