''الرجل الغامض بسلامته''حوارات طويلة و مستهلكة و إفيهات جنسية مكثفة

  • مقال
  • 03:00 مساءً - 22 سبتمبر 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
مشهد من الفيلم
صورة 2 / 2:
مشهد من الفيلم

تحرص دائماً شركات الانتاج السينمائي علي طرح نوعية الافلام الخفيفةوالكوميدية في فترة الاعياد التي تشهد اقبالاً كبيراً من جمهور الشبابوخصوصا فترة الاجازات , بالاضافة الي ان الاعياد تعتبر موسم سياحي عربيتمتاز به مصر وبالتالي تستغل شركات التوزيع هذه الفرصة لطرح افلام ذاتمستوي معين مما يجبر الجمهور علي متابعتها غصبا دون وجود نوعيات اومستويات اخري متنوعة يمكن للمشاهد الاختيار فيما بينها , مما يجعله احيانايلجأ الي الافلام الاجنبية او انه يغامر ويشاهد ما تمليه عليه دور العرض .
شهد موسم عيد الفطر هذا العام عرض أربعة أفلام جديدة تتنوع موضوعاتها بينالفانتازيا والاستعراض والدراما الاجتماعية الكوميدية , فيلم عائلة ميكي وفيلم ولاد البلد وفيلم سمير وشهير وبهير واخيرا فيلم الرجل الغامض بسلامته , وبالطبع لا يمكن ان نحكم علي مستوي فيلم من اسمه ولكن السمة التي غلبت علي اسماء هذه الافلام هي الكوميديا التي تعبر عن موضوعها .
فيلم الرجل الغامض بسلامتة , هو التجربة الثانية للمخرج محسن أحمد في مجال الاخراج بعد رحلة طويلة مع التصوير السينمائي وإخراج الفيديو كليب , جمعته تجربته الاخراجية الاولي ايضا بالفنان هاني رمزي في فيلم السيد ابو العربي وصل , تأليف طارق عبدالجليل , اما في تجربتة الجديدة الرجل الغامض بسلامتة يجتمع مرة اخري مع هاني رمزي و بلال فضلليكونوا ثلاثي فني يضفي كل منهم علي العمل طابعة الخاص الذي أصبح سمةالعمل الاساسية , فالموضوع الذي كتبه بلال فضل ليس الا مقالة طويلة مليئةبالخطب الحماسية والفاظ الشباب العاطل عن العمل مرتادي النواصي الذي يبحثدائما عن وسيلة لتغييب عقله من الواقع الذي يحيطه بكل ما فيه من مفاسد ,والوسيلة المعتادة لكثيرين هي هروبهم نحو شهوتهم الجنسية التي حرمهم الفقرمن ممارستها بالطريق الصحيح , ولم يواصل المؤلف استعراض باقي الوسائل التييلهث ورائها الشباب والتي أصبحت عادية عند كثير من الاسر , كتناولالمخدرات مثلا , بل كثف المخرج رؤيته لضياع هذا الجيل في تصعيد شهوتهالجنسية التي تسكره وتسكن عقله لبعض الوقت حتي تسنح له الظروف لاقتناصفرصتة بأي طريقة مشروعة كانت ام غير مشروعة , فالغاية تبرر الوسيلة ومنيذوق الظلم والفقر عليه ان يتحول هو الاخر الي ظالم , دون اعتبارات أصوليةاو اجتماعية او حتي دينية , وما يردعه عن هذا التحول الذي اجبر عليه بفعلفساد المجتمع هي قوة اكبر منه ولا تمت بصله الي قوة الضمير , هذه هيالتيمة الاساسية التي قدمها بلال فضل في فيلمه الجديد الرجل الغامضبسلامتة , من خلال شخصية الشاب عبد الراضي الذي يجبر علي الفصل من وظيفتهفي شركة للالبان بعد اكتشافه تورط بعض الموظفين الكبار في الشركة في قضيةفساد , ويحاول عبد الراضي كشفهم لكنه يفشل ويطرد من وظيفته , ويعودلممارسة هوايتة في ملاحقة النساء الجميلات الشبه عاريات اللاتي يتجولن فيالشوارع وفي اماكن تجمع السائحين , حتي يصادف الفتاة الارستقراطية لميسويضطر للكذب عليها وادعائه الثراء حتي يجد نفسه بالفعل متعايش مع طبقةالاغنياء الي جوار بعض من رجال السلطة اللذين يعجبون بأفكاره , ويأخذوهللعمل معهم في الوزارة , وينقلب الحلم الي حقيقة وتتحول الكذبة الي واقعويتحول الفقر في غمضة عين الي ثراء حقيقي , وكأن عبد الراضي وجد مصباحيحقق له كل احلامه لكن هذا المصباح الذي يتمثل في تواطئه مع بعضالمستثمرين الاجانب ضد الوزير الشريف الذي يعمل معه , ينقلب عليه ويفضحأمره , دون ان يبدي لنا كاتب السيناريو اي مقدمات لهذا الانقلاب الذي حدثمباشرة بعد زيارة عبد الراضي لمجلس الوزراء والذي هو علي عداوة مع هذاالوزير الشريف الذي يقتل بسبب تمسكه بإسلوبه الخاص في ادارة وزارته ورفضهلبعض مشروعات رجال اعمال مجهولي الهوية , فيقع عبد الراضي كبش فداء بينهماولكنه يبرء بشكل ساذج مثل باقي احداث الفيلم .
الفيلم لا ينتمي بشكل كامل الي موجة الافلام الكوميدية ولا ينتمي ايضا اليموجة الافلام الاجتماعية , فهو يقف معلقا في الهواء ما بين الحواراتالطويلة والمستهلكة والمشاهد الكثيفة لعبد الراضي مع رجال الشرطة والسلطة, وبين علاقته بالجنس الاخر و اندفاع شهوته التي تخلو من المشاعر نحو لميسالفتاة التي يقابلها ويتزوجها في ظروف لا ترتبط الا بالمصالح لكل منهما ,وبشكل طفولي يعكس المخرج علاقة عبد الراضي ولميس التي دائما تحمل انطباعساذج لفتاة بلهاء بملامحها الملساء التي لم تعطينا اي انفعال تجاه اي حدثوقع لها , حتي في مشهد المشاجرة الذي جمعها مع عبد الراضي عند اعتراف كلمنهما للاخر عن كذبته , كان هذا المشهد اقرب الي لقطة من فيلم linkو شيرين , اللذين امتعونا بمصداقية الاداء الذي لم نجده في هذا المشهد المشابه .
المخرج محسن احمد هو الحسنة البارزة في هذا الفيلم , رغم ان معظم احداثالفيلم صورت في اماكن فخمة لم يبذل فيها المخرج جهداً لاظهارها بهذاالجمال , لكن الصورة الزاهية التي قدمها كانت هي العزاء الاكبر للمشاهديناللذين انصرفوا عن الاهتمام بالحوار الخطابي والمانشيتات الصحفية التييلقيها البطل في وجهنا وما يجري من احداث لم تؤثر فينا , حتي ان الفيلميخلو من اي لمحة كوميديا قد تترك اي اثر علي المشاهد .
هاني رمزي النجم الكوميدي الذي اثبت وجوده في عالم كوميديا الشباب بعد فيلم محامي خلع, بدأ رصيده يتراجع منذ سنوات بعد عدة محاولات محبطة في مزج الكوميديابالموضوعات والمفارقات السياسية ولكن الحظ لم يوقعه مع كاتب محترف اوموهوب يدرك جيداً الفرق بين صناعة عمل سينمائي تحكمه قواعد معينة في كتابةالسيناريو السينمائي وبين مقال تحريضي لنشر الوعي السياسي الذي تغلفهدراما مفتعله هزيلة ضاع تكوينها وسط الاهتمام المبالغ فيه بحشو الحواربمضمون لا يرتبط بتطور الحدث .



تعليقات