نادية لطفي : أعشق السينما

  • حوار‎
  • 01:27 مساءً - 19 سبتمبر 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
نادية لطفي في النظارة السوداء
صورة 2 / 2:
نادية لطفي

الفنانة نادية لطفي بطلة العديد من كلاسيكيات السينما العربية وعلى راسها الناصر صلاح الدين و النظارة السوداء ،
صاحبة الموهبة الرائعة و الحضور القوي و الملامح المبهرة، نادية لطفي الفنانة الميقفة صاحبة التاريخ النضالي المميز لفنانة عشقت وطنها بحق كان لنا معها هذا الحوار:
ماذا يمثل رمسيس نجيب في حياة نادية لطفي الفنية ؟
كان يمثل مرحلة هامة فرمسيس نجيب هو الذي قدمني في أول أعمالي الفنية وهو فيلم " سلطان" مع الفنان فريد شوقي و رشدي أباظة وإخراج نيازي مصطفي .

بولا شفيق أو نادية لطفي صعيدية الاصل فهل تحن إلى الصعيد ؟
لا توجد قطعة في مصر لا أحن إليها ، فأنا ليس عندى تمييز ولا أحب التمييز لأي شيء فأي شريحة لها جزء في وأنا لي جزء فيها ، وقد زرت كل المحافظات والأماكن المصرية سواء الأماكن السياحية أو خلال مناسبات معينة مثل سيناء وسيوة ، والمكان الذي كنت أزوره ويعجبني لابد أن أزوره مرة أخرى ، حيث يحدث لدى حنين للأماكن التي تعجني وتترك بداخلي أثرا كبيرا .

ماذا يمثل لك فيلم " أبي فوق الشجرة" ؟
فيلم أبي فوق الشجرة ليس من أكثر أفلامي نجاحا ولكنه في وقته كانت له ضجة كبيرة وعرضه أخذ فترة طويلة ، لكن هناك أفلام أخرى كثيرة ربما أكثر نجاحا وهامة بالنسبة لي مثل " الخطايا ، قصر الشوق ، حبي الوحيد ،الناصر صلاح الدين " وغيرها من الأفلام التي تعتبر علامة مميزة وليس أبي فوق الشجرة وحده .

وماذا عن فيلم " النظارة السوداء" ؟
النظارة السوداء عندما عرض بالسينما لاقى إعجابا شديدا بالداخل والخارج وخلال المهرجانات ، ووقتها أصبحت تلك النظارة السوداء موضة لدى الفتيات الصغيرات والسيدات ، ومازالت حتى اليوم تعتبر موضة ولها وجود لدرجة أن بيبي صغير أرسل لي قريبا صورة وهو لابس نظارة سوداء.

هل ساهم جمالك في وجودك كاحدي نجمات الصف الأول في مصر؟
بالطبع لا ، فالجمال ليس مرادف للنجاح ولا يصنع النجمات لكن العمل والموهبة هما الأساس .

إذن ما رايك في جيل السينما الحالي؟
لكي أكون أمينة معك فأنا ليس من حقي أن أقول رأيي ويكون معمم لأني طرف وكيف أكون حكم ، فلا توجد إذا عدالة ، فأنا كجمهور ومواطن عادي ولست ناقدة متخصصة يمكني الحكم على السينما الشبابية ، فهناك فنان عادي وفنان دارس ومتخصص في النقد ، وأنا لا أحب النقد السماعي أو المزاجي ، لكن بوجه عام لا شك أن السينما لها فضل كبير في أنه لا يوجد في الحياة العامة بابا إلا تطرقت له وأشارت إليه فمثلا أنا رأيت منذ أيام فيلم " ليلة سقوط بغداد" وهو يعتبر طرح جديد وجرئ وتشخيص إعلامي للجمهور ؛ ولذلك فالسينما هي ارشيف الحياة والذاكرة الوطنية وشيء له خصوصيته واحترامه .

نجاحك السينمائي لا يختلف عليه أحد ، لماذا كنت مقلة فى المسرح و التليفزيون؟
لأن تخصصي بالأساس كان في السينما ولذلك كنت أعشقها وتركزت كل أعمالي من خلالها.

تاريخك النضالي الذي تحرصين على إخفاؤه دائما كبير فما هي قصتك مع السفاح شارون في بيروت عام 1982 ؟
أنا لم التق مع شارون وجها لوجه ، لكني منذ عام 1967 وأنا في الجبهة وفي حرب الاستنزاف وأكتوبر ثم جاء عام 1982 تكمله لمشوار سابق فقمت بكاميرتي الخاصة وأنا في بيروت وسط الحصار وصورت وقتها كل الأحداث التي كانت تحدث من بشاعة الاعتداءات الاسرائيلية .

هل أعتزلت نادية لطفي ؟
أنا لم أقرر الاعتزال ولكني ابتعدت لأن السينما أخذت شكل مختلف عن الشكل الذي أنا مؤمنة به وعن جيلي ودخل بها أولاد صغار جدد ، فتوقفت لأن السينما رسالة وأمانة ومثل ولها مبادئ وأخلاقيات ولا أستطيع أن أقوم بشيء خارج معتقداتي ، فأنا أشعر إننى كفنانة مثل الصيدلي الذي يصرف دواء غير صالح للاستخدام ، وهذا شيء غير أحلامي للسينما ، ولدى اهتزت السينما اهتزازا شديدا وإن كانت تحاول أن تستعيد رونقها لكني توقفت لأن فكرها أصبح يتعارض معي.

إذن هل من الممكن أن نراكي مرة أخرى على الشاشة؟
أنا لست ممتنعة ولكنى مع ذلك لن أشارك في أية أعمال فنية نهائيا، وفي رأيي دمها ثقيل قوي إني أرجع تاني دلوقتي بعد كل ذلك التوقف رغم أن كثير من جيلي لا يزالون يقدمون أعمالا حتى الأن ، فأنا على الرغم من أن هناك أعمال تعرض علي وإن كان بعضها يعجبني ، لكني خلاص قررت الابتعاد منذ فترة طويلة أكثر من 30 عاما ، حيث حدث انهيار في الإنتاج السينمائي بعد عام 1980 وانتظرت أن يتعدل الحال ولم يحدث أى تغيير ، وحيث إنني حققت أعمال لها قيمة ومرود كبير وطالما لم أكمل الخط البياني الذي بدأته فلم العودة بعد ليس لها أية أهمية ، فمثلا كنت اعد لفيلم "اخناتون" ولكن لم تساعد الظروف ومثلت فيلم " بديعة" ولكن بعدها المستوى الفكري الإنتاجي تضاءل فلو اشتغلت الآن لن يضيف لي شيئا بل على العكس ربما ينتقص من رصيدي .

ماذا يمثل الفنان يوسف داوود لنادية لطفي؟
بصوت سعيد جدا والضحكة تملأه تقول: يوسف داوود اعتز به جدا فنانا وإنسانا ذو خلق عالي ورغم أنه لم يسعدني الحظ أن أعمل معه لكن الحظ اسعدني أن أكون صديقة له .

ما هي أسبابك في عمل فيلم وثائقي عن أحمد مظهر؟
أنا التقيت مع مظهر في بداية رحلتي الفنية في فيلم " الناصر صلاح الدين "واستمرت علاقتي به حتى آخر وقت في حياته وكان يعتبر قدوة ومثل أعلى من أوجه متعددة فنانا ومثقفا ووطنيا وفارسا فكان له شمولية وله فضل في تعلمي الفروسية والتسيس (الخيل) والحياة الاجتماعية والخدمة العامة فوجدت أنه رمز لجيل يسبقني ولازالت له بصمة حتى الأن فأحببت أن أسجل خواطري ومشاعري تلك على الورق .

من هم أصدقاء نادية لطفي المقربون من الوسط الفني ؟
لا يوجد حد أقرب وحد أبعد ، وعامة كل البلد أصحابي حيث إن كل فرد في الأسرة المصرية عامة والفنية خاصة اعتبره جزء من عائلتي ، ولكن الفنان القدير يوسف داوود كما ذكرت لك رغم إنني لم أعمل معه فهو صديق عزيز وغالي جدا عندي ، كما أن أصدقائي من الوسط كثيرين جدا على حسب ظروف العمر والاحتكاك ومنهم من رحل ومن لا يزال على قيد الحياة ، فهناك أيضا مدام سميحة أيوب ، ميرفت أمين ، ليلي فوزي رحمها الله ، زينب صدقي ، شكري سرحان ، سمير خفاجة وهو عميد المسرح الكوميدي واحب أن أؤكد ان له فضل كبير على المسرح مثل المؤسسة الحكومية طوال 30 سنة وقدم شويكار وفؤاد المهندس وحسن مصطفي وآخرين وضحى بكل شيء في حياته في عشق المسرح ويستحق كل تقدير واحترام ويستحق التقدير واتمنى له دوام الصحة لأنه مر بأمة صحية .

كيف تعيش نادية لطفي يومها حالياً ؟
أنا ماعنديش أى روتين في حياتي لكني احب جدا الالتزام ، فلا يوجد نظام يومي معين أسير عليه لكني الآن حرة لا التزامات لدي فأضع لنفسي نظام يومي وأغيره حسب رغبتي ولكني التزم جدا بمواعيدي إذا كان ورائي برامج أو لقاءات أو حوارات أو مناسبة معينة ، فلا أحب ان استيقظ صباحا ويكون عندي برنامج يومي أسير ليه فليس عندي شىء له قدسية كبيرة أو التزام مقدس مثل تربية الأطفال مثلا أو مرتبطة بعمل معين ؛ لذا فحياتي اليومية اعيشها بشكل حر جدا وغير روتيني .

وصلات



تعليقات